طهران – الوكالات: وجّه القضاء الإيراني تهمة «الدعاية» ضد الجمهورية الإسلامية الى فائزة، ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، بعد توقيفها على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية أمس. وأفادت وسائل إعلام محلية في 27 سبتمبر عن توقيف فائزة هاشمي (59 عاما) بشبهة «التحريض» على الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني في 16 منه بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق. وقال المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي خلال مؤتمر صحفي «تم توجيه الاتهام (لفائزة) بالتواطؤ والاخلال بالنظام العام والدعاية ضد الجمهورية الإسلامية». وسبق للنائبة السابقة والناشطة في مجال حقوق المرأة، أن دخلت في مواجهات مع السلطات، وتم توقيفها أكثر من مرة في الأعوام الماضية. ففي يوليو، وجهت إليها تهمة الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية والتجديف في تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما أفاد القضاء في حينه، وذلك في أعقاب تصريحات قالت فيها إن مطالبة إيران برفع اسم الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات «الإرهابية» خلال مباحثات إحياء الاتفاق النووي، «يضرّ» بـ«المصالح الوطنية» لطهران. وفي 2012 حُكم عليها بالسجن ستة أشهر لـ«الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية». وفي مؤتمره الصحفي، أشار ستايشي الى أن القضاء أصدر حكما بحق فائزة في مارس الماضي «أدانها بالسجن 15 شهرا وعامين إضافيين من منع مزاولة أي نشاط على شبكة الانترنت»، من دون تقديم تفاصيل إضافية بشأنه. واجتاحت الاحتجاجات التي تطالب بإسقاط المؤسسة الدينية أنحاء ايران منذ وفاة أميني وهي امرأة كردية ايرانية تبلغ من العمر 22 عاما في 16 سبتمبر في أثناء احتجازها لدى شرطة. ولقى ما لا يقل عن 185 شخصا بينهم 19 قاصرا حتفهم وأصيب المئات واعتقلت قوات الامن الالاف حسبما قالت منظمات حقوقية. وتقول الحكومة الايرانية ان أكثر من 20 من قوات الامن قتلوا. ولعب طلاب الجامعات دورا محوريا في الاحتجاجات حيث نظموا اضرابا في عشرات الجامعات. وأظهر مقطع فيديو نشره «تصوير1500» متظاهرين يضرمون النار في مكتب امام مصلى في مدينة فولادشهر بأصفهان وسط البلاد. وأوقفت السلطات الإيرانية عددا من الأشخاص الإثنين على هامش تجمع لعمال في منطقة حيوية للانتاج النفطي بجنوب البلاد، وفق ما أفاد مسؤول أمس. وتعد عسلويه، الواقعة في محافظة بوشهر، من المناطق الأساسية للطاقة والبتروكيماويات في إيران، لاسيما حقل بارس الجنوبي للنفط والغاز. وقال حاكم المدينة علي هاشمي إن «عمالا في مصنع للبتروكيماويات يقع في عسلويه، نظموا تجمعا نقابيا» الإثنين، وفق ما نقلت وكالة «فارس». وأضاف «للأسف، اخترق بعض الانتهازيين التجمع»، وقاموا «بإضرام النيران ببعض الأكشاك الموجودة في الموقع إضافة الى بعض حاويات النفايات». وأشار الى أنه «مع تدخل قوات الأمن، تم تفريق هؤلاء الأشخاص وتوقيف عدد منهم»، من دون تقديم تفاصيل إضافية. الى ذلك، نفت وكالة «إرنا» الرسمية المعلومات التي أوردتها «وسائل إعلام معادية للثورة» عن «إضراب» العمال في مجمع البتروكيماويات، مؤكدة أن عمليات الانتاج «عادية». ودفعت حملة القمع التي تشنها السلطات على المحتجين بعض الدول الغربية الى فرض مزيد من العقوبات على ايران مما أثار توترا دبلوماسيا في وقت توقفت فيه محادثات احياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
مشاركة :