في مرسم الفنون البصرية في الحي الثقافي في كتارا. يتواجد الكثير من الفنانين التشكيليين ومحبي فن الجرافيك. ساعين إلى اكتساب الخبرة الفنية في ظل وجود المكابس المختصة في فن الجرافيك والطباعة. تقدم أخصائية الفنون البصرية قسم الطباعة الفنانة المصرية وسام رضوان والمقيمة في قطر منذ تأسيسه 2002م. الخبرة الفنية في مجال الجرافيك والطباعة. كان لنا هذا الحوار الفني الذي أوضحت من خلاله المستوى التشكيلي في الوطن العربي والخليج. الفنانة وسام رضوان حاصلة على ماجستير في الفنون الجميلة - جامعة الاسكندرية. بعنوان الورق كعنصر بنائي في إبداع الطبعة الفنية. عضو نقابة الفنانين التشكيليين بالاسكندرية. عضو جماعة آتيليه الفنانين والكتاب بالاسكندرية. شاركت في العديد من المعارض العربية. اشتركت بعدة ورش فنية مع الفنانين: فاروق شحاتة. سعيد حداية. الياباني فودي زوكا. المصري محسن عبدالوهاب.الفنان مظهر أحمد. تحقيق الخصوصية أين فن الجرافيك في الوطن العربي – وهل أخذ حقه في الانتشار والإتقان؟ يُعتبر الحديث عن فن الجرافيك العربي وتتبع ملامحه ومقوماته ورواده من مظاهر البحث عن الذات والتطلع إلى الجذور – ولعله من أهم الأمور الجديرة بالاهتمام والبحث والدراسة الواعية الجادة. ففن الجرافيك يعتبر رافدا من الروافد التي تثري الحركة التشكيلية المعاصرة بالوطن العربي ولا ريب أن للطبعة الفنية ولروادها العرب تميزا واضحا ودورا هاما في وضع أسس وقواعد هذا الفن أمثال الجرافيكيين المصريين سعد كامل. الحسين فوزي. وأصحاب القوالب المتعددة حسين الجبالي. مريم عبدالعليم. والفنان السوري محمود حماد. والسوداني صاحب طريقة الحفر بالطاقة الشمسية الفنان مجذوب أحمد رباح والفنانة الكويتية ثريا البقصمي. وقد عُني جميعهم بتحقيق الخصوصية العربية من خلال لغته التشكيلية العالمية بإحساس متناغم والبيئة المحيطة. إن فن الجرافيك هو فن التقنيات المتعددة. إذ يحتاج لتجهيزات وتحضيرات ومساحات لإنجاز العمل الفني المطبوع. وتُعد هذه الأمور من القضايا الشائكة في مجال العمل الجرافيكي. وكذا صعوبة تسويق العمل الفني المطبوع في وطننا العربي. حيث يعتقد الغالبية أن العمل الجرافيكي ما هو إلا عمل منسوخ لا يحمل سمة الأصالة والتفرد كما في اللوحة المرسومة. وهذا يُعتبر من الأخطاء الشائعة. حيث ان لكن فن خصوصياته وجماليته الخاصة. فالفنان كريم رسن واحد من هؤلاء الجرافيكيين الذين واجهوا تلك الصعوبات مما جعل إنتاجه من الجرافيك يعتبر شحيحاً بالنسبة للوحة حيث حول مهارات الجرافيك إلي اللوحة مُستعيناً بنوع من الحفر. وفي رأيي الشخصي فان فن الجرافيك لم يأخذ حقه من الانتشار لما سبق ذكره إلي جانب عدم وجود خطط وبرامج لتقديم هذا الفن لحث الفنانين الشباب للبحث في هذا المجال وإثرائه كما تُعد المشاركات الجرافيكية العربية بالمحافل سواء العربية أو الدولية فقيرة جداً – وكذا افتقار الحفارين العرب للرعاية والاهتمام من قِبل القائمين على الأمر. مما أدى إلى عدم الوعي لدى الكثير لممارسة هذا الفن والتوغل بأعماقه – وذلك لما ذُكر سالفاً من سوء الفهم لهذا الفن وأهميته وفي بعض الأحيان التقليل من شأنه. ومع هذا لا نستطيع القول أن فن الجرافيك ليس له وجود أو حضور على الساحة العربية بل ان هناك بعض البلدان العربية لها دور فعال ومؤثر للمساهمة في نشر هذا الفن ولعل عودة ترينالي مصر الدولي للجرافيك 2015 بعد غياب تسع سنوات كان من أهم الخطوات التي أبرزت دور فن الجرافيك وأهميته بين الفنون الاخرى. الأجمل والأعمق نرى في الفترة الأخيرة كثيرا من الفنانين والفنانات في اعمالهم استخدموا جزءا من اللوحة في الطباعة هل ترين هذا مفيداً للعمل الفني؟ الفن التشكيلي عموماً. وفن الجرافيك تحديداً – تحكمه قوانين ثابتة بعض الشيء. فالعملية الفنية في النهاية هي أشبه بالبحث المستمر عن الأجمل والأعمق والتطور خطوة بعد خطوة حتى الوصول للنضج الفني. وأي اضافة للوحة الفنية تثري هذا العمل فإني اعتبرها مفيدة للعمل طالما لا تضر بقيمة ذلك العمل بل تضيف له وتزيده غنى. خطط طموحة كيف ترين الحركة الفنية الخليجية في الطباعة؟ والسعودية على وجه الخصوص؟ تسير الحركة الفنية الخليجية في الطباعة بخطى واضحة وسريعة للتقدم ويظهر ذلك جلياً أمامي حيث انني إحدى الفنانات المقيمات بدولة قطر وأرى حجم الدعم الذي يلقاه الفنان القطري من الدولة وكذا اهتمام العديد من المؤسسات والمراكز التي تحتضن الفن والفنانين. وكم المعارض الفنية المُقام بالبلد سواء على المستوى المحلي أو العالمي والاهتمام بالورش الفنية إلي جانب الحراك الثقافي والملتقيات الفنية المستمرة للفنانين الخليجيين يحتضنه بلد خليجي كل عام. هذا جعل من الاحتكاك بين الفنانين في جميع المجالات ونقل التجارب الفنية وتبادل الثقافات أمرا حتميا للتقدم والارتقاء بهذا الفن. ومع ازدياد تلك اللقاءات سواء في المحافل على مستوى الخليج أو على المستوى العالمي يزيد من فرص التعارف واكتساب الخبرات بين الفنانين. ولقد جاءت مشاركة السعودية المميزة في ترينالي مصر الدولي الرابع لفن الجرافيك 2003 من خلال مشاركة عشرة فنانين سعوديين منهم على سبيل المثال وليس الحصر الفنان ابراهيم محمود بوقس والفنان أحمد الأحمدي والفنان خالد حجاج سعيد والفنانة زهرة بو علي والفنانة علا حجازي وغيرهم من فناني الجرافيك السعوديين أثر بالغ على فن الجرافيك بالمملكة باعتبار أن ترينالي مصر الدولي الرابع يأتي كواحد من أهم الأنشطة الفنية ليؤكد على ترسيخ مفهوم عالمية الفن حيث يعتبر مُلتقى عالميا للفنانين على مستوى العالم لطرح تجاربهم الابداعية من منطلق الرغبة في التواصل. فالحركة التشكيلية بالمملكة تسير بخطى قوية وسريعة من خلال خطط طموحة وطويلة المدى من جانب مؤسسات المملكة المعنية بالفن جانباً إلي جنب مع الفنان السعودي. وخير مثال على هذا هو مؤسسة المنصورية تلك المؤسسة التي أنشأتها صاحبة السمو الملكي الاميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز آل سعود لدعم الإبداع في المملكة ومد جسور التواصل الابداعي والثقافي والفني. تلك المؤسسة الثقافية والفنية التي لا ينقصها شيء عن أكبر المؤسسات العالمية التي تساهم في رقي الفن والفنان. وفي اعتقادي ان كل متابع لحركة الفن التشكيلي السعودي يرى أن المملكة حققت وسوف تحقق المزيد من الريادة والتميز في مجال المنافسات العالمية – كما هو الحال في الكثير من البلدان العربية مما يؤكد أن العالمية في الفن العربي آتية لا محالة. طبيعة المرحلة كيف ترين الاتجاه في الحركة الفنية في مصر بشكل عام؟ وحركة فن الجرافيك بشكل خاص؟ يتطور المشهد الفني المعاصر في مصر بدرجة كبيرة تجعله مرادفا اصيلا لتطور المشهد العالمي. مما يعني أن المسافات بين الداخل والخارج قد اختزلت الى ابعد حد ممكن. وعليه فإننا نرى أعمالا فنية تتميز بتقنيتها العالية وفي الوقت ذاته فإنها تعبر عن طبيعة المرحلة والعصر. وفي هذا الإطار يمكننا متابعة كافة الأشكال النوعية مثل الأعمال المركبة والمجهزة في الفراغ وكذلك الفيديو آرت والفيديو أنستليشن بل والصورة الفوتوغرافية التي باتت تنتج على أعلى مستوى تقني وتتناول مواضيع غير عادية تتفق ونظرات فن ما بعد الحداثة. أما ما يخص فن الجرافيك أو الطباعة الفنية فهي تتحرك في ذات الاتجاه الذي يرتبط بمضمون الفن الراهن. وفي اطار التقنية نرى اليوم وسائل جديدة في مفهوم الليثوجراف الذي لم يعد يعتمد الطبعة على الحجر بقدر استعانته باسطح جديدة وطيعة تتمتع بسهولة توظيفها للفكرة ايا كانت. وكذا استحداث طرق جديدة كالكاليجراف والحفر على الكرتون واستخدام المعاجين أو أي مادة متاحة أمام الفنان لعمل القالب الطباعي. الطرق التقليدية هل وجود التصميمات والاسكتشات في الكمبيوتر بديلة ومفيدة للفنان من العمل اليدوي؟ الفن هو الفن على مر العصور والأزمان ولم تتغير صورته إلا عندما دخلت التكنولوجيا الحديثة كالصور الفوتوغرافية وأجهزة الكمبيوتر والتقنيات الميكانيكية وفي اعتقادي أننا نعيش زمن التكنولوجيا ولهذا فإنه من المعقول أن يكون الفنان مسايرا لتلك المتغيرات التقنية. فجهاز الكمبيوتر مثله مثل أي أداة يستطيع الفنان أن يستخدمها طالما هذا يفيد المُخرجات النهائية للعمل الفني. فالفن كغيره من مجالات الحياة لابد وأن يسير جنباً إلي جنب مع التطور التكنولوجي وعلى الفنان تطويعه كيفما يشاء. فالخشب أو المعدن لم يُصنع خصيصاً لفناني الجرافيك – ولكن تم اكتشافهما من خلال الفنان لتطويعهما كقوالب طباعية وبالمثل الكمبيوتر فهو أداة يطوعها الفنان بما يفيده فهو كالفرشاة في يد الرسام يستطيع القائم على العمل الفني أن يجعل منه مادة لإثراء عمله الفني ولكن هنا نستطيع أن نقول ان هناك أقوالا متضاربة حول هذه النقطة بالخصوص. فالبعض يؤيد والبعض يرفض ولكل منهما رأي يُحترم – ولكن رأيي هذا لا يعتبر دعوة لترك التقليدي ذهاباً إلى المُستحدث فمهما كان التصور فإن قيمة العمل وجودته الفنية لا تصل لتلك الاعمال الفنية المطبوعة المُنجزة يدوياً بالطرق التقليدية. ويتضح هذا جلياً فيما حولنا فبالرغم من انتشار الميديا الحديثة ما زال الفنان الجرافيكي يشتغل بيده وينجز أعماله الفنية بالطرق التقليدية مع ابتكار تقنيات حديثة تضفي جمالا وثراء للعمل الفني المطبوع. ما طموحك المقبل؟ اعترف بأنني أرى شيئا من القصور أو عدم الاهتمام بفن الجرافيك. مقارنة ببقية الفنون النوعية الأخرى وهي أمور مرجعها بالأساس إما إلى الفنان وإما إلى القائمين على شأن قاعات العرض وغيرها. ومن ثم فإنني أطمح في مزيد من الاهتمام الذي يرافقه توفير الخامات والأدوات الخاصة بفن الجرافيك. القيم الجمالية تجربة الفنانة وسام وإلى أين تتجه؟ بداية يمكنني أن أنير الطريق إلى تجربتي ببضع إشارات. لعل أولها يكمن في ولعي الكبير بالمخلفات أياً كان مصدرها أو شكلها. فالمخلفات تثيرني وتحفز مخيلتي بما يجعلني أندفع إلى استخلاص القيم الجمالية من تلك المخلفات التي قد تتصف بالقبح. بيد أنني أضع في حسباني العلاقات التشكيلية بالأساس حيث أبحث عن تنويعات وتباينات في الخطوط والملامس وكذلك في الألوان بالقدر الذي يتيح لي أن أصنع عملاً فنياً من مجموعة أشياء طبيعية غير متناسقة أو بالأحرى لا تصلح لشيء ما. قد يكون هُدايا في هذا الأمر هو بيكاسو وغيره من الفنانين الذين بحثوا عن الجمال وسط القبح والمخلفات. هذا ما يختص بالشكل أما الموضوع فهو بحث في كينونة العالم وما يكتظ به من حروب هنا وهناك لا تبحث وراء الإنسان كقيمة خلدها الخالق وأجلها بل ان سعيها بالأساس إلى تدميره وتدمير كل قيمة نبيلة. ومع توالي السنين كان الربيع العربي أحد الموضوعات المثيرة لي حيث بدت الأحداث في غير بلد عربي وخاصة مصر. عنواناً كبيراً يحتفي بالكثير من الصور والمشاهدات التي تحفز الفنان على العمل والإبداع. ومن ثم كانت الصورة الفوتوغرافية أحد الروافد التي استعنت بها في إنجاز تجربتي الأخيرة من خلال موضوعاتي كفنانة تحترف الفن من خلال العمل الفني المطبوع. لقد أضحت الصورة الفوتوغرافية جزءاً من كيان وبناء اللوحة عندي والتي اعتمد فيها على تجريد الأشياء وتضمينها أو تحميلها بقيم تعبيرية بطرق مستحدثة في مجال الطباعة الفنية. من أعمال الفنانة وسام الجرافيك لا يلقى نفس الاهتمام مثل بقية الفنون الاخرى
مشاركة :