تصدر ويليام شاتنر عناوين الصحف هذا الأسبوع بعد تصريحات مثيرة له حول رحلته إلى الفضاء، عندما أصبح أكبر شخص سنا يسافر إلى الفضاء. ورغم أنه صنع التاريخ بهذه التجربة، إلا أن تصريحاته كانت أكثر إثارة، بإعلانه أن رحلته لم تكن احتفالا أكما اعتقد أنها ستكون - وبدلا من ذلك، شعر بأنها "جنازة لكوكب الأرض". في مقتطف من كتابه الجديد Boldly Go، المنشور حصريا من قبل Variety، يكشف نجم سلسلة "ستار تريك" (Star Trek) السابق، أنها كانت مليئة بـ "الحزن الشديد"، بينما كان يعتقد أن رحلته ستجلب له "تطهير العواطف" و"التواصل". وكتب شاتنر: "إن التناقض بين البرودة الشديدة للفضاء والتغذية الدافئة للأرض في الأسفل ملأني بحزن شديد. كل يوم، نواجه معرفة المزيد من الدمار للأرض على أيدينا: انقراض أنواع الحيوانات والنباتات وعالم الأحياء ... الأشياء التي استغرقت خمسة مليارات سنة لتتطور، وفجأة لن نراها مرة أخرى أبدا بسبب تدخل الجنس البشري. ملأتني الرهبة. كان من المفترض أن تكون رحلتي إلى الفضاء احتفالا، وبدلا من ذلك، شعرت وكأنها جنازة". وفي أكتوبر 2021، انطلق نجم "ستار تريك" في مغامرة العمر بمساعدة شركة "بلو أوريجين" للفضاء، التابعة لجيف بيزوس. وكان الممثل البالغ من العمر 91 عاما أحد أفراد الطاقم الأربعة على متن صاروخ "نيو شيبرد" لمهمة NS-18. واستذكر الفائز بجائزة إيمي تجربته في كتاب جديد بعنوان Boldly Go: Reflections on a life of Awe and Wonder، قائلا إن رحلته إلى الفضاء "كان من المفترض أن تكون احتفالا. وبدلا من ذلك، شعرت وكأنها جنازة". وكشف شاتنر أنه استغرق بضع ساعات بعد الهبوط على الأرض ليدرك أنه كان "حزينا على هذا العالم الجميل الذي استطعت رؤيته بوضوح أكبر من أعلى في الفضاء ... هذا الكوكب الذي استغرق 5 مليارات سنة ليتطور إلى ما هو عليه الآن". وتابع: "عندما كنت أنظر إلى المكان الذي أتينا منه ورأيت اللون الرملي والأزرق والأبيض في هذا المكان الاستثنائي الذي نعيش فيه، رأيت الموت ورأيت الحياة". وانتشرت كلماته منذ ذلك الحين، وأصبحت أحدث مثال على ما يُعرف بـ "تأثير النظرة المعممة": تأثير الذهاب إلى الفضاء ورؤية الأرض من بعيد كنظام واحد، كامل، هش على الإنسان. وشاتنر بالتأكيد ليس أول شخص يختبر هذا التحول الإدراكي في الوعي. وفي كتابه The Orbital Perspective لعام 2015، أوضح رائد الفضاء من ناسا المتقاعد رون غاران أنه كان يشعر بالحزن أيضا في أثناء مهمات السير في الفضاء ومن خلال القبب الزجاجية للمحطة الفضائية الدولية في عام 2008. ووصف غاران التجربة قائلا: "بدا الأمر كما لو أن الوقت توقف، وغمرتني العاطفة والوعي. ولكن عندما نظرت إلى الأرض - هذه الواحة المذهلة والهشة، هذه الجزيرة التي مُنحت لنا، والتي حمت كل أشكال الحياة من قسوة الفضاء - ساد حزني، وأصبت بتناقض حقيقي لا يمكن إنكاره". وتركز حزنه على عدم المساواة على الأرض، والملايين من الناس لا يحصلون على مياه نظيفة أو أمن غذائي. وأشار إدغار ميتشل، سادس شخص يمشي على القمر، إلى مشاعر مماثلة بعد إنهاء مهمته في الفضاء. وفي مقابلة عام 2020 مع الأيرلندية تايمز، أخبر رائد الفضاء السابق كريس هادفيلد أيضا روزين إنغل أن 4000 ساعة في الفضاء منحته منظورا لا مثيل له على الكوكب و"خلود الزمن". وقال هادفيلد: "التهديد الرئيسي الحالي ليس الكويكبات أو التوهجات الشمسية، بل نحن". وصاغ المؤلف فرانك وايت مفهوم ومصطلح "تأثير النظرة المعممة" لأول مرة في عام 1987. وبالإضافة إلى المنظور الذي يقدمه لرواد الفضاء، فإنه يوفر لهم أيضا الرغبة في رعاية كوكبنا الأصلي بشكل أفضل. ويقول وايت في مقطع فيديو بعنوان "نظرة معممة" تم إنتاجه بواسطة Planetary Collective: "نحن جميعا جزء من هذا النظام، وهناك وحدة معينة وتماسك في كل ذلك". لكن الجانب الإيجابي من "تأثير النظرة المعممة هو أنه مع الشعور بالحزن العميق يأتي الأمل أيضا: إدراك أننا جميعا واحد وأن الكوكب مرن بشكل لا يصدق، بعد أن نجا من التوهجات الشمسية، وضربات الكويكبات، وحتى التأثير الهائل الذي ولّد قمرنا. وفي عام 2018، وجدت دراسة استقصائية شملت 39 رائد ورائدة فضاء أن تصوراتهم للأرض تغيرت بشكل ملموس بعد زياراتهم للفضاء. وكتب الطبيب النفسي نيك كاناس الذي قاد الدراسة في بحثه لعام 2020: "كان يُنظر إلى الأرض على أنها كائن جميل وهش يجب الاعتزاز به. التغيرات في هذا التصور ارتبطت بشكل كبير ببيان يشير إلى أن المستجيبين أصبحوا متورطين في القضايا البيئية بعد عودتهم إلى الديار". ويعمل الباحثون على الأرض الآن بجد لمحاولة إيجاد طريقة لإعادة إنشاء "تأثير النظرة المعممة" للعامة، الذين من المحتمل ألا يذهبوا إلى الفضاء أبدا. المصدر: ساينس ألرت تابعوا RT على
مشاركة :