ميريل ستريب: تخاطبني الشخصية التي أختار تمثيلها

  • 1/10/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تغيب ميريل ستريب عن العناوين الكبيرة هذه الأيام على غير العادة، إلا أنها لم تعتزل ولن تتوقف عن التمثيل، لكن هذه السنة بالتحديد، ومن بين معظم السنوات السابقة، لا وجود لاسمها بين تلك المتداولة في موسم الجوائز الحالي. فيلماها اللذان أطلقتهما العام الماضي، وهما: سوفراغيت وريكي آند ذا فلاش ليسا من تلك الأفلام التي تثير الاهتمام المعتاد. هذا الموسم من ناحية أخرى، مليء بالأفلام والأداءات الرائعة. ولا يبدو على الممثلة الأشهر حول العالم، في لقائنا معها، خلال سلسلة اللقاءات التي تخصص لأعضاء جمعية مراسلي هوليوود الأجانب، أنها مهتمة كثيراً بهذا الموضوع. تقول: ليس عندي أي شعور سلبي حيال ذلك. رُشحت وفزت عشرات المرات من قبل، وإذا غبت عاماً أو عامين فإن ذلك راحة من جهد التنافس على الأقل. ربحت ميريل ستريب عشرات الجوائز، بل أكثر من ذلك. وحسب إحصاء دقيق، فهي ربحت حتى الآن 177 جائزة من نقدية صغيرة إلى جوائز بحجم الأوسكار والغولدن غلوبس، من واقع 265 ترشيحاً. بين كل هذه الترشيحات 19 ترشيحاً في سباق الأوسكار وذلك منذ عام 1979 عندما رشحت عن دورها المساند في فيلم صائد الغزلان، فازت منها بثلاث جوائز أوسكار، الأولى كانت عام 1980 عن دورها في كرامر ضد كرامر، والثانية عن دورها في اختيارات صوفي 1983 ثم الثالثة والأخيرة حتى الآن عن دورها في السيدة الحديدية 2012‪‬. عن أدوارها وحياتها وجوائزها، كان هذا الحوار الممتع مع ستريب، نتعرف من خلاله أكثر إلى الممثلة الأشهر في العالم حالياً. على الرغم من أنك لا تملكين شعوراً سلبياً حيال غيابك هذا العام عن جوائز الأوسكار، فإنه يبقى ملحوظاً، نسبة لتكرار وجودك في الأعوام السابقة. هل الحق على أفلامك هذا العام؟ لا تقل هذا، فأنا استمتعت بتمثيلي في سوفراغيت وريكي آند ذا فلاش كثيراً. الأول كان مهماً بالنسبة إليّ فهو دراما جادة عن كيف كانت الحال في مطلع حركة تحرر المرأة. هل شاهدت الفيلم؟ دوري ليس كبيراً لكن قضيته كبيرة وتهمني شخصياً لأني أحب أن أعتبر نفسي مسؤولة عن تأييد مثل هذه الأفلام الجادة. هذا أقل ما أستطيع القيام به. ماذا عن ريكي وذا فلاش إذاً؟ كيف تضعين هذا الفيلم وسط أعمالك؟ كما قلت، استمتعت بتمثيله. لا تجد الكثير من الكوميديات الاجتماعية التي تثير اهتمام الجمهور الكبير. ما تجده تحت اسم الكوميديا هذه الأيام لا تريد أن تترك السطح لتغوص في الموضوع نفسه. أعتقد أن معظمها لا يعرف كيف يبقى كوميدياً، وهو يعرض موضوعاً جاداً كما فعلنا في ريكي. الموضوع هو عن الانفصال العائلي وتأثيره على كل هذه الشخصيات وحول شخصيتي أنا كامرأة سلكت طريق الغناء بثمن باهظ وهو التخلي عن العائلة. قدمت كوميديات هادفة من قبل، كان الشيطان يرتدي برادا واحداً منها، كذلك ماما ميا، هل من الصعب أن تجدي مشروع فيلم كوميدي جيد أو حسب المواصفات التي ترغبين فيها؟ ليس أمراً سهلاً على الإطلاق، لكن ما يحدث معي ومع غيري من الذين أمضوا سنوات عمل كثيرة مثلما فعلت، هو أن صانعي السينما يدركون سلفاً ما إذا كانوا سيتقدمون بهذا المشروع إلى ميريل ستريب أو إلى سواها. أقصد أن ما أقبله من مشاريع وإنتاجات بات معروفاً ولا أتوقع أن يسعى للتعاقد معي أي مخرج أو منتج بصرف النظر عن السيناريو الذي يريد تنفيذه، سيعرف بالتأكيد ما الأفلام التي أحب أن أشترك فيها. ما تعنيه أن على الموضوع أن يمثل شيئاً أساسياً يهمك شخصياً، أليس كذلك؟ تماماً. الفيلم هو نتيجة اللقاء ذاته الذي لا يزال يقع منذ بدايتي في السينما وإلى اليوم، اللقاء بيني وبين السيناريو الذي يصلني. هناك ترقّب ينجلي إيجاباً أو سلباً خلال القراءة. أحياناً قبل الوصول إلى الصفحة 30 مثلاً. أحياناً أخرى يتطلّب الأمر قراءة السيناريو بكامله قبل أن تنجلي الفكرة أو قبل أن أتبنّى الرأي فيما لو كنت أريد تمثيل هذا الفيلم أو لا، إذا ما كان يعنيني في شيء أو لا. ‬هل تخاطبك الشخصية إذا ما أعجبتك؟ بكل تأكيد، وحين تفعل أشعر صوبها بأنها قريبة جداً مني. أفهم أبعاداً عميقة حول الشخص الذي من المفترض أن أمثله، أنه مثل نوتة موسيقية بمجرد أن تسمعها تجد أن مصدرها بات داخلياً. هذا هو المبدأ في كل مرة. قبل هذا الفيلم تقابلنا بمناسبة فيلم السيدة الحديدية، مع ذلك الفيلم شعرت أيضاً أن هناك نداء داخلياً، شعرت أنني أفهم شيئاً حولها وهذا الشيء دفعني لقبول الفيلم. بعض الأفلام التي مثلتِ فيها لم تكن ذات جماهيرية أصلاً. أليس كذلك؟ - هل لديك مثال محدد؟ الكثير من أفلامك في الحقيقة منها، مثلاً ذا هومزمان (The Homesman)، لكن الأمر ليس وقفاً على هذا الفيلم، فهناك غيره، هل تفضلين الموضوع على احتمالات النجاح أو الفشل؟ هذه هي الحال تماماً في كثير من المناسبات. وفي ذا هومزمان كان لدي سبب إضافي، أقصد إلى جانب الموضوع، وهو الصحبة. أنا من المعجبات بالممثل تومي لي جونز وأحيي قدرته على الصمود. ليس سهلاً تحقيق أفلام تدرك سلفاً أن مجالها التجاري محدود. هو لا يخاف، وموهبة كبيرة وعندما عرض عليّ الدور لم أكترث حقيقة حتى لقراءة السيناريو مسبقاً ووافقت على الفور. هل هناك مشكلة في العلاقة بين الفنان وبين الجمهور؟ كثير من الأفلام التي نراها حولنا في هذه الأثناء تعاني هذه المشكلة. ذا هومزمان لم يكن للجمهور نفسه الذي أقبل سابقاً على فيلمي السابق جولي وجوليا، لكني أحب أن أعتبر وجودي في مثل هذه الأفلام نوعاً من التأييد لها، تماماً كما هي الحال في سوفراغيت. ألم نكن نعلم أن جمهوره سيكون محدوداً حتى وإن لاقى الإقبال؟ طبعاً. لكن أحداً في أي من هذه الأفلام يرضى أن يترك هذا الوضع يؤثر في اختياراته. موسم الجوائز يعود وهناك العديد من الممثلات الساعيات للفوز بالجوائز المتاحة، هل شاهدت بعض الأفلام التي مثلن فيها؟ نعم. شاهدت راتشل ماك أدامز في سبوتلايت، إنها جريئة وتمثل في مستوى واحد مع الجميع. كل الممثلين هناك، رجالاً ونساء، يمثلون بالنغمة ذاتها ومن دون انفراد. شاهدت صديقتي كايت بلانشيت في كارول وهو دور جريء، وهي في السن المناسب لتمثيل هذا الفيلم. أعجبتني إميلي بلانت في سيكاريو وأليسا فيكاندر في الفتاة الدنماركية مدهشة. حين تتحدّثين عن ممثلات من الجيل الجديد يرد إلى البال أنك عايشت جيلين أو 3 منذ أن بدأت هذه المهنة، هل هناك اختلاف كبير بين الأجيال فعلاً أو أننا نفعل الشيء نفسه في مراحل مختلفة؟ - ربما مزيج من الاثنين. أعتقد أننا كبشر نمارس المشاعر والأحاسيس ذاتها التي كنا نمارسها من قبل. ابنتي ستتبنى ردة فعل حيال موضوع ما بنفس الطريقة التي تبنّيت أنا ردة فعل مماثل في زمني. هذا طبيعي ودائم لكن لا يعني أن الاختلافات ليست موجودة، وهي في رأيي أكثر منها على السطح عنها في العمق، مثل الموضة. الإنسان تحت ملابسه هو مثل أي إنسان آخر، الملابس تختلف فقط. في ريكي آند ذا فلاش مثلت لجانب ابنتك مامي غامر، هل وجهت إليها نصيحة فنية قبل التصوير؟ - لا، أولاً لم تعد بحاجة لنصائحي فهي ممثلة تقف على قدميها الخاصتين. ثانياً هذه ثالث مرة نمثل معاً، كانت طفلة عندما ظهرت معي في حرقة قلب (1986) ثم شابة صغيرة في أمسية (2007). لكن الأهم من هاتين النقطتين هي أنني لا أجيد النصح. أعني أنني أنصح ثم أترك المسألة بين يدي من يلجأ إليّ طلباً للنصيحة، ولا أكررها. لماذا؟ في قناعتي أنه في الحياة العادية على المرء أن يستخلص مما يمر به من ظروف وأن يتبع قناعاته، وفي السينما الأمر ذاته. هناك ظروف تدفع بالممثل لقبول فيلم من دون أن يعلم ما الذي سيتأتى من بعده، وهناك قناعات في المقابل توجه الممثل صوب اختيار ما يريد. وأريد أن أوضح أن عدم إسداء النصائح ليس مبدأ لا أحيد عنه. ابنتي سألتني كثيراً من الأسئلة بخصوص الحياة عموماً وبخصوص السينما، وما أعرفه في هذين الميدانين الكبيرين قلته لها، لكن فقط ما أعرفه. أنا سعيدة بأن أكون محط ثقتها والطريقة الأفضل لكسب هذه الثقة هي أن أكون صادقة معها. إذا ما نظرت إلى بداياتك الأولى اليوم، ماذا تجدين؟ - هذا سؤال يحتاج لوقت طويل قبل أن أعطيه حقه. كانت الحياة مختلفة آنذاك والعمل السينمائي كان مختلفاً أيضاً. العلاقات الفنية والمهنية خلال التصوير كانت تتطلب تكاتفاً أعلى مما هي عليه الحال الآن. أقصد أننا كنا جميعاً نشتغل على مشروع المخرج وليس مشروع الاستوديو، هذا ربما الفارق الأكبر.

مشاركة :