أفغانيون تحدثوا للأناضول عن الجروح الغائرة في وجدانهم بسبب فقدان أحبتهم على مدى 20 عامًا من الاحتلال الأمريكي لبلادهم. - أكرم خان: "آلامي ما زالت حية، وأريد تحقيقًا جدّيًا ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة". - زينب خان: "اخترق الجنود الأمريكيون الجدار واقتحموا منزلنا وقتلوا 3 من أبنائي أمام عينيّ، وقاموا بتعذيب واقتياد ابني الرابع معهم". - زبانيا خان: "بمقتل زوجي سلبت مني كلّ أسباب السعادة". - يوسف خان: "لم أستطع حتى حضور جنازة إخوتي الثلاثة لأنهم احتجزوني 18 يومًا، أريد تحقيق العدالة ومعاقبة الجناة". - زبيدة صافي: "الولايات المتحدة يجب أن تدفع تعويضات عن جرائم القتل التي ارتكبت أثناء غزو أفغانستان". لا يزال الأفغان يستذكرون الولايات المتحدة الأمريكية، بكثير من الألم النابع عن جروح عميقة، تسببت بها واشنطن على مدى 20 عامًا من احتلالها لأفغانستان. وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001، غزت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، أفغانستان، بحجة إيواء حركة طالبان التي حكمت البلاد بين عامي 1996-2001، لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، والمسؤول عن تخطيط وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. لكن تلك القوات عادت وانسحبت من أفغانستان منتصف أغسطس/آب 2021، منهيةً بذلك عقدين من الاحتلال. ونتيجة للسياسات الأمريكية المندرجة تحت مسمّى "مكافحة الإرهاب"، فقدَ آلاف المدنيين أرواحهم، جرّاء العمليات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة خلال هذه الفترة في أفغانستان. وبينما فقد أكثر من 47 ألف مدنيّ حياتهم في النزاعات المسلحة أثناء سنوات الاحتلال، بلغ عدد الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة وقتلوا 3846 شخصًا، فيما قُتل أكثر من 2400 جندي أمريكي. وعلى الرغم من إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان بانسحاب الجنود الأمريكيين، إلا أن معاناة العائلات الأفغانية التي فقدت أطفالها وآباءها وأمهاتها وأقاربها لم تنتهِ بعد. وللإضاءة على هذا الجانب الإنساني من تداعيات الحرب في أفغانستان، التقى مراسل الأناضول عددًا من المواطنين الأفغان الذين فقدوا أفرادًا من عائلاتهم، خلال الهجمات العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية في أفغانستان. - بابا خان ينتظر "معاقبة الجناة" وقال الأب محمد أكرم خان، الذي قُتل أبناؤه الثلاثة في عملية ليلية نفذها جنود أمريكيون في قرية فوتابور بإقليم كونار شرقي أفغانستان عام 2018، إنه لا يزال يشعر بألم كبير لفقدانه أبناءه. وأشار أكرم خان لمراسل الأناضول، أن الجنود الأمريكيين نفذوا عملية في القرية التي كانوا يعيشون فيها بدعوى "مكافحة الإرهاب"، وأن منزله تعرّض أيضًا للدهم خلال العملية العسكرية المذكورة. وذكر أنه كان في العاصمة كابول أثناء العملية، وقال: "لم أستطع حتى حضور جنازة أطفالي لأن الطرق لم تكن آمنة، هذا يؤلمني أكثر". وبيّن أن جنودًا أمريكيين قتلوا أبناءه، "عبد الله البالغ من العمر 12 عامًا، وعبد القهار 20 عامًا، وأبو ذر 26 عامًا، دون رحمة على مسمع ومرأى من أمّهم". وشدد أكرم خان: "آلامي ما زالت حية، وأريد تحقيقًا جدّيًا ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة". فيما وصفت الأم زينب خان ليلة مقتل أبنائها بالقول: "بعد أن أكل أطفالي، ذهبوا