انتفاضة النساء تربك النظام الديني في إيران

  • 10/9/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - تعيش السلطات في إيران حالة من الإرباك وسط صدمة وعجز في نفس الوقت على وقع احتجاجات تتقدمها النساء مستمرة للأسبوع الثالث على التوالي حتى أن حملة قمع وحشية تسببت حتى الآن في مقتل عشرات المحتجين بينهم قصّر، لم تفلح في كبحها. وتحولت المظاهرات التي اندلعت في 17 سبتمبر/أيلول، يوم جنازة الشابة مهسا أميني (22 عاما) في بلدتها الكردية سقز، إلى أكبر تحد للزعماء من رجال الدين في إيران منذ سنوات، مع دعوة المتظاهرين إلى إسقاط الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي ورحيل النظام. وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويج، في بيان أمس السبت إن "185 على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 19 طفلا، قتلوا في الاحتجاجات على مستوى البلاد في أنحاء البلاد. ووقع أكبر عدد من عمليات القتل في محافظة سيستان وبلوخستان، حيث سقط نصف العدد المسجل". ونفت السلطات إطلاق الرصاص الحي ووصفت الاحتجاجات بأنها مؤامرة من قبل أعداء البلاد بما في ذلك الولايات المتحدة، واتهمت معارضين مسلحين وآخرين بارتكاب أعمال عنف قُتل فيها ما لا يقل عن 20 من أفراد قوات الأمن. وإيران في حالة استنفار أمني وسياسي وسط واستدعت التطورات عقد السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) اجتماع أزمة أمس السبت لبحث سبل مواجهة الاضطرابات مع التأكيد مجددا على ما تسمية "مؤامرة من الأعداء" لبث الفوضى وزعزعة الاستقرار. وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تواصل الاحتجاجات في عشرات المدن في أنحاء إيران في ساعة مبكرة من صباح الأحد مع مشاركة مئات من طالبات المدارس الثانوية وطلاب الجامعات على الرغم من استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع والهراوات والذخيرة الحية في كثير من الحالات، وفقا لجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان. وأظهر مقطع فيديو نشره حساب 'تصوير1500' الناشط على تويتر والذي يحظى بمتابعة واسعة، رجلا يصيح "لا تضربوا زوجتي، إنها حُبلى" بينما كان يحاول حمايتها من نحو عشرة أفراد من شرطة مكافحة الشغب الذين انهالوا على الزوجين ضربا في مدينة رفسنجان. وأظهرت مقاطع فيديو أخرى محتجين يغلقون بعض الشوارع في جنوب طهران. وأفادت بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن متاجر أغلقت أبوابها في عدة مدن بعد دعوة من نشطاء إلى إضراب جماعي. وترد التفاصيل عن الضحايا ببطء، ويرجع ذلك جزئيا إلى القيود على الإنترنت التي تفرضها السلطات. وأُلقي القبض على أميني في طهران في 13 سبتمبر/أيلول لارتدائها "ملابس غير لائقة". وتوفيت بعد ثلاثة أيام في أحد مستشفيات طهران بعد أن تعرضت للضرب على رأسها من قبل أفراد من شطة الأخلاق وفق رواية مصادر محلية، بينما تنفي الشرطة ذلك، فيما ثبت تقرير الطب الشرعي الرواية الرسمية متحدثا عن معاناة مهسا أميني من مشكلات صحية كانت السبب في وفاتها. واخترق نشطاء يدعمون موجة الاحتجاجات التي تقودها النساء في إيران بثّا إخباريا مباشرا للتلفزيون الحكومي، ووضعوا إشارة تصويب وألسنة لهب على وجه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. وكتب النشطاء على الشاشة عند الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي السبت رسالة مفادها "أيديكم ملطخة بدماء شبابنا". وجرى الاختراق أثناء بثّ التلفزيون لقطات للقاء خامنئي بمسؤولين في الدولة، وأعلنت جماعة "عدالة علي" مسؤوليتها عنه وأضافت شعارا في الزاوية اليمنى العليا من الشاشة يقول "انضموا إلينا وانتفضوا". وأظهرت الصور التي بُثّت لعدد من الثواني صورا بالأبيض والأسود لأميني وثلاث نساء أخريات لقين حتفهن خلال أكثر من ثلاثة أسابيع من الاضطرابات والقمع الأمني. تداولت وسائل الإعلام الفارسية والمنظمات الحقوقية الموجودة خارج إيران على نطاق واسع مشاهد مصورة للاختراق ونشرت لقطات له على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت وكالة 'تسنيم' الإيرانية للأنباء إن "عملاء مناهضين للثورة اخترقوا نشرة الأخبار المسائية لبضع لحظات". وفي مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت، يمكن رؤية مذيع الأخبار وهو يتحرك قلقا في مقعده بعد انتهاء المقطع، وقد تحول رد فعله إلى موضوع تهكّم واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي رغم تشديد طهران القيود على الإنترنت مؤخرا. وبثّ النشطاء رسالة على الشاشة تحضّ خامنئي على إخلاء مكتبه في طهران والفرار من البلاد، "حان الوقت لجمع أغراضك من شارع باستير والعثور على مكان آخر لعائلتك خارج إيران".

مشاركة :