وقاية الأسنان أسهل وأفضل من علاجها

  • 1/10/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تفند دراسة أمريكية ارتباط السكريات بتسوس الأسنان، وجاء فيها أن ثمرة الزبيب غنية بخمس مركبات كيميائية نباتية، تكافح البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان والتهاب اللثة، ومضادات للأكسدة تمنع التصاق البكتيريا بسطح الفم، التي تعيق بدورها تكون طبقة البلاك على الأسنان. فحوى تلك الدارسة سيغير بعض المفاهيم المرتبطة بعوامل تسوس الأسنان، ومثيرات التهاب اللثة، عوامل سنتطرق إليها من خلال سطور هذا التحقيق. كشفت التحليلات المعملية، التي أجراها الباحثون في تلك الدراسة، أن الكيماويات نباتية الأصل، التي يحتوي عليها الزبيب، تفيد صحة الفم، بمنع نمو عدد من أنواع البكتيريا المسببة للتسوس، وأمراض اللثة، كما أظهرت وجود 5 مركبات، في الزبيب الخالي من البذور، وهى حمض اليانوليك، والونوليك الدهيد، وحمض بيتولينك، وهيدروكسيمثيل، فرفورال، وكل هذه الكيماويات مضادة للأكسدة، كما أشارت إلى احتواء الزبيب، على نسبة عالية من فيتامين C، كما يحتوي الزبيب على عناصر غذائية كفيتامين ب المركب، وعلى بعض الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم، النحاس، اليود، الفسفور والبوتاسيوم. ويرى الباحثون أن ما جاءت به تلك الدراسة، يفند انطباعات الكثيرين حول الزبيب، وارتباطه بعلة تسوس الأسنان، كونه قابلاً للالتصاق، ويؤول تسوس الأسنان دائماً للسكريات الملتصقة بها. يقول الدكتور مروان العبيدي أخصائي أسنان: أعتقد أن نتائج تلك الدراسة، دقيقة فيما يتعلق بالسكريات، التي لم يتم إثبات دورها كعامل أساسي، في تشكّل التسوس، حيث خلصت بعض الأبحاث السريرية الجادة، على مدى عدة عقود، أنّ أنواعاً معينة من السكريات (الكربوهيدرات المتخمرة)، تعتبر وسطاً جيداً للبكتيريا المسببة لتسوس الأسنان، التي تتغذى عليها، وتقوم بتحرير أحماض تعمل بدورها، على إزالة معادن الطبقة الصلبة للأسنان، ما يؤدي بالتالي إلى التسوس، فالبكتيريا المسببة للتسوس، تعتمد بشكل رئيسي على هذه السكريات، بهدف البقاء، وعدم وجود هذه السكريات، يعني تقلص نشاط هذه البكتيريا بشكل كبير، ما يؤدي إلى انخفاض نسبة حدوث تسوس الأسنان، وهذه حقيقة تؤكدها أحداث الحرب العالمية الثانية، التي شهدت تقنيناً في استهلاك السكر، ما كان له أثر مباشر، في الحدّ من حالات تسوس الأسنان. ويكمل: إلّا أنّ السكريات، ليست العامل الوحيد المسبّب للتسوس، فهناك عوامل أخرى تلعب دوراً أساسياً، في تشكّل التسوس، حيث تشير دراسة حديثة، أجرتها منظمة الأغذية والزراعة، إلى أنه على الرغم من الدور الذي تلعبه السكريات، تمّت المبالغة في تقدير أهميتها سابقاً، كما أظهرت دراسات أجريت في الثمانينات، قامت بجمع بياناتها من البلدان المتقدمة فقط، عدم وجود علاقة بين توافر السكر، وحدوث التسوس، وتقترح نتائج هذه الدراسات، وجود عوامل أخرى أكثر أهمية من توافر السكر، عند تحديد أسباب تشكّل التسوس، وذلك في كل من دول العالم المتقدّمة والنامية، وأخذت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية هذا الاقتراح بعين الاعتبار، كما أوصتا بخفض الاستهلاك اليومي للسكر بمعدل 6 - 10%، من إجمالي استهلاك الطاقة، التي تكون بشكل سكريات حرّة، وتضمّ مركبات السكاريد الأحادية، والسكاريد الثنائية، التي تضاف إلى الأغذية، إلى جانب السكريات الموجودة طبيعياً، في العسل والمشروبات وعصائر الفاكهة، وصدرت هذه التوصية على الرغم من