رفع الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر، أسمى آيات التهاني والتبريكات، إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على تبوؤ دولة الإمارات المرتبة الأولى عالميا، في حجم مساعداتها لليمن، من أجل إغاثة أبناء الشعب اليمني الشقيق، ومد يد العون له، للتغلب على ظروفه الإنسانية الصعبة التي يعيشها حاليا. قال المزروعي لالخليج: إن التهنئة لقيادتنا الرشيدة صاحبة الفضل في هذا الإنجاز، ليست بسبب حجم المساعدات المادية والعينية التي قدمتها الدولة واحتلت بها المركز الأول وفاقت في هذا المجال دولاً عظمى كالولايات المتحدة وبريطانيا فقط، وإنما بما حققه أبناء زايد الخير، أبناء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، المتطوعون الذين يعملون في اليمن، وأثبتوا أنهم رجال من نسل أصيل، يدفعهم حبهم لعمل الخير بما تعلموه في مدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، لمواجهة أصعب الظروف في ظل حياة غير آمنة، ويبذلون من أجل عملهم الخيري هذا، كل جهد ممكن، بما يفوق طاقة أي إنسان، بدعم وتشجيع من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر. وقال: من خلال عملي بين إخواني وأبنائي المتطوعين في اليمن ووجودي معهم، ومعايشتي لهم يدا بيد، تكشف لي عن قرب ما يبذلونه من جهود جبارة وعمل متواصل ليل نهار، حتى إن أغلبيتهم كانوا لا يغيرون ثيابهم أياما طويلة، ولا يجد الواحد منهم سريرا ينام عليه، وإنما كانوا ينامون في أي مكان يتيسر لهم في المناطق التي يعملون فيها، ويسرقون لحظات لتناول طعامهم حتى يستطيعوا مواصلة العمل. وقال كانت أسعد لحظاتنا عندما نوزع الغذاء والدواء والكساء على المنكوبين في المناطق المحررة، عندما نصل إلى مريض سكري أو ضغط ونعطيه حبة الدواء ونرى في عينيه نظرة الرضا. وقال المزروعي، إن هذا الإنجاز الذي حققته الدولة يؤكد سيرها على نهج الوالد زايد، مؤسس العمل الخيري في الدولة، الذي انطلقت على يديه الكريمتين مؤسساتنا الخيرية تمد يد العون والمساعدة إلى كل المحتاجين والمنكوبين في كل بقاع العالم؛ فما إن يطلق أي شعب أو دولة أو هيئة إنسانية نداء استغاثة حتى تبادر دولتنا قيادة وشعبا إلى إغاثة المحتاجين، فقد كان يرى أن الله قد أعطى هذه الدولة الخير لمنفعة الناس ومد يد العون للمحتاجين، فنجحنا بامتياز في تنفيذ ما كلفنا به وتبوأنا المركز الأول على مستوى العالم في تقديم المساعدات للمحتاجين، فما بالنا بالأشقاء في اليمن الذين تربطنا بهم أواصر الدم والأخوة والجوار، لافتا إلى أن برامج الخير والدعم والمساندة، ممتدة منذ أكثر من عشرين سنة، منذ سد مأرب والمشاريع التنموية من هيئة الهلال الأحمر وبرامج الخير تتواصل عبر مكاتبنا هناك، وبدأنا من جديد من انطلاق الأزمة الحالية في اليمن حملة عونك يا يمن، لتقديم الإغاثة والمساعدات لأبناء الشعب اليمني الشقيق، كما عملت الهيئة على تنفيذ برامجها الإنسانية في المناطق المحررة في القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وتوفير احتياجات الهيئات الحكومية من سيارات الشرطة والإسعاف وحافلات النقل ومشاريع الكهرباء والصرف الصحي والمياه النقية وإعادة تأهيل الطرق وغيرها، وشاركت المؤسسات الخيرية من مختلف مناطق الدولة هيئة الهلال الأحمر في هذا العمل الإنساني. وبلغ إجمالي قيمة المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات القيادة الرشيدة لمساعدة الشعب اليمني الشقيق في أزمته الحالية، أكثر من نصف مليار درهم (ما يوازي 138.5 مليون دولار أمريكي)، وجاء في تقرير للأمم المتحدة، أن هذا المبلغ يشمل المساعدات التي قدمتها الإمارات ومؤسساتها الإنسانية بتوجيهات القيادة الرشيدة، خلال العام المنصرم 2015، بما نسبته 31% من إجمالي مساعدات دول العالم، خلال تلك الفترة، وتلت إسهامات الإمارات، كل من الولايات المتحدة بمبلغ 273.7 مليون درهم بنسبة 16.6%، والمملكة المتحدة 169 مليون درهم بنسبة 10.3%. وأكد التقرير اعتراف منظمة الأمم المتحدة بالتفوق الريادي للإمارات في التجاوب مع أزمة إنسانية طاحنة كأزمة اليمن، وما تحمله في طياتها من سيناريوهات أليمة يعاني ويلاتها أبناء الشعب اليمني الشقيق، يؤكد بجلاء صدق توجيهات قيادة الإمارات الرشيدة، وفلسفتها الإنسانية الراسخة التي باتت شعاراً ونهج عمل دؤوباً لكل المؤسسات الإنسانية والجهات المانحة الإماراتية، وأن الإمارات ماضية بكل قوة وعزيمة لا تلين بفضل توجيهات قيادتها على درب دعم كل المتأثرين من الأزمات الإنسانية في دول العالم. وتواصل هيئة الهلال الأحمر تنفيذ مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، بتنفيذ 15 مشروعا في في عدن والمحافظات المجاورة من المحاور المهمة، كالصحة والتعليم وتعزيز قدرات المرأة اليمنية وتأهيل المعاقين وتحسين خدمات المياه والكهرباء وبرامج الإيواء ودعم استقرار الأسر والبدو الرحل، خاصة في المناطق الساحلية، حيث دشنت الهيئة المشروع السادس لسموها، الذي تضمن إنشاء 50 سداً في مديرية رصد لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها خلال أيام السنة. وتبعد مديرية رصد 200 كيلومتر من محافظة عدن، وتعرف تلك المناطق بشح الأمطار وطول موسم الجفاف، ما تسبب في نزوح أعداد كبيرة من السكان المحليين، ويستفيد من المشروع آلاف الأسر التي تواجه معاناة كبيرة في سبيل الحصول على احتياجاتها من المياه الصالحة، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لكل سد 20 متراً مكعباً. وأكدت الهيئة أن العمل في المشاريع التي وجهت بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك يسير على قدم وساق، مشيرة إلى أن تلك المشاريع درست بعناية وتلبي احتياجات الساحة اليمنية في عدد من المحاور المهمة والحيوية، وقالت إن توفير مصادر المياه في اليمن في الوقت الراهن، يعد من الأولويات لتيسير حياة سكان القرى والمناطق النائية التي تواجه الكثير من التحديات وفي مقدمتها مياه الشرب. وأعرب عدد من الأهالي في تلك القرى، عن شكرهم وتقديرهم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على مبادرتها بتأهيل السدود لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها خلال أيام السنة، وحفظها من الهدر، مؤكدين أن تلك المبادرة تمثل نقلة نوعية وخطوة متقدمة في جهود الهلال الأحمر الإماراتي التنموية على الساحة اليمنية في الوقت الراهن، التي لم تغفل جوانب الحياة الضرورية في الصحة والتعليم والخدمات الأساسية.
مشاركة :