تعرَّض المسجد الأقصى للظلم والطغيان والانتهاكات من قبل الاحتلال الصهيوني، وما يزال هذا الظلم مستمرًا حتى يومنا هذا، فقد تعرض للإحراق، ومحاولات الإغلاق ومنع المصلين من دخوله، والتشديدات في دخوله، واستباحة المستوطنين المسجد الأقصى، والتضييق على أهل القدس، والحفريات التي تجري أسفل المسجد الأقصى، ومخططات بناء الهيكل المزعوم وغير ذلك. إن دولة الاحتلال تسعى جاهدة بكل الطرق لتغيير الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف باستهداف ممنهج للأوقاف الإسلامية في القدس وتغيير حالة الـ»ستاتيسكو» في الحرم وفرض حالة أمر واقع جديد تمهيدًا للتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك. تمارس دولة الاحتلال عملية تطهير وإحلال ممنهجة في مدينة القدس تستهدف الوعي العالمي والعربي والإسلامي، في محاولة بائسة منها لتغيير المفاهيم والحقائق التاريخية والدينية التي تؤكد إسلامية مدينة القدس وعروبتها ضمن مخطط قذر بدأت فيه منذ احتلال فلسطين لتهويد المدينة المقدسة وطرد سكانها الأصليين أصحابها وأصحاب السيادة فيها. والقدس ليس مجرد قضية تدخل في معادلات السياسة العالمية، بل هي قضية إسلامية والدفاع عن القدس وفلسطين وبذل كل ما يستطاع من جهد ومال ووقت وحركة وعمل لتحرير القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وإعادته لحوزة المسلمين أمانة ينبغي استردادها. الأقصى حجر الزاوية في التمكين والعزة ومسيرة التحرير، فالأمة التي يمتهن في عصرها دون أن تسيجه بضلوعها وتذود عنه بمهج وأرواح خيرة أبنائها لهي أمة ذليلة، ولن يشرق فجرها ما دام فجر الأقصى وشمسه في أفول. ولمكانة المسجد الأقصى جعل الله أرضه أرضًا مباركة إلى يوم الساعة، ولهذه المنزلة العظيمة عند الله يبذل المسلمون الغالي والنفيس لحمايته ويفدونه بكل ما لديهم من الأموال والنفوس لتحريره من الاحتلال الغاصب. إن مركزية القدس والأقصى في وجدان كل مسلم غربًا وشرقًا، فرغم أسر الأقصى منذ نحو 50 عامًا من قبل الصهاينة إلا أن المسلمين لم يقفوا متفرجين، بل هبوا يقاومون رغم ضعفهم وجعلوا تحريره من أولوياتهم. إن احتلال بيت المقدس لن يطول، فشدة الظلم والظلام مؤذنة بقرب ميلاد الفجر وانبلاجه، والفرصة متاحة اليوم للجميع ليلحقوا بركب العزة والمجد بركوب مركب نصرة الأقصى. واليوم، كل ما نشاهده من جهاد مبارك وبطولات خارقة لأهل بيت المقدس لرد الاعتداءات الوحشية هو أكبر دليل على حياة الأمة وعافيتها لأن الدفاع عن الأقصى هو طريق العزة والمجد للأمة الإسلامية. ترزح القدس تحت الاحتلال وتستغيث، فهي شرف مدنس وعرض مهان وكرامة منتهكة، وهي قضية القضايا بالنسبة للمسلمين حول العالم. ولن يتنازل المسلمون عن القدس في يوم من الأيام، وإن المقاومة لتحرير القدس تذكر بهذه العقيدة التي ستستمر لأجيال حتى يحقق الله الحق ويزهق الباطل. ** ** merajjnu@gmail.com
مشاركة :