محمود عبدالله (أبوظبي) مليكة أحمد العاصمي، الشاعرة والأديبة المغربية المرموقة، هي أكاديمية معروفة تعمل أستاذة بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس، وجامعة القاضي عياض، وأستاذة باحثة بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط، ونائبة رئيس بلدية مراكش وبرلمانية مشاكسة، وهي أيضاً مؤسسة ومديرة مجلة «الاختيار» الثقافية، وصوت طليعي داخل اتحاد كتّاب المغرب، وباحثة اجتماعية في شؤون المرأة والحضارة المغربية والعربية والثقافة الشعبية. وقد أصدرت سلسلة من الدواوين الشعرية، أهمها: «كتابات خارج أسوار العالم»، «أصوات حنجرة ميتة»، «شيء له أسماء»، و«دماء الشمس»، ولها كتاب قيّم بعنوان: «المرأة وإشكالية الديمقراطية»، نالت عشرات الجوائز والتكريمات بوصفها رائدة في مسار تأنيث نهر الشعر المغربي، واسماً رائداً في صنع الحداثة الشعرية للقصيدة المغربية منذ السبعينات من القرن الماضي، حتى حازت لقب شاعرة المغرب الكبيرة. أكدت العاصمي في حديث خاص لـ«الاتحاد»، على هامش مشاركتها في مهرجان سلطان بن علي العويس الأول في أبوظبي: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي صاحبة تراث عريق في جميع المجالات، ليس فقط تاريخياً ولكن أيضاً صانعة النهضة والتطور، والحاضرة بفاعلية في حوار الثقافات، فالإمارات لديها من الفاعلية الثقافية والفكرية دور كبير، ولها كلمتها التي تقولها في المشهد الثقافي العربي والعالمي». عن قيامها بتطوير دائم لتجربتها الإبداعية، قالت: «التطور في حياة أي شاعر يجب أن يكون تلقائياً وتاريخياً، فعندما يكون الشاعر جزءاً من حركة الحياة ومشروعها نحو صون كرامة وشرف الإنسان، ملتحماً بتقلباته والعالم والعصر ومكتسبات هذه الأقانيم وكبواتها، بما فيها تقلبات الذات والكينونة الخارجية والداخلية والعميقة، باعتبارها أقانيم في حد ذاتها متعددة ومصطخبة في كل لحظة بأحاسيس ومشاعر وانشغالات وهموم مختلفة. وتعتقد العاصمي أن الشعر العربي وشعراءه حالياً في مأزق كبير، لأنهم خارج دائرة ما يدور في الشارع العربي، ويجب أن نعترف أننا نعيش في زمن عربي يتراجع فيه حضور الشعر تراجعاً مؤلماً لصالح وسائل ثورة تكنولوجيا المعلومات، وقالت: «ما زلت أتحسر على شعر الإبداع في عهد الستينيات، الزمن الذهبي الجميل للإبداع العربي، وهو ما مكّن ذلك الجيل من لعب أدوار مميّزة، كان لها القول الفصل في تأصيل القصيدة وإحكام بنائها ولغتها وتوسيع آفاقها». وختمت: «توهّجت شعلة الشعر عن وعي وفهم حقيقيّين عند هذا الجيل، وتناغمت مع حركة الواقع وجدليّته ومتغيّراته، فاتّسمت بالحسّ النابض بالأحاسيس والمشاعر الوطنيّة والقوميّة، خاصّة بعد حزيران عام 67».
مشاركة :