صوّرت أخيرًا الفنانة السورية صفاء رقماني دورها في المسلسل الاجتماعي الكوميدي (فهيم وحليم) الذي سيعرض في الموسم الرمضاني القادم، في حين اعتذرت عن المشاركة في عدد من المسلسلات الجديدة التي يستعد المخرجون لإطلاقها في الأيام المقبلة والسبب أنها تنتظر مولودتها البكر فهي في الشهر الأخير من حملها، وفي حوار معها تتحدث الفنانة رقماني لـ«الشرق الأوسط» قائلة: اعتذرت عن المشاركة في مسلسل (عطر الشام) وهو من البيئة الشامية وتمنيت المشاركة فيه خاصة أن الدور المعروض علي جميل ويحقق طموحاتي فيما يتعلق بدراما البيئة الشامية، وكذلك اعتذرت عن المشاركة في مسلسل اجتماعي معاصر سيصور بين دبي ولبنان، بينما أنهيت قبل فترة تصوير دوري في مسلسل كوميدي بعنوان فهيم وحليم وشخصيتي فيه فتاة شابة اسمها (مجدولين) تبحث لها والدتها وهي عالمة فلك عن عريس فتقع في مصيدة شاب يكون له عدة مغامرات مع فتيات أخريات. وللفنانة رقماني رأي في مسلسلات البيئة الشامية، وخاصة في مشاركات الفنانين بها قائلة: هناك تكرار في قصص المسلسلات الشامية وفي الشخصيات وبرأيي إذا لم يكن هناك أدوار جديدة فعلى الممثل أن يعتذر عن المشاركة في دور مكرر، فعندما تتكرر الحكاية تفقد بهجتها ومع ذلك فهذا النوع من الدراما له مشاهدوه الكثر في العالم العربي وخارجه، وللمحافظة على جمهوره لا يمنع هنا أن تتريث الجهات المنتجة في تقديم كم من هذه المسلسلات حتى يشتاق الجمهور لها فيعود لمشاهدتها باهتمام أكبر. وحول الأدوار الجريئة والمثيرة في بعض المسلسلات الأخيرة تقول صفاء: هناك بالفعل بعض المشاهد المثيرة وهناك من بالغ في انتقاد بعض هذه المسلسلات فمن خلال متابعتي لها لم أجد فيها خدشا كبيرا للحياء وأنا مع الإيحاء أكثر من المشهد المباشر، ولدي قناعة أنه يجب علي تقديم الدور الذي يحمل هدفًا معينًا بحيث من خلاله أوصل مقولة ما للجمهور وليس المقصود دورًا مثيرًا وجريئًا وفقط من أجل التواجد في مسلسل ما، أنا لا أحب أن يقولوا عني ممثلة مغرية لا أحب أدوار الإغراء مطلقًا، ومع ذلك لا مانع لدي من تقديم الدور الجريء كون الشخصية تتطلب ذلك مع احتفاظي بخطوط حمراء لن أتجاوزها مثل القبلات الحارة ولباس البحر (البكيني) لن أقبلها مهما كان الدور المعروض علي مهمًا. الأزمة والحرب أثرت علينا كفنانين ـ تتنهد صفاء ـ فنحن جزء من المجتمع والواقع الذي نعيشه قد أثر علي كفنانة وكإنسانة وكفتاة تعيش في البلد، أنا حزينة لما حصل ويحصل في بلدي، وأتفاءل أن يكون الغد أفضل بإذن الله، والتأثير هنا شمل كل شيء ومنها أجورنا كممثلين فالمنتجون لم يعطونا ما نستحق وما يتناسب مع الظروف المعيشية الحالية. وعن جمال الممثلة واعتماد البعض من المخرجين على الجمال أكثر من الموهبة تقول (صفاء رقماني) وهي إحدى حسناوات الدراما السورية: شيء جيد أن تكون الفنانة جميلة وأن