أشباه الموصلات في قلب معركة شرسة للهيمنة التكنولوجية بين أمريكا والصين

  • 10/8/2022
  • 22:32
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يدخل تصنيع وتصدير أشباه الموصلات في قلب معركة شرسة بين القوتين الاقتصاديتين العالميتين أمريكا والصين، في سبيل الهيمنة التكنولوجية. وأثار إعلان الولايات المتحدة الجمعة عن ضوابط جديدة على الصادرات تهدف إلى تقييد قدرة الصين على شراء أشباه الموصلات وتصنيعها، حفيظة السلطات في بكين، حيث يزيد القرار من التوترات بين البلدين. وتحد هذه الإجراءات من قدرة بكين على شراء وتصنيع بعض الرقائق المتطورة المستخدمة في التطبيقات العسكرية بحسب مكتب الصناعة والأمن BIS التابع لوزارة التجارة الأمريكية. ووفقا لـ"الفرنسية" أمس، قالت ثيا روزمان كيندلر مساعدة وزيرة التجارة للصادرات في بيان، إن "إجراءاتنا ستحمي الأمن القومي ومصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بينما ترسل رسالة واضحة مفادها أن القيادة التكنولوجية الأمريكية هي مسألة قيم وأيضا ابتكار". وتأتي هذه الخطوة بعد أيام على إدراج وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" 13 شركة صينية على القائمة السوداء بسبب صلاتها المفترضة بالجيش، وتعد الشركة الرائدة عالميا في مجال الطائرات المسيرة "دي جي آي" DJI من أشهر الشركات الصينية المستهدفة. وردا على سؤال، انتقدت ماو نينج المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، أمس، القيود التي تهدف إلى "الحفاظ على الهيمنة التكنولوجية" الأمريكية، على حد تعبيرها. وتتهم واشنطن بكين بانتظام بالتجسس الصناعي وتهديد الأمن القومي، واتخذ هذا الصراع بعدا جديدا منذ النقص في أشباه الموصلات على أثر أزمة كوفيد - 19. وفي هذا السياق، نجح الرئيس الأمريكي جو بايدن في إقناع الكونجرس باعتماد قانون يخصص 52 مليار دولار من الإعانات لإحياء إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، إضافة إلى عشرات المليارات من الدولارات للبحث والتطوير. وأوضح مكتب الصناعة والأمن أن ضوابط التصدير التي وضعت الجمعة "تحد من قدرة الصين على الحصول على رقائق كمبيوتر متقدمة، وتطوير وصيانة أجهزة الكمبيوتر الفائقة، وتصنيع أشباه موصلات متقدمة". وأضاف أن هذه المكونات "تستخدم من قبل الصين لإنتاج أنظمة عسكرية متطورة، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل، ولتحسين سرعة ودقة صنع القرار العسكري والتخطيط واللوجستيات العسكرية، فضلا عن أنظمتها العسكرية المستقلة، وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان". وكانت الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي أبلغت لجنة في مجلس الشيوخ في يونيو، أن إدارة بايدن تركز على حماية المصالح التجارية الأمريكية ضد خطط الصين للسيطرة على صناعات مهمة مثل أشباه الموصلات. إلى ذلك، ذكرت وزارة الشؤون الخارجية في تايوان أن ادي بيرنيس جونسون العضوة بالكونجرس الأمريكي، ستزور الجزيرة في الفترة بين التاسع و12 أكتوبر، في إطار احتفالاتها بالعيد الوطني. وأضافت الوزارة أن جونسون، وهي ديمقراطية عن ولاية تكساس، وترأس لجنة مجلس النواب للعلوم والتكنولوجيا والفضاء، ستلتقي رئيسة تايوان تساي إنج وين لبحث كيفية تحسين العلاقات الثنائية والتعاون في العلوم، حسب "بلومبيرج" للأنباء. وسيكون هذا هو ثامن وفد من الكونجرس الأمريكي والمشرع الأمريكي الـ29، الذي يزور تايوان هذا العام، طبقا للوزارة. يشار إلى أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي قد زارت تايوان في أغسطس الماضي، ما أثار انتقاد وغضب الصين التي نظرت للزيارة على أنها بمنزلة تدخل في شؤونها الداخلية، حيث تعد الجزيرة جزءا لا يتجزأ من أراضيها، كما تسببت زيارة بيلوسي في توتر شديد في العلاقات بين بكين وواشنطن. ومن جهة أخرى، وفي سياق الشأن الصيني، سجلت صناعة الملابس في الصين توسعا مستقرا من حيث الإيرادات والأرباح والصادرات خلال الشهور الثمانية الأولى من 2022، بحسب بيانات وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أمس. ووفقا لـ"الألمانية"، بلغت إيرادات الأعمال المختلطة لـ13117 شركة رئيسة في القطاع بالصين 950.4 مليار يوان "نحو 133.86 مليار دولار" خلال الشهور الثمانية، بزيادة 3.7 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من 2021. وحققت الشركات المذكورة أرباحا إجمالية بقيمة 43.6 مليار يوان في الفترة بين يناير وأغسطس الماضيين، بزيادة 3.4 في المائة عن العام الماضي. وزادت صادرات الملابس خلال هذه الفترة 17 في المائة على أساس سنوي إلى 104.4 مليار دولار، وفقا للبيانات. إلى ذلك، نما الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة التبت ذاتية الحكم بجنوب غربي الصين بمتوسط سنوي 9.5 في المائة خلال الفترة من 2012 إلى 2021، أعلى بـ 2.9 نقطة مئوية، مقارنة بالمتوسط الوطني. ووفقا لمؤتمر صحافي عقدته لجنة التنمية والإصلاح في المنطقة تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة 200 مليار يوان "28.17 مليار دولار"، في 2021. وتجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 56.8 ألف يوان في 2021، محققا متوسط نمو سنوي 7.6 في المائة على مدار العقد الماضي، أعلى بـ1.5 نقطة مئوية، مقارنة بالمتوسط الوطني. وقال تيان قوانج هوا، نائب مدير اللجنة، إن الهيكل الصناعي في منطقة التبت شهد تحسينات مستمرة، كما تم تعزيز التكامل بين الصناعات الأولية والثانوية والثالثة. وقالت السلطات المحلية في منطقة التبت ذاتية الحكم بجنوب غربي الصين، إن نصيب الفرد من الدخل المتاح لسكان الريف فيها حافظ على نمو مزدوج لمدة 19 عاما. وقال دو جيه، مدير الزراعة والشؤون الريفية للمنطقة، في مؤتمر صحافي إنه وفي 2021، بلغ نصيب الفرد من الدخل المتاح لسكان الريف في التبت 16.935 يوان "2.385 دولار"، ما يعادل 2.97 ضعف للدخل المسجل في 2012. وكان معدل نمو الدخل هو الأعلى على مستوى البلاد لمدة سبعة أعوام متتالية. وفي النصف الأول من هذا العام الجاري، ارتفع نصيب الفرد من الدخل المتاح لسكان الريف في المنطقة 11.1 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 5.705 يوان، أي أعلى بنسبة 5.3 نقطة مئوية من المتوسط الوطني. وقال دو: "لقد تحسنت البيئة المعيشية ونوعية الحياة للمزارعين والرعاة بشكل كبير على مدى الأعوام العشرة الماضية".

مشاركة :