إلى غرفهم للنوم، وبعد دقائق هبطت مروحيات أميركية على القرية، لم أستطع فهم ما حدث". وتابعت: "بعد فترة وجيزة، اخترق الجنود الأمريكيون الجدار واقتحموا الأبواب ودخلوا منزلنا، وأطلقوا النار وقُتل 3 من أبنائي أمام عينيّ، فيما قاموا بتعذيب واقتياد ابن آخر معهم". وأشارت زينب أنها لا تزال "غير قادرة على نسيان تلك اللحظة حتى بعد مرور سنوات عديدة"، وأن ألمها على فقدان أبنائها "لا يمكن مقارنته بأي ألم"، وأن حياتها "باتت بلا معنى" بعد فقدانها أبنائها. - "بمقتل زوجي سلبت أسباب السعادة" من جانبها، زبانيا خان، أرملة أبو ذر، أشارت أن جنوداً أمريكيين قتلوا زوجها أمام عينيها، وأنها تعاني من "مشاكل نفسية منذ ذلك اليوم بسبب الصدمة" التي تعرضت لها. وقالت: "أحاول حاليًا أن أكون أمًا وأبًا لطفلين يبلغان من العمر 11 و12 عامًا، صبي وفتاة". وتابعت: "بمقتل زوجي سلبت مني كلّ أسباب السعادة، لا أستطيع أن أكون سعيدة بعد الآن، أحاول كسب العيش من خلال العمل في الحقول، أكثر ما أفكر به هو مستقبل أطفالي". - "أريد تحقيق العدالة" بدوره، قال الأخ يوسف خان لمراسل الأناضول، إنه كان في المنزل "عندما نفذت القوات الأمريكية عملية مداهمة المنزل"، وأنه تعرّض "للضرب المبرح" من قبل الجنود الأمريكيين. وتابع: "بعد أن قتل الجنود الأمريكيون أشقائي الثلاثة، عذبوني وأخذوني إلى قاعدة باغرام الجوية، حيث تم احتجازي وتعذيبي لمدة 18 يومًا في سجن موجود في القاعدة". وأضاف: "لم أستطع حتى حضور جنازة إخوتي، في اليوم التاسع عشر أطلقوا سراحي دون أن يقولوا لي أي شيء، أريد تحقيق العدالة ومعاقبة الجناة". وقال يوسف خان مؤكدًا: "أريد أن يتم تسليط الضوء على الفظائع التي ارتكبتها الولايات المتحدة في أفغانستان، آلاف الحوادث المماثلة وقعت في جميع أنحاء البلاد وتم التستر عليها". - "رأيت جثة زوجي المشوّهة" من ناحية أخرى، تحدثت زبيدة صافي، عن حزنها والصدمة التي عاشتها لمقتل زوجها البالغ من العمر 40 عامًا في القرية نفسها عام 2015، جرّاء غارةٍ جوية نفذتها الولايات المتحدة بواسطة طائرة بدون طيار. وقالت صافي إن زوجها زين الله الرحمن كان "مزارعًا بسيطًا، وتعرّض لقصف من طائرة مسيّرة أمريكية في صيف العام 2015، عندما كان يعمل في الحقل". وأضافت: "بعد الهجوم مباشرة، قال أحد الجيران إن الحقل الذي يعمل فيه زوجي تعرّض للقصف، ركضت إلى الحقل وعثرت على جثة زوجي وقد تحولت إلى أشلاء، لا أستطيع نسيان تلك اللحظة". وبيّنت قائلةً: "أنا أكافح حاليًا للبقاء على قيد الحياة مع ابنتيّ اللتين تتراوح أعمارهما بين 15 و17 عامًا". وأردفت: "زوجي قُتل بلا ذنب، أطالب بإجراء تحقيق ومعاقبة الجناة". ورأت صافي أن "الولايات المتحدة يجب أن تدفع تعويضات عن جرائم القتل التي ارتكبت أثناء غزو أفغانستان". وفي 11 سبتمبر 2001، استولت مجموعات صغيرة من الخاطفين من تنظيم القاعدة، على 4 طائرات ركاب أقلعت من نيويورك وبوسطن وواشنطن إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، واستخدمتها لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن. وضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في واشنطن. أما الطائرة الرابعة، فتحطمت في حقل في ولاية بنسلفانيا، ويُعتقد بأن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن العاصمة. وأسفرت الهجمات عن مقتل ألفين و977 شخصاً. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :