يعقد مجلس الأمن غداً الاثنين جلسة مشاورات مغلقة يبحث خلالها الأوضاع في مضايا والفوعة وكفريا، البلدات السورية المحاصرة التي تحاول منظمات إغاثية إدخال مساعدات إنسانية إليها لإنقاذ أهاليها من الموت جوعاً، وأعلنت مصر أنها تجري اتصالات لفك الحصار ونددت باستخدام التجويع والحصار الإنساني سلاحاً في الصراعات، وأيدت تركيا نقل الملف إلى مجلس الأمن، ودعت الولايات المتحدة إلى إلزام نظام الأسد بتعهداته. وجلسة المجلس الأمن التي ستعقد بطلب من إسبانيا ونيوزيلندا ستبدأ عصر الاثنين وستكون مغلقة وسيشارك فيها أعضاء المجلس ال15، ولكن لا يتوقع صدور أي قرار في ختامها. وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنا الخميس تلقيهما موافقة الحكومة السورية على إدخال مساعدات إنسانية في أقرب وقت إلى الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد وإلى مضايا في ريف دمشق. وأفادت الأمم المتحدة نقلاً عن تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص. وأوردت مثالاً من مضايا إذ قالت وردتنا معلومات في الخامس من يناير الحالي تفيد بوفاة رجل يبلغ من العمر 53 عاماً بسبب الجوع، في حين أن أسرته المكونة من خمسة أشخاص ما زالت تعاني سوء التغذية الحاد. وقالت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة إنه منذ الأول من ديسمبر توفي 23 شخصاً بسبب الجوع في البلدة التي تحاصرها قوات النظام. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أموراً لوجستية تعيق عملية إدخال المساعدات الغذائية إلى مضايا وهناك نحو 50 شاحنة محملة بهذه المساعدات في انتظار الانطلاق نحوها. أعلنت مصر أنها تجري اتصالات موسعة لدعم الجهود المبذولة لفك الحصار عن عدد من المدن والقرى السورية التي يتعرض أهلها للتجويع في (مضايا وكفريا والفوعة ومعضمية الشام) نتيجة للصراع الدائر في سوريا. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد إن المعلومات المتوافرة عن التوصل لاتفاق لإدخال المساعدات الإنسانية من جانب الأمم المتحدة تعتبر أمراً مشجعاً لاسيما في ظل ما يتردد من معاناة سكان تلك المدن من أوضاع إنسانية شديدة الصعوبة واضطرارهم لتناول الفتات للبقاء على قيد الحياة. وشدد على عدم جواز استخدام سلاح التجويع والحصار الإنساني في الصراعات المسلحة باعتباره أمراً مداناً وفقاً للقانون الدولي الإنساني وكافة الأعراف الدولية المرتبطة بقواعد حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة. وأعرب الأزهر الشريف عن قلقه الشديد إزاء تردي الأوضاع الإنسانية في بلدة مضايا السورية التي تتعرض لحصار خانق على ايدي النظام السوري ما أدى لمقتل العديد من سكانها جوعاً. وكانت الإدارة الأمريكية دعت الجمعة النظام السوري إلى السماح بدخول مساعدات إنسانية عاجلة إلى بلدة مضايا . وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إن الولايات المتحدة تدعو نظام الأسد إلى الإيفاء الفوري بالتزاماته رفع الحصار والسماح بدخول مساعدات إنسانية عاجلة ليس فقط إلى مضايا بل أيضاً إلى الكثير من القرى في سوريا التي تعاني على أيدي قوات النظام.(وكالات)
مشاركة :