• كان مشهداً مثيراً ما رأيته في أحد شوارع حي الروضة في جدة.. كان الوقت يقترب من الساعة الثانية عشرة ليلاً عندما رأيت تلك المعركة الشرسة بين قط أبيض وفأر في “حجم جربوع” بني اللون ولم يستطع القط ايقاف – الفأر – من مهاجمته.. ليبلغ المشهد قمة – تراجيديته – عندما قفز الفأر على ظهر القط وراح القط بكل ما يملك من قوة في الاطاحة به من على ظهره ولكن دون فائدة من تلك المحاولات. كان مشهداً “فريداً” عندما استسلم القط لشراسة الفأر.. فما ان نزل عن ظهره حتى انطلق القط هارباً. كان لحظتها أحد حراس احدى العمائر يتابع ما كان يدور أمامه من صراع وكان ممسكاً بعصا غليظة فانطلق نحو الفأر الذي حشر نفسه تحت صندوق الزبالة فقضى عليه. إن الفئران الغلاظ هذه اصبحت أكثر وجوداً بل تكاد تكون شبه ظاهرة لتكاثرها في هذا الحي بالذات الأمر الذي يستدعي مكافحتها والقضاء عليها.. وتكون المكافحة بتفريغ كميات الزبالة من حاوياتها أولاً بأول لأن هذه الحاويات هي المرتع الأصيل لهذه الحشرات الضارة.. فليس من المنطق تركها لأكثر من يوم حتى تفيض من كميات “الزبالة” فيها. ولعل من حسنات هذه الفئران انها لا تظهر إلا ليلاً عندما تخلو الشوارع من الأطفال الذين يتركون لممارسة بعض ألعابهم نهاراً وإلا لشلكت هذه الحشرات خطورة على هؤلاء الأطفال.. فهي لا تخاف أحداً أبداً. أحد الزملاء عندما عرف بهذه الحكاية قال اذهب الى حي بني مالك بجدة لترى العجب العجاب من هذه الفئران.. وكيف تتحرك ليلاً.