عصام أبوالقاسم (الشارقة) توقع مسرحيّون إماراتيون وخليجيون لجائزة الشارقة للتأليف المسرحي، التي تنظمها إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالإمارة، أن تحدث حراكاً مسرحياً في مسيرة الحركة المسرحية في المنطقة، وأشاروا في لقاءات مع «الاتحاد» إلى أن فتح الباب للكتاب الخليجيين ممن تزيد أعمارهم عن 21 سنة، سوف يرفد الساحة المسرحية بدماء جديدة وشابة.وينتظر أن تشهد المسابقة، التي ستعلن نتائجها في شهر مارس تزامناً مع فعاليات أيام الشارقة المسرحية، منافسة عالية بين كتّاب دول المنطقة، كما يُتَوقع أن تحدث مع مرور الوقت تغييراً كبيراً في مشهد الكتابة المسرحية الخليجية وأن تكون منصة لظهور أسماء جديدة إلى جانب تلك الرائدة والمعروفة، كما قال الكاتب الإماراتي صالح كرامة لـ «الاتحاد»، مستبشراً بانتقال الجائزة التي كانت مخصصة للكتّاب المحليين إلى جائزة خليجية، وأضاف: «نحتاج بشدة أن نرى نوعيّة ومستوى كتاباتنا المسرحية بموازاة كتابات الأشقاء في دول مجلس التعاون». وحققت كتابات كرامة انتشاراً واسعاً في السنوات الأخيرة على المسارح العربية كما توجت العديد من الأعمال المسرحية التي اعتمدت على نصوصه بجوائز في الإخراج والتمثيل، سواء في الكويت أو الجزائر أو السودان وتونس، وهو يعتبر من أكثر الكتّاب الإماراتيين مشاركة في الجائزة منذ انطلاق نسختها المحلية 1996 إلى جانب الكاتب والمخرج عبد الله صالح، الذي بدا مرحباً بالحضور الخليجي في منصة الجائزة، مشيراً، بدوره، إلى أن التنافس مع كتّاب الخليج يمنح تجربة المسابقة ديناميتها ويعتبر تطوراً محموداً وحافزاً أكبر للكتّاب، مشيراً إلى أنه سيحرص على المشاركة فيها. وقال الكاتب السعودي سامي الجمعان إن إشهار الجائزة خليجياً يتسق ومشاريع الشارقة المسرحية الهادفة إلى تنشيط وتفعيل الممارسة المسرحية، في كل جوانبها، على سائر الجغرافية العربية بشكل عام، منوهاً إلى أهمية أن يُعطى الكاتب المسرحي الخليجي حقه في الذيوع والتحفيز، باعتبار أن الكتابة هي الهيكل الفقري للعرض المسرحي ومن دونها لا يكون. ورغم أن العديد من الدول الخليجية تنظم مسابقات للكتابة المسرحية إلا أنها مقتصرة في معظمها إما على الكتّاب المحليين أو على الشباب منهم، بينما تتميز جائزة الشارقة الجديدة بقيمتها المادية التي تبدو أكبر مقارنة بالمسابقات الأخرى، ومع أنها موجهة للكتّاب الخليجين إلا أن من بين ما تشترطه أن يكون النص المشارك مكتوباً باللغة العربية إلا في الحالات التي يستلزمها البناء الدرامي، وذلك تناغماً مع رؤية الشارقة الثقافية الهادفة إلى الاحتفاء بلغة الضاد والمتكلمين بها وتعزيز مكانتها بين اللغات. وقال الكاتب الكويتي فيصل القحطاني: «إن مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي تمثل مناسبة لقراءة حالة الكتابة المسرحية في الخليج في الوقت الراهن، وهي حالة يتردد عنها الكثير من الكلام لكن لا إحصاءات أو قراءات جدية لمساراتها وطموحاتها»، مشيراً إلى أن مسابقة من هذا النوع «تساعد كثيراً في تشجيع الكتّاب واكتشافهم وتزيد من رغبتهم في التنافسية والتجويد والحضور». يشار إلى أن باب التقديم للجائزة يغلق في فبراير المقبل، وتبلغ القيمة المادية للجائزة 175 ألف درهم، وتحتفظ دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بحقها في نشر الطبعة الأولى من النصوص الفائزة، كما أن لها الحق في إنتاج العمل في حال كان فائزاً.
مشاركة :