«الوجه» .. ملتقى الباحثين عن الدفء خلال الشتاء

  • 1/9/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد محافظة الوجه هذه الأيام كغيرها من المواقع الساحلية والسياحية في منطقة تبوك، إقبالا متزايدا من قوافل الزوار الذين قدموا من داخل المنطقة وخارجها للبحث عن الأجواء الدافئة نسبياً، مقارنة بباقي مدن ومحافظات المناطق الشمالية التي تدنت فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، في حين يتوقع أن تبلغ نسبة الإشغال للفنادق والوحدات السكنية في المحافظة خلال الأيام المقبلة 100 في المائة، نظراً لتوافق هذا الإقبال الملحوظ مع إجازة منتصف العام الدراسي. وتعد محافظة الوجه بموقعها الجغرافي من أهم أماكن السياحة لما تتمتع به من مقومات جاذبة ومواقع تاريخية تعد ثروة وطنية ومقصدا سياحيا مميزا على مستوى السعودية، خاصة في فصل الشتاء، حيث يحتضنها البحر بأمواجه وشواطئه وسط أجواء معتدلة لا تتجاوز درجة الحرارة المتدنية فيها 18 درجة، وتحيط بها الجزر الخمس، التي اشتهرت بها وعرفها كل من زارها، وتعتبر شواطئ المحافظة من أكثر شواطئ البحر الأحمر صفاءً وجمالاً، ما يجعلها عامل جذب سياحي، خاصة لهواة الغطس واكتشاف الأعماق والباحثين عن صيد الأسماك، ولا سيما جراد البحر "الاستاكوزا"، الذي تتميز به عن غيرها. وتحتضن المحافظة بين جنباتها أعرق تاريخ، حيث تحمل آثاراً تاريخية بناها الآباء والأجداد وحافظ عليها الأحفاد، ولا تتوقف السياحة على ما تتمتع به من آثار ومناخ وشواطئ وجزر، بل إن السائح يشيد إكبارا بسكان الوجه بما يتمتعون به من الكرم الحاتمي، وهذا ما تؤكده المصادر التاريخية بالترحيب بالضيوف ولا يمكن لأي زائر أن ينساه. يتمتع أهالي المنطقة بالكرم الحاتمي. ومن معالم محافظة الوجه التي يتنبه لها الزائر فور وصوله إلى مشارفها هضبة البلدة القديمة، التي تقف شاهدة على مرحلة بدايات قرنين ماضيين، حيث كان يعيش السكان حياتهم اليومية على تلك الهضبة، التي ازدهرت قديماً فيها الحياة أكثر من غيرها من البلاد، فانطلقت فيها الحياة الثقافية والتجارية والحركة الاقتصادية، بسبب سهولة مواصلاتها البحرية واتصال سكانها اتصالاً مباشراً بالعالم الخارجي. وتشتهر الوجه بمعلمها الشهير ومينائها الطبيعي، الذي يعد من أهم الموانئ الطبيعية على البحر الأحمر قبل وبعد الإسلام، حيث لعب دوراً كبيراً في عملية التنشيط التجاري بين موانئ البحر الأحمر، وقد عرف قديماً بميناء الحجر "مدائن صالح" واستخدم من قبل دولة الأنباط وازدادت أهميته في العصور الإسلامية، خاصة في العصور الأيوبي والمملوكي والعثماني ومع الحرب العالمية الأولى حتى أواخر التسعينيات من القرن الرابع عشر الهجري. وتتمتع بوجود عديد من المعالم الأثرية ومنها السوق القديمة التي تقع على الشفة الشمالية للميناء القديم، أسفل الهضبة التي تقع عليها مدينة الوجه الحديثة، حيث شهدت السوق القديمة حركة تجارية ضخمة قديماً، إذ كان يمر عليها الحجاج وهو ما يفسر ازدهار الوجه طوال قرون عديدة دون غيرها من المدن الأخرى، وللسوق القديمة بوابة أنشئت لحمايتها ولا تزال المناخة قائمة وشاهدة على مجد تليد شهدته محافظة الوجه لقرون عديدة.

مشاركة :