يكون حضورها جميلاً ولكن ليس هو المقياس للممثلة الناجحة فالتمثيل ليس له علاقة بالجمال، والعين تألف الجمال وما يبقى هو الموهبة والأداء المتقن، ولذلك الجمهور سيشده الحضور وليس الجمال فقط، وخاصة بعد سنوات من عمر الممثلة المهني سيبقى أداؤها فقط وهو ما سيقرر استمرار نجاحها الدرامي أم لا!!.. فالتمثيل تحديدًا لا يتطلب الجمال بقدر ما يتطلب الموهبة والثقافة والحضور. وعن الشللية في الدراما السورية، تبتسم صفاء: هذه ظاهرة موجودة منذ سنوات ولم تغب ومن الأمور السيئة في الأزمة الحالية أن المعايير والمقاييس ضاعت في الوسط الفني لم يعد يأتون بالممثل المناسب للدور المناسب بينما قبل كان هناك جدية أكثر فمع بداياتي قبل عشر سنوات تأسست مع أبناء جيلي الفني على أسس صحيحة بحيث عندما يعرض علي دور في مسلسل فكان من واجبي المهني إقناع الآخرين بأنني أستحق الوجود في هذا المكان والدور، حاليًا لا يوجد هذا الشيء هناك استسهال فظيع!!.. بحيث أي شخص يمكن أن يكون ممثلاً!.. والسؤال هنا هل مهنتنا من السهولة حتى يدخلها أي شخص؟.. بالتأكيد لا.. فهي مثل الغناء هل يمكن لأي شخص أن يصبح مطربًا؟! لم أفكّر ولا مرّة أن أقدم شخصية ما في مسلسلات السيرة الذاتية ـ توضح صفاء ـ فأنا أحب تقديم الشخصية التي تشبهنا وأن تترك أثرًا جميلاً لدى الجمهور أي أن لا يكون الدور عابرًا، وأنا انتقائية في اختيار الأدوار ولولا ذلك كنت تجدني أعمل ثلاثة أدوار في مسلسلات تصور بنفس الوقت بينما أنا لا أشارك إلا في مسلسل واحد حتى أنهي تصويره لأختار مسلسلا آخر، وأنا أنتقد نفسي بقسوة خاصة بعد عرض المسلسل الذي أشارك فيه وأحدّث نفسي أنه كان يمكن أن أقدّم الدور بشكل أفضل وأن هناك ثغرات معينة فيه يجب أن أتجاوزها في المسلسل التالي. ولدى صفاء موهبة تقديم البرامج التلفزيونية - تضحك معلقة - هناك مشروع برنامج في ذهني سأعمل على عرضه في يوم ما ولكن لن أحدثك عنه حتى لا تضيع فكرته!.. لأنها ببساطة يمكن أن تذهب ولذلك ستبقى في بالي حتى وقت تنفيذها سأتكلم عنها. كذلك لدى صفاء صوت مقبول - تبتسم - أنا لست مطربة ولكن أؤدي بعض الأغاني في حال كان الدور يتطلب ذلك كذلك سأرقص في حال الشخصية كان مطلوبًا منها في مسلسل ما الرقص الشرقي أو الغربي ولكن ليس للاستعراض فقط بل بما يخدم هذه الشخصية وبالطبع يمكن تقديم دور الراقصة الشرقية من دون أن ألبس لباسها بحيث يمكن التحايل على ذلك. ولصفاء رأي في الكوميديا السورية وهي التي كان لها حضور واسع فيها: هناك في الفترة الأخيرة استسهال في تقديم الكوميديا واستخفاف بها ومع ذلك هناك مسلسلات كوميدية جيدة وهناك محاولات لتقديم أعمال كوميدية خفيفة الظل. وأخيرًا تقول صفاء: لدي الكثير من الهوايات الشخصية التي أمارسها في أوقات فراغي ومنها كتابة الخواطر الأدبية وتصميم الأزياء ورسم لوحات فنية.
مشاركة :