وجود أدلة تثبت العكس قدّمتها دراسات أخرى تمّ إجراؤها سابقاً. وتشمل العوامل الأخرى، التي لعبت دوراً وفقاً لهذه الدراسات، حساسية أسطح الأسنان، ومعدّل استهلاك السكر، والخصائص الأساسية للمواد الغذائية، التي تؤثر فيى تنظيف الأسنان من بقايا الطعام، أي بمدى سهولة تنظيف الأسنان من بقايا الطعام بعد تناوله، فالأطعمة اللزجة أكثر تسبباً بتسوس الأسنان، إلى جانب ممارسات النظافة الفموية، ومدى توافر مادة الفلوريد على سطح الأسنان، والعوامل الوراثية، وتدفق اللعاب وتكوينه. وينتقل الدكتور مروان العبيدي للفصل بين حالتي تسوس الأسنان، ومشكلات اللثة، كمرضين مختلفين، يؤثران في تجويف الفم، إلّا أنّهما يشتركان بعامل نشوئهما، المرتبط بتراكم الترسبات، ويمكن تعريف تسوس الأسنان، بأنّه عملية بيولوجية، تتحلل فيها معادن الطبقة الصلبة للأسنان ببطء، نتيجة للأحماض التي تحرّرها البكتيريا في الفم، جراء تخمر السكر الذي نتناوله في طعامنا، وجدير بالذكر أن بعض السكريات تسبّب ضرراً أكثر عن غيرها، وتعتمد طبيعة هذا المرض على عوامل كثيرة، كالنظافة الفموية، ومعدل تناول السكر، ومدى حساسية الأسنان، وقدرتها على مقاومة عملية التحلل والتسوس، وكمية الفلورايد التي تتعرض لها الأسنان لحمايتها، إضافة إلى تدفق اللعاب، وتكوينه والذي يتأثر ببعض العادات كالتدخين، والعوامل الوراثية. وعادة ينتشر تسوس الأسنان أو النخر، وسط بيئة حمضية، بينما ترتبط أمراض اللثة بالبيئة القلوية بشكل أكبر، لذا كثيراً ما نجد المرضى، الذين يعانون معدلات تسوس مرتفعة، تكون معدلات إصابتهم بأمراض اللثة مستقرة نسبياً، والعكس. ثم ينتقل للحديث عن أمراض دواعم السنّ، حيث تم تعريفها بأنها الأمراض التي تصيب الهياكل الداعمة للسن، مثل اللثة والعظام والأربطة، ويعتبر تراكم الترسبات، سبباً مباشراً للإصابة بهذه الأمراض، إلّا أنّ البكتيريا التي تسبّب أمراض اللثة، تختلف قليلاً عن البكتيريا المسبّبة لتسوس الأسنان، وتضمّ العوامل الأخرى المسبّبة لأمراض اللثة، التدخين والعوامل الوراثية، وبعض الأمراض والأدوية. أما عن أعراض تسوس الأسنان فيقول: تتعرض الأسنان للتسوس، من دون أعراض واضحة، لفترة طويلة من الزمن، كما يمكن أن يظل الضرر الناجم عن تسوس الأسنان، مخفياً لعدّة أشهر وربما سنوات، حتّى يحدث التسوس، مع البكتيريا المسؤولة عن هذا النخر، إلى موقع قريب من العصب، الواقع في قلب السنّ، الأمر الذي يتسبّب بحساسية العصب، ويمكن أن ينتج عنه بعض الأعراض، مثل الحساسية للطعام الساخن، والبارد، أو الحلويات، وأحياناً يلازمه الألم، والتورم. أما عن أعراض أمراض اللثة، فهي عادة ما تكون أكثر وضوحاً، حيث تميل للبدء بالنزيف كإشارة أولية، ثم يتطور الأمر إلى ترقق اللثة، والشعور بالألم في بعض الأحيان، وعند عدم معالجتها بالشكل المناسب، يتفاقم الوضع، ويؤدي إلى التهابها أولاً، وهو ما يعتبر من مراحل المرض المبكرة، التي يمكن التعرّف إليه من خلال نزيف اللثة، ومن ثمّ إصابتها بشكل كامل، بسبب التهاب الأنسجة الداعمة، حيث يبدأ هيكل العظام المحيط بالأسنان في التآكل، وهذا بدوره يؤدي إلى ارتخاء الأسنان، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدانها في نهاية المطاف، وفي الواقع إن السبب الأهم لفقدان الأسنان في العالم، هو ترك أمراض اللثة من دون علاج. كما يشير إلى أن مرض السن لا يرتبط بوجود عرض، فذلك لا يدل على صحة الفم بالضرورة، حيث يؤدي التسوس لموت الأسنان في بعض الأحيان، من دون أيّة أعراض، يمكن أن يلحظها