دعم الاستيطان أقصر الطرق لكسب الأصوات الانتخابية في إسرائيل

  • 10/8/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة الإسرائيلية، ترتفع وتيرة استخدام الاستيطان الاستعماري كمنصة تنطلق منها منظمات وجمعيات لتمارس الضغط على كل من الحكومة والمعارضة لرفع سقف التعهدات والوعود، بهدف تسريع وتوسيع البناء في المستوطنات الاستعمارية من جهة، وشرعنة البؤر الاستيطانية، التي تقيمها الخلايا الإرهابية من جهة أخرى. وزير جيش الاحتلال بيني جانتس يسير بدوره على نهج رئيس وزراء الاحتلال الأسبق وزعيم المعارضة الحالي بنيامين نتنياهو، فالأول تعهد أمام قادة المستوطنين خلال لقائه بوفد منهم، بأنه يعتزم المصادقة على مخططات بناء مئات الوحدات الاستيطانية في المستوطنات خلال الفترة القريبة على أبواب انتخابات الكنيست، والثاني يرعى جمعيات استيطانية ويوقع على وثيقة يتعهد من خلالها للمستوطنين بالاستجابة لمطالبهم وتسريع وتيرة البناء في المستوطنات. وأوضح تقرير صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان بمنظمة التحرير الفلسطينية، أن جمعية “ريبونيوت” الاستيطانية جمعت توقيع 55 عضوا بالكنيست من أحزاب المعارضة في اليمين الإسرائيلي، وعلى رأسهم رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، ومعه وزيرة الداخلية الحالية أيليت شاكيد، يلتزم فيها الموقعون، بالعمل بعد الانتخابات الإسرائيلية العامة، لتوسيع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. البناء الاستيطاني وأوضح التقرير، أن هذه العريضة التي بادر إليها بعض رموز حركة الاستيطان الصهيونية أمثال ناديا مطر ونوريت كوتسبر، تأتي ضمن مساعي لوبي الاستيطان إلى انتزاع تعهدات بإعادة الزخم لحركة البناء الاستيطاني من جهة، وإحراج الأحزاب المناهضة لبنيامين نتنياهو ، لا سيما في تحالف بني جانتس – جدعون ساعر. ورغم عدم توقيعهما على العريضة، أعلن زئيف إلكين وعضو الكنيست متان كهانا، التزامهما بدعم البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. العريضة الحالية تقدّم أراضي الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في المنطقة (ج) التي تقع وسط الضفة الغربية وتقابل جغرافيا الخط الأخضر ومنطقة “جوش دان” حيث أكبر تجمع للمدن الإسرائيلية، باعتبارها احتياطي الأراضي الأكبر. ولفت التقرير إلى أن يمكن من خلال استغلاله والبناء فيه حلّ ما يسمى ضائقة السكن في إسرائيل ومشكلة ارتفاع أسعار العقارات داخل إسرائيل، غربي الخط الأخضر، حيث يمكن بناء آلاف الشقق السكنية على محور تل أبيب- أريئيل (أكبر المستوطنات الإسرائيلية المقامة جنوبي نابلس على أراضي سلفيت. على صعيد آخر، تتواصل النشاطات الاستيطانية وعمليات التهويد ومحاولات طمس الهوية الحقيقية لمدينة القدس، فقد قرر ما  الكين مؤخرا تخصيص 2.5 مليون شيكل لتهويد شارع تاريخي يقع في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وهو شارع الكاردو. تزوير التاريخ ويتعرض شارع الكاردو لعمليات تهويد لا تتوقف، بغية محو معالمه وتزوير التاريخ العريق للمدينة المقدسة، بعد أن ظهرت فيه تصدعات وتشققات بسبب الحفريات والأنفاق التي تجريها جمعية العاد الاستيطانية أسفل أحياء البلدة القديمة، وخصوصا في المنطقة الجنوبية من باب وحارة المغاربة ومنطقة القصور الأموية. وكشف تقرير هندسي خاص تم تقديمه لوزارة شؤون القدس والتراث الإسرائيلية، أن هناك خطرًا مباشرًا بانهيار الشارع، الذي يزوره مئات الآلاف من اليهود والسياح الأجانب كل عام. وفي سابقة خطيرة، دعت ما تسمى سلطة الطبيعة الإسرائيلية في القدس المحتلة، المستوطنين إلى اقتحام حي وادي الربابة في بلدة سلوان في عيد العرش التوراتي، وسرقة زيتون الحي. واد الربابة وأراضي وادي الربابة البالغ مساحتها 200 دونم، مهددة جميعها بالمصادرة لصالح إقامة مشاريع استيطانية وحدائق توراتية؛ فأطماع الاحتلال بهذه المنطقة الخضراء لم تتوقف يومًا، ولا يزال يخطط لإقامة مشروع تهويدي عملاق فيها. وتخطط بلدية الاحتلال ووزارتي ما تسمى شؤون القدس والمواصلات لإقامة قاعدة للقطار الهوائي التهويدي في وادي الربابة وجسر معلق بين ضفتيه، ومركز زوار لغسل أدمغة السياح والزوار اليهود، وحدائق توراتية ومنشأة إضافية لشفط عيون وآبار مياه سلوان. واعتصم أهالي حي وادي الربابة في سلوان خلال الأسبوع الماضي، بمشاركة القوى والفعاليات المقدسية المختلفة ونشطاء سلام أجانب و إسرائيليين، في الأراضي المهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لصالح جمعية العاد الاستيطانية التي تنوي إقامة مشاريع سياحية ترفيهية خاصة على هذه الأراضي لخدمة المستوطنين والسياح اليهود، إضافة الى حدائق ومسارات توراتية وأكواخ على هيئة بيوت متنقلة.

مشاركة :