مبارك للبنان، ليس لأنه قد يصبح دولة منتجة للغاز في غضون سنوات، بل لأن إحدى الحجج للحرب بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي قد تزول مع الاتفاقية حول الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان . يبقى الحجة الأخرى الحدود البرية وهي في الحقيقة حجة مزارع شبعا السورية ولكن حزب الله يدعي أنها أراض لبنانية احتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وعليها أن تنسحب منها . ولكن لم يوافق يوما الأسد الوالد حافظ الأسد وابنه بشار على توقيع اتفاق يؤكد لبنانية مزارع شبعا فهي تاريخيا في كل خرائط جغرافيا والتاريخ منذ عهد المتصرفية الفرنسية أرض سورية. وحزب الله يدعي لبنانيتها كي يبرر سلاحه أنها مقاومة لتحرير الأراضي اللبنانية في وقت الجميع يعرف أن إسرائيل انسحبت من الجنوب اللبناني . أما اتفاق الحدود البحرية بين لبنان والاحتلال فيدور الحديث عن موعد ٢٠ أكتوبر لتوقيعه بين المبعوث الأميريكي والجانب اللبناني من جهة ومن جهة أخرى وغير مباشر بين الجانب الإسرائيلي والمبعوث الأميريكي اموس هوكشتاين . وصفت رئاسة الجمهورية اللبنانية الصيغة النهائية للأتفاق بأنها مرضية في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد نعته بـ" التاريخي" إذ إنه يعزز أمن الاحتلال. فالرئيس اللبناني ميشيل عون ينهي عهده بإنجاز كبير وهو الوحيد في عهد مأساوي وهو ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والاحتلال علما ان لبنان أضاع الوقت بمطالبة تارة بخط حدودي ٢٩ مرفوض من قبل الاحتلال ثم عادت الحكومة اللبنانية مع ضوء أخضر من الحزب المهيمن حزب الله إلى الاتفاق على الخط ٢٣ الذي مكن من التوصل إلى هذه الاتفاقية. وكان حزب الله يهدد بضرب حقل كاريش النفطي البحري للاحتلال الإسرائيلي إذا بدأ الاحتلال الإنتاج منه دون التوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية للبلدين . ستبدأ شركة توتال الفرنسية بعد التوقيع بالإعدادات لحفر بئر أولي لمعرفة مضمون المكمن وما هو متوقع منه، فاللبنانيين يأملون أو بالأحرى يحلمون بأن بلدهم سيصبح دولة غازية وأن الغاز الذي ستجده توتال الفرنسية قد يأتي بغزارة من المياه اللبنانية في حين ان توتال اينيرجي حذرة جدا . لأن طالما لم يتم حفر بئر أولي لا يمكن معرفة مضمونه والتوقعات، وحفر الآبار يتطلب بضعة اشهر لنقل وجلب منصة التنقيب إلى البحر ثم البدء بالحفر، فسبق لتوتال اينيرجي منذ حوالي سنتين وأن أجرت حفر بئر في بلوك ٤ في مياه قرب جبيل ولم يكن فيه ما يدفع الشركة إلى أن تستأنف عملها فيه . فالحذر مطلوب الآن رغم أن البلوك ٩ قرب حقل كاريش الإسرائيلي الذي سيبدأ الإنتاج قريبا ولكن هذا لا يعني أن الكميات الموجودة في المياه اللبنانية واعدة مثل كاريش خصوصا أن البلوك ٩ يمتد وينتهي في مياه البلوك ٤ الذي تم إغلاقه . فصحيح أن أمل اللبنانيون كبير بالخروج من المأزق الاقتصادي الكارثي عبر إنتاج وتصدير الغاز ولكن ذلك قد يأخذ سنوات اذا تواجدت الكميات الكافية لتوتال اينيرجي للإنتاج. فعموما يحتاج البدئ بحفر البئر الأول إلى أكثر من ستة أشهر أو سنة لنقل المنصة إلى البحر وإنهاء الاعدادات للتنقيب . تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال بدأ بالتنقيب والعمل على حقلها كاريش القريب من المياه اللبنانية منذ حوالي سنتين وهي تستعد الآن إلى البدء بالإنتاج منه . فلبنان لن يحصل على الغاز إذا كان موجود من قبل بأربع سنوات على الأقل، إلا أن رغم ذلك هو خبر سار للبنان لأنه ينزع فتيل حرب المياه بين حزب الله والاحتلال . ويعطي أملا بأن قد يجد لبنان غاز لاستخدامه المحلي حتى لتصديره يعطي بريق أمل لشعب يتألم من أوضاع مأساوية بدئا بحرمانه من الحصول على ودائعه المالية في المصارف إلى أحوال معيشية بالغة الصعوبة.
مشاركة :