المريض. ينصح الدكتور مروان العبيدي بزيارة طبيب الأسنان بشكلٍ دوري، ما يضمن خلو الفم من تسوس الأسنان، حيث يتم الكشف عن وجود أي تجاويف مبكراً، فيكون علاجها أمراً سهلاً فيما بعد، حيث يلجأ الطبيب لملئها عبر حشوة بسيطة، عندما يكون التجويف صغيراً، وتتطلب التجاويف الأكبر طرقاً علاجية أكثر تعقيداً، مثل التيجان، وعلاجات قناة الجذر، في حال وصول التسوس، إلى عصب الأسنان. ويكمن سر الفم الصحي، والوقاية من هذه الأمراض، في الالتزام بنظام صحة فموي جيد، للحفاظ على نظافة الأفواه قدر الإمكان، ويشمل ذلك استخدام فرشاة الأسنان، الكهربائية والخيط يومياً، إلى جانب استخدام غسول الفم، وكاشطات اللسان، فمن شأن تدابير النظافة، أن تعيق نمو البكتيريا، وتمنع تشكّل طبقة البلاك (التي تعرف باسم بيوفيلم)، ما يحدّ من التسبب بالأضرار المذكورة أعلاه. ويعتبر اتباع نظام غذائي صحي، في غاية الأهمية، ليس بهدف الحفاظ على تجاويف الأسنان، خالية من البكتيريا فحسب، بل لمساعدة جهاز المناعة، في التصدّي لأية عدوى، بما فيها التهابات الفم أيضاً، كما يجب اتباع نمط حياة صحي جيد، إلى جانب النظام الغذائي، والابتعاد عن المواد الضارة، كالتدخين. وتعتبر الزيارات المنتظمة إلى طبيب الأسنان، والتي تضمن خلو أفواهنا من المرض، الحلّ الأمثل لدرء هذه الأمراض، بالكشف المبكر، واستخدام طرق علاجية، وشفائية أبسط، كما يجب ألا ننسى، عدم وجود أعراض لا يعني بالضرورة عدم وجود مشكلات صحية، فزيارة طبيب الأسنان أمر مهم، ويسهم في الحفاظ على تجويف الفم، بشكل صحي وجيد، فإضافة إلى زيارة طبيب الأسنان، ينبغي زيارة مختص صحة بشكلٍ منتظم أيضاً، وذلك بهدف تنظيف عميق للأسنان، واللثة المحيطة بها، بما يضمن عدم إصابة اللثة بأية أمراض، أو تفاقم حالتها دون مراقبة أو وقاية. وتشغل الأسنان حيزاً كبيراً من اهتمام الكثيرين، لذا يقدم عالم التجميل مفهوماً حديثاً، من خلال الحصول على ابتسامة هوليوودية، حيث تغطى بطبقة رقيقة من الخزف تعرف باسم الفينير، بعد وضع عدة أمور في الاعتبار، مثل العينين والأنف وشكل الوجه، بهدف تحقيق الانسجام والتناسق بين الأسنان، وباقي أجزاء الوجه، ولا يمكن الحصول على هذه الابتسامة بالشكل الأمثل، إلّا حينما تكون الأسنان الأساسية صحية، وخالية من الأمراض. تقول الدكتورة شانتال كينجو أخصائية طب أسنان الأطفال:هنالك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب تسوس الأسنان، والسكر واحدٌ منها، ولكن العناية بنظافة الفم، بشكل جيد وكاف، من شأنه إبقاء الجراثيم المسببة للتسوس، في مستوى منخفض بما فيه الكفاية، لتكونوا بمأمن من الإصابة بالتسوس، ويشترك مرضا تسوس الأسنان، والتهاب اللثة، في طبيعة منشئهما، والتي تسببها مجموعة من الجراثيم الموجودة في الفم، على الرغم من اختلاف المجموعتين كلياً. وتشير الدكتورة شانتال إلى أعراض الإصابة بتسوس الأسنان التي تبدأ بالشعور بالألم، الناتج عن تناول الاطعمة الغنية بالسكر، وعند تناول المشروبات الباردة، أو مع تناول الآيس كريم، ويظل الألم مستمراً بشكل بطيء، ليشتد ويفوق قدرة المصاب على تحمله، معلناً وصول التسوس إلى العصب، أما التهاب اللثة فأعراضه تتمثل في الاحمرار والتورم إلى جانب النزف. وتلعب الوقاية دوراً في منع المرضين، بالحد من وجود الجراثيم الموجودة في الفم، حيث تعيش هذه الجراثيم وسط ما يسمى اليوم بـ بيو فيلم، (الذي كان يسمى باللويحة الجرثومية)، والـ بيو فيلم عبارة عن طبقة صفراء رقيقة، تلتصق على سطح الأسنان، وهي