تعمقت جراح أسواق المال في الدولة والمنطقة والعالم مع تزايد التوترات الإقليمية والعالمية (خاصة بعد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، وإعلان كوريا الشمالية تفجير قنبلة هيدروجينية)، وتزايد حدة الاضطرابات في أسواق المال العالمية مع تزايد مؤشرات التباطؤ في الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد عالمي وهبوط اليوان أمام سلة من العملات الدولية، والانزلاق السريع لأسعار النفط لمستويات هي الأقل منذ 12 عاماً، عندما هوت هذا الأسبوع إلى مستويات وصلت إلى ما يقارب 32 دولاراً للبرميل. فقدت أسواق المال في الدولة 25.824 مليار درهم من قيمتها السوقية التي تراجعت إلى 668.064 مليار درهم هذا الأسبوع مع هبوط مؤشر سوق الإمارات 3.72%، عند 4120.53 نقطة. وتراجعت المؤشرات العامة لأسواق المال المحلية والإقليمية والعالمية بشكل حاد خلال الأسبوع، وهبط مؤشر سوق دبي المالي 5.59% عند مستوى 2966.43 نقطة، ومؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 3.99% عند 4134.97 نقطة. ووفقاً لمؤشر سوق الإمارات، فقد تراجعت كافة المؤشرات القطاعية لأسهم الشركات، و تركزت الضغوط خلال الأسبوع بشكل كبير على أسهم شركات قطاع الاستثمار والخدمات المالية والعقار والطاقة والبنوك والنقل، وهبطت مؤشراتها القطاعية بنسب 7.53% لقطاع الاستثمار، و6.73% لمؤشر العقار، فيما هبط مؤشر الطاقة 5.99%، والبنوك 4.48%، والنقل 4.36%. ودفعت أجواء الخوف والحذر التي سيطرت على أسواق المال العديد من المستثمرين نحو بيع الأسهم مع تفضيل الاحتفاظ بأصولهم النقدية، فيما أحجم البعض الآخر عن شراء الأسهم وهو ما أدى إلى ضعف السيولة في أسواق المال التي بلغت 2.140 مليار درهم على مدار 5 جلسات هذا الأسبوع، وإلى تراجع هذه الأسواق بشكل حاد. وخلال الأسبوع تم تداول أسهم 75 شركة بمقدار 1.794 مليار سهم نفذت من خلال 26257 صفقة بقيمة 2.14 مليار درهم. وشهدت أسهم شركات القطاع العقاري ضغوط بيع بقيمة 845.3 مليون درهم نحو 39.5% من إجمالي قيمة التداول، وهو ما أفقد المؤشر القطاعي لهذه الشركات 6.73% في الأسبوع الأول من عام 2016. كما فقد مؤشر البنوك 4.48% وسط ضغوط بيع بلغت قيمتها 691.8 مليون درهم نحو 32.3% من إجمالي قيمة التداول في الأسواق. وتصدر سهم أرابتك القابضة قائمة الأسهم الأكثر تداولاً في الأسواق بقيمة 295.7 مليون درهم، وهبط سعر السهم 8% وأغلق عند 1.15 درهم. وجاء سهم إعمار العقارية في المركز الثاني بتداول 288.5 مليون درهم، وأغلق السهم على تراجع 9.84% عند 5.13 درهم. واحتل سهم مجموعة بيت التمويل الخليجي المالية المركز الثالث بتداول 279.7 مليون درهم واستقر سعر السهم عند 0.491 درهم. وشهد سهم أملاك للتمويل تداولات بقيمة 117.5 مليون درهم، ونتيجة لضغوط البيع على هذا السهم فقد هبط بنسبة 12.06% عند 1.24 درهم. وتصدر سهم تكافل الإمارات قائمة الأسهم الأكثر تراجعاً في الأسعار، وهبط السهم 16.85% وأغلق عند 1.48 درهم. وفي المقابل تصدر سهم بنك الفجيرة الوطني قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعاً في الأسعار، وأغلق على ارتفع 14.94% عند 5.31 درهم وسط تداولات ضعيفة جداً. 29 مليون درهمتسييلات المحافظ اتجهت المحافظ الاستثمارية خلال الأسبوع نحو شراء بعض الأسهم في سوق أبوظبي بصافي استثمار وصل إلى 7.9 مليون درهم، فيما كثفت من مبيعاتها في دبي وأعادت بناء محافظها من جديد وفق مستويات الأسعار الجديدة، وبلغ صافي استثماراتها في دبي 36.9 مليون درهم محصلة بيع. وفي المقابل اتجه المستثمرون الأفراد نحو شراء الأسهم في دبي بصافي استثمار وصل إلى 36.9 مليون درهم محصلة شراء، وبنفس الوقت بيعت أسهم في أبوظبي بصافي استثمار وصل إلى 7.9 مليون درهم محصلة بيع. 1.6 مليون درهمصافي مشتريات الأجانب اقتنص المستثمرون المواطنون والعرب والأجانب الفرص في أسواق المال بعد تراجع الأسعار إلى مستويات جديدة، وكثفوا من عمليات شراء الأسهم، وبلغ صافي استثماراتهم 29.7 مليون درهم محصلة شراء (منها 12.8 مليون درهم محصلة شراء العرب، و1.6 مليون درهم محصلة شراء الأجانب، و14.3 مليون درهم محصلة شراء المواطنين. وفي المقابل اتجه المستثمرون الخليجيون نحو بيع الأسهم بصافي استثمار وصل إلى 29.7 مليون درهم محصلة بيع (16.8 مليون درهم محصلة بيع في دبي، و12.9 مليون درهم محصلة بيع في أبوظبي). ووفقاً للأرقام الصادرة عن أسواق المال فقد لوحظ أن المستثمرين الأجانب ركزوا مشترياتهم على أسهم أبوظبي، وبلغ صافي استثماراتهم في أبوظبي 30.4 مليون درهم محصلة شراء، فيما كثف الأجانب مبيعاتهم في دبي، وبلغ صافي استثماراتهم 27.8 مليون درهم محصلة بيع.