عمرو زكريا لـ«الرياض»: المملكة تسير بخطى واضحة لتحقيق التنوع الاقتصادي

  • 2/17/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال الخبير الاقتصادي عمرو زكريا - الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تردير الأميركية لدراسة أسواق المال- لـ"الرياض"، إن المملكة تسير بخطى ثابتة وواضحة لتحقيق التنوع الاقتصادي، مشيرا إلى الاقتصاد السعودي أمام طفرة كبيرة نتيجة تحول نمط الاقتصاد ضمن "رؤية 2030". واستبعد أن يكون الهبوط المفاجئ لسوق الأسهم الأميركية مقدمة لأزمة مالية عالمية، بسبب وجود الاحتياطات الكثيرة التي اتخذتها البنوك التجارية بعد الأزمة المالية في العام 2008، إضافة إلى أن الوضع الاقتصادي الأميركي جيد وأفضل من أوقات كثيرة في الماضي. جاء ذلك في حوار لـ"الرياض" حول هبوط سوق الأسهم في أميركا، وأثر ذلك على الأسواق العربية، ومستقبل أسعار النفط والطاقة البديلة والعملات الإلكترونية.. وفي ما يلي نص الحوار: أسباب هبوط السوق الأميركية ما السبب وراء الهبوط الكبير والمفاجئ لسوق الأسهم الأميركية؟ في ظل اقتصاد يتسم بأداء جيد في جميع قطاعاته، كما هو الحال الآن في الولايات المتحدة، تكون الأسهم الأميركية أكثر حساسية لعوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات، وأي من البيانات الاقتصادية التي يتم نشرها بشكل يومي أو أسبوعي يزيد من احتمالية رفع الفائدة، وبالتالي زيادة العوائد على سندات العشر سنوات ما يشكل عاملا سلبيا على الأسهم الأميركية. ما حدث الأسبوع الماضي يمكن أن يقسم إلى بندين: الأول، جاءت أرقام التضخم أعلى من المتوقع، مما زاد من التوقعات أن الفيدرالي الأميركي، سيضاعف سعر الفائدة في الـ2018 بمقدار 3 مرات على الأقل. العامل الثاني، هو الزيادة الحتمية لعجز الميزانية إلى 5 و 6 في المئة من الناتج المحلي الأميركي نتيجة الإصلاحات الضريبية التي أقرت مؤخرا". المشكلة أن هذا أتى في وقت ستحتاج الولايات المتحدة الاقتراض من أسواق المال، ما يفوق التريليون دولار في الـ2018 وذلك تقريبا" أكثر من ضعف ما اقترضته عام 2017، هذا الحجم الضخم من الاقتراض حتما" سينتج عنه زيادة مقدرة في عوائد السندات وذلك يشكل عاملا سلبيا بشكل عام. ولكن علينا أيضا "أن نشير إلى ملحوظة مهمة وهي أن أسعار السندات في ارتفاع لمدة 38 سنة إلا أن المراقبين بدؤوا يعتقدون أن أسعار السندات ستبدأ في الانخفاض وهذا سيكون لصالح سوق الأسهم حيث يضعف التأثير السلبي لعوائد السندات المرتفعة على الأسهم. لسنا أمام أزمة مالية هل نحن مقبلون على أزمة مالية عالمية؟ لا أستبعد ذلك لثلاثة أسباب الأول أن النظام المالي عالميا حاليا ليس في وضعية انكشاف على الديون كما كان قبل الأزمة المالية العالمية نتيجة ضوابط صارمة وضعتها البنوك المركزية على البنوك التجارية بعد الأزمة المالية 2008. والثاني أن البنوك المركزية لديها من الأدوات المالية ما يكفي لدرء فتيل أي أزمة مالية قبل أن تنتشر العدوى عالميا" إلى نقطة اللا عودة، كذلك هناك تعاون وثيق بين البنوك المركزية أكثر من أي وقت مضي، والسبب الثالث هو أن الاقتصاد العالمي ينمو بوتيرة جيدة وبشكل متناسق ولا تبدو أن هناك أي بوادر لأزمة بالحجم الذي يمكن أن يسبب أزمة عالمية تأثير هبوط الأسهم الامريكية كيف يؤثر هبوط سوق الأسهم الأميركية على البورصة في دول عربية أخرى وما هي أقوى الأسواق العربية؟ الأسهم الأميركية بكونها الأكبر في العالم وتمثل حوالي 50 % من القيمة السوقية للأسهم العالمية مجتمعة، وأيضا "كون الاقتصاد الأميركي هو الأكبر عالميا"، فنجد أن الأسهم الأميركية في أغلب الأوقات ترسل إشارات نفسية إلى المستثمرين في الأسهم العربية وحتى العالمية. نشهد ذلك دوما عندما نتابع افتتاحات الأسهم اليابانية والأوروبية في بداية افتتاح الجلسة نلاحظ تأثير إغلاقات الجلسة الأميركية لليوم السابق. السوق السعودية بلا شك السوق السعودية (تداول) هي الأكبر على الإطلاق وهذا طبيعي إذا ما نظرنا إلى حجم المملكة ووزنها الاقتصادي والديموغرافي وقد قدرت مجلة فوربس القيمة السوقية بـ450 مليار دولار في فبراير 2018 والمتوقع أن يفوق التريليون دولار بحلول 2022 أو حتى قبل ذلك. يلي تداول سوق أبوظبي للأوراق المالية بـ125.4 مليار ويأتي سوق دبي المالي ثالثا" بـ107.3 مليار دولار ويليه في المركز الرابع سوق الكويت بـ93.1 مليار دولار وفي المرتبة الخامسة بورصة كازابلانكا للأسهم بـ67.2 مليار دولار. ما الذي يتغير إن حصلت المملكة على طاقة نووية؟ ستكون خطوة كبيرة ومهمة وحتما "ستزيد من دخل المملكة من الصادرات النفطية، السبب أن مع نمو اقتصاد المملكة ستحتاج إلى قدر أكبر من الطاقة لتحريك عجلة النمو. في الماضي كان معظم الطاقة الإضافية تأتي من النفط. فبدلا "من أن يباع ويكون موردا للدخل. يتم استهلاكه داخليا". الآن بدأت المملكة في تنويع مصادر الطاقة بمشروعات ضخمة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ومستقبلا" من النووية. كل ذلك سيوفر استخدام كميات كبيرة من النفط الذي يباع في السوق العالمي ويزيد من إيرادات المملكة. النفط الأميركي هل ينافس العراق قريباً دول المنطقة النفطية بصادرات النفط؟ نعم وخاصة مع بداية استقرار الأوضاع، بدأ العراق الاهتمام بإعادة الإعمار وإعادة تأهيل البنية التحتية خاصة لقطاع النفط. في نوفمبر 2017 مثلا "صادرات النفط من جنوب العراق وصلت لمستويات شبه قياسية تقدر بـ3.51 برميل يوميا". في رأيي المنتج الذي يهدد الحصة السوقية لدول المنطقة هو الولايات المتحدة حيث من المتوقع أن تتصدر إنتاج النفط في 2018 بأكثر من 10 ملايين برميل والخطورة في ذلك أن النفط الأميركي يتم تصديره لأول مرة منذ سبعينات القرن الماضي وبالفعل بدأ يدخل أسواق لا تشتري تاريخياً نفطها من دول الخليج كالهند.. العامل الآخر هو أن منتجي النفط في الولايات المتحدة لا ينتمون لأي منظمة مثل الأوبك ولذلك يصعب التوصل إلى اتفاقيات للتعاون معهم لكبح جماح الإنتاج عالمياً. العملات الإلكترونيةما هي استنتاجاتك حول أوضاع العملة الإلكترونية بيتكوين، وغيرها مستقبلاً؟ العملات الرقمية ستغير طريقة تعاملنا كأفراد وشركات وحتى كدول بنفس القدر الكبير والنوعي الذي غير به الإنترنت طريقة تواصلنا مع بعضنا البعض. لم تتوفر في تاريخ البشرية من قبل القدرة على تناقل وتبادل قيمة الأشياء رقميا "حتى جاءت العملات المشفرة وحلت الكثير من عوائق الماضي ومن أهمها ما يسمى بازدواجية الإنفاق. العملات الرقمية المشفرة ستغير كل جوانب حياتنا، ولذلك أتمنى من الهيئات الرقابية في عالمنا العربي أن تكون سباقة في تقنين وتشريع المجال لكي نكون الأوائل فيه والشباب العربي قادر على دخول السباق في نشر تطبيقات عالمية تنطلق باسمنا نحن كعرب. النفط على المدى البعيد ما هي توقعاتك لأسعار النفط على المدى البعيد، وما هي حظوظ النفط المستقبلية؟ سؤال صعب جدا "ولكن من المؤكد أن للنفط مستقبل طويل جدا" ولا يمكن الاستغناء عنه. لكن ما هو واضح أن الزيادة في الطلب على الطاقة سوف تتوزع على النفط وغيره من مصادر الطاقة الحديثة، والسبب هو دخول عصر الكهرباء التي تنتج من عدة مصادر كالرياح والطاقة النووية والشمسية الخ. أيضا "السيارات الكهربائية التي ستنتشر بشدة خلال الـ3 إلى 5 سنوات القادمة حتما "وستقلل من نصيب النفط في الطلب المستقبلي على الطاقة. لكن كما ذكرت النفط سيستمر بالتربع على عرش مصادر الطاقة لزمن طويل جدا" التنوع الاقتصادي في المملكةكيف ترى حظوظ نجاح المملكة في التوجه نحو جني عائدات جديدة من قطاعات بعيدة عن الطاقة والنفط؟ المملكة تسير بخطى ثابتة وواضحة لتحقيق التنوع الاقتصادي وتملك كل الإمكانيات لكي تحقق ذلك. أهمها في رأيي هو العنصر البشري الشاب المتعلم. اقتصاد المملكة مقبل على طفرة كبيرة نتيجة تحول نمط الاقتصاد ضمن "رؤية 2030" وهذا التحول بدأنا كمراقبين نلمس نتائجه في قطاع الطاقة حيث تحظى المملكة اليوم بأقل سعر عالمي "لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية". هذا في حد ذاته نجاح يعود للرؤية والرغبة الجدية في تحقيق التنوع في قطاع الطاقة بدلا من الاعتماد على الإنتاج النفطي وحده. عمرو زكريا

مشاركة :