تعود بشكل منتظم كل خمس ساعات، بعد تنظيف الأسنان. لذا يوصي الأطباء بتنظيف الأسنان مرتين على الأقل يومياً، واتباع نظام غذائي جيد، إلى ضرورة زيارة طبيب الأسنان مرتين في السنة. يعلق الدكتور عمر الداوودي أخصائي التعويضات السنية، على ما جاء في الدراسة الامريكية قائلاً: يعد تسوس الأسنان أحد أكثر أمراض الفم انتشاراً، ويعرف بأنه انحلال في الأنسجة الصلبة للأسنان، بسبب الأحماض التي تفرزها اللويحة الجرثومية، عند استهلاكها للسكريات، وبعض الدراسات الحديثة لا تصنف تناول السكريات، كأهم سبب لحدوث تسوس الأسنان، ولكنها تصنفه كعامل خطورة، حيث تبين هذه الدراسات أن العامل الأهم للإصابة بتسوس الأسنان، هو مستوى العناية بالصحة الفموية، فالسكريات لا تزيد من إفراز الأحماض المسببة للتسوس، في حال غياب اللويحة الجرثومية، أو تواجدها بسماكات صغيرة، كما تشير إلى أن تحسن الصحة الفموية، والفحص الدوري في العديد من البلدان، أدى إلى انخفاض الإصابة بتسوس الأسنان، رغم تزايد استهلاك كمية السكريات، خلال نفس الفترة. أما عن أمراض اللثة، أو ما يعرف طبياً بأمراض الأنسجة الداعمة، فتتراوح بين إصابة بسيطة محددة في اللثة، إلى أمراض أكثر خطورة تصيب الأنسجة الرخوة، والعظم المحيط بالأسنان، وتؤدي في مراحلها المتقدمة إلى فقدان الأسنان، وتعتبر اللويحة الجرثومية العامل الرئيسي المسبب لأمراض الأنسجة الداعمة. ثم ينتقل الدكتور عمر الداوودي للحديث عن أعراض تسوس الأسنان، فظهور أعراضها، يعتمد على مدى انتشارها وموقعها، ففي البدايات لا يشعر المريض بأي أعراض، وفي حال عدم مراجعة الطبيب بشكل دوري ومعالجة السن المصابة، تصبح الأسنان حساسة للبرودة، أو السكريات، أو الأطعمة الساخنة، وتتطور لألم شديد في المراحل المتقدمة. أما عن أعراض الإصابة بأمراض الأنسجة الداعمة، فتتراوح بين احمرار، وتورم ونزيف اللثة، رائحة الفم الكريهة، ألم أثناء المضغ، حركة في الأسنان، حساسية، تراجع اللثة، حيث تبدو الأسنان أطول من شكلها الطبيعي، أما عوامل خطورة الإصابة فتشمل التدخين، التغيرات الهرمونية عند النساء، مرض السكري، بعض الأدوية والمعالجات، إلى جانب الاستعداد الوراثي. درهم وقاية خير من قنطار علاج، فالوقاية من الإصابة بتسوس الأسنان، تعتمد بشكل أساسي على العناية بالصحة الفموية، تنظيف الأسنان، واستخدام الخيط، والغسول، وتحديد الكميات التي نتناولها من السكريات، إضافة إلى الفحص الدوري لدى طبيب الأسنان، واستخدام الفلورايد، حيث تعتمد الوقاية بشكل أساسي على العناية بالصحة الفموية، والفحص الدوري لدى الطبيب، والامتناع عن التدخين. كما يشير إلى أن هناك تقنيات تعيد تأهيل الأسنان، للحصول على ابتسامة جميلة، وجذابة، تلائم شكل الوجه والشخصية، حيث تتم عن طريق تعديل لون، وشكل، وحجم الأسنان، التي يحصل عليها من خلال مراجعة الطبيب المختص، ومناقشة رغبات وتوقعات الحالة، فيقوم الطبيب باقتراح خطة المعالجة المناسبة للحالة، والتي تتضمن الفينير، أو التيجان، والجسور، أو التعويضات فوق الزرعات أحياناً، وقد تحتاج بعض الحالات المتقدمة، إلى معالجات لثوية، أو تقويمية، قبل المباشرة بالمعالجة التجميلية، التي غالباً ما يستطيع الطبيب المختص، إطلاع الحالة على نتائجها النهائية، من خلال برامج كمبيوتر متخصصة، أو بتطبيق المواد التجميلية، أو بتطبيق مواد مؤقتة، على السطوح الأمامية للأسنان، تستطيع المساهمة بشكل فعال في تصميم الابتسامة المستقبلية الخاصة بالحالة، وإجراء كافة التعديلات الممكنة.

مشاركة :