الإشكالية ليست في النقد فهو ضرورة للارتقاء بالأداء العام لأي فريق سواء من الناحية الفنية أو الإدارية ولكن الإشكالية تكمن في أهداف النقد ودوافعه الخفية فهناك من ينتقد فقط لمحاربة الإدارة أو ليثبت رأيه الشخصي وإن كان لا يخدم المصلحة العامة للفريق وهذا ما يحدث حالياً ممن يعتقد أنه يملك أدوات النقد وهو في الحقيقة لا يملك منها شيئا يذكر، مجرد ترديد كلام يحفظه ويردده وإن كان لا يعبر عن الواقع الحقيقي ولا يعكس رؤية فنية عى الأقل يمكن مناقشتها بل «مجرد كلام عشوائي» بالإمكان وصفه بأن حماقة فكر سطحي لا يتجاوز مفهوم الشخصنة وإلباسها ثوب النقد وهذا ما نراه من بعض المنتقدين للبريفيسور نونو سانتو والادعاء بأنه ينتهج نهجا دفاعيا ولا يملك رؤية فنية أو منهجية كروية وبأن الفريق معه بلا هوية كروية! حقاً هنا علامة الاستفهام تأتي وبقوة خاصة إذا ما نظرنا إلى بداية الاتحاد مع البريفيسور نونو فقد كانت بداية مختلفة للاتحاد ومنذ سنوات الاتحاد يبدأ الموسم بداية مرتبكة وبلا شخصية للفريق داخل الملعب ومن ثم تدريجياً يبدأ الفريق يدخل أجواء الدوري وحينها «تكون الطيور قد طارت بأرزاقها» ولكن مع نونو لاحظنا بداية قوية وتغيرا كبيرا في فكر اللاعبين ووضوح الأسلوب الذي ينتهجه الفريق وبشكل كبير والذي صحيح يعتمد على تكثيف منطقة الوسط بطريقة 3 - 5 - 2 ولكن أثناء اللعب نجد أن هناك تحولات كبيرة داخل الملعب ويظهر الفريق بشكل ضاغط على الخصم من خلال الأطراف التي تتحول إلى داعم هجوميا وصانع للعب مع وجود هلدر كوستا خلف المهاجمين ويتحرك على الطرفين الأيسر والأيمن والعمق مما يشكل زيادة عددية للهجوم الاتحادي وبالتالي تعدد صنّاع اللعب والهدافين مما يرفع من قدرة الفريق الفنية على إنهاء المباراة لصالحة في أي وقت خاصة عندما تمتلك مفاتيح لعب مثل رومارينهو والعبود وبشكل عام هناك عمل كبير ورؤية فنية عالية يقدمها الكوتش نونو ومع استمرار المباريات سيرتفع مستوى الفريق وستظهر لمسات نونو بشكل أكبر خاصة مع عودة المصابين ورغم غيابهم استطاع نونو أن يوصل أسلوبه ومنهجيته المتطورة لكل اللاعبين مما شكل قوة ضاربة «تسمى المنظومة» تلك التي لا تتأثر بغياب نجم مهما كان حجمه ومباراة الاتحاد الأخيرة أمام النصر الذي لعب بكامل نجومه خير شاهد على لمسات نونو الفنية العالية والذي شاهد كيف فشل النصر في هز شباك التي رغم نقصه وهذه دلالة واضحة على دور المدرب نونو وقدرته على تجاوز إشكالية الغيابات الكبيرة مع ضعف الدكة الاتحادية والتي وللأسف الشديد ستكون إشكالية نونو في هذا الموسم فكل الفرق الطامحة لبطولة الدوري تمتلك لاعبين دكة في مستوى الأساسيين، ويأتي من ينتقد نونو! هل هذا النقد واقعي أم مجرد انتصار لرأي وخلق بلبلة وإثارة؟. في المقص تكشف الأقنعة وتتضح الصورة عندما يحاول شخص ما أن يقنعك بأن الشمس تشرق من جهة الغرب.. كيف تفكر أيها المشخصن؟؟ إبراهيم عسيري - جدة
مشاركة :