كتبت - رشا عرفة: دعا عددٌ من المواطنين والأطباء لترسيخ ثقافة الفحوصات الطبية الدورية للوقاية والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة مثل السكري والقلب وضغط الدم، فضلاً عن الأمراض السرطانية، ما يزيد فرص العلاج ويقلل ميزانية الخدمات الصحية التي يتم استنزاف جزء كبير منها لعلاج تلك الأمراض. وأكدوا لـ الراية ضرورة تعميم خدمة "الفحص الذكي" التي تم تطبيقها للمواطنين في مركزي لعبيب وروضة الخيل الصحيين، لافتين إلى أن نشر ثقافة الفحوصات الطبية الدورية يحتاج لحملات صحية للتعريف بأهميتها وأهم الأمراض التي يجب استهدافها. وأشاروا إلى أن عدم الوعي ومخاوف البعض من اكتشاف أمراض سرطانية وارتفاع التكاليف ونقص الإمكانيات أهم أسباب عزوف الكثيرين عن إجراء الفحوصات الطبية الدورية. واقترحوا إلزام جهات العمل لموظفيها بإجراء فحوصات طبية دورية للتأكد من لياقتهم لممارسة الوظائف التي يشغلونها، فضلاً عن الحفاظ على القوى البشرية التي تمثل أهم دعائم التنمية والنهضة الشاملة لرؤية قطر الوطنية 2030. وأكد أطباء لـ الراية زيادة مستوى وعي المراجعين بأهمية الفحص الدوري الشامل ولكنه لم يصل للمستوى المأمول، مطالبين بحملات توعوية لنشر ثقافة الطب الوقائي. وأشاروا إلى أن الاكتشاف المبكر للمرض يساعد بشكل كبير في العلاج ويحمي المريض من مضاعفات المرض، فضلاً عن تقليل ميزانية علاج الأمراض المزمنة والسرطانية. فهد اليامي: الخوف من النتيجة يعرقل الفحوصات يشير فهد اليامي إلى أن الكثيرين يخافون من إجراء الفحوصات الطبية الدورية خوفاً من اكتشاف إصابتهم ببعض الأمراض، مشيراً إلى أننا الآن لم نصل إلى مستوى الوعي المأمول بأهمية الفحص الدوري، وأن الخوف الشديد من إجراء الفحوصات الطبية، خاصة مع انتشار بعض الأمراض في الفترة الأخيرة كسرطان الثدي والبروستاتا والسكر والضغط يجعل الكثيرين يتهربون من إجراء الفحوصات الطبية، ويتركون الأمور تسير كما تشاء، ومن ثم يفاجأون بإصابتهم بأحد الأمراض، والتي قد تكون تطورت ونالت من أجسادهم ما يصعب عملية الشفاء، فالاكتشاف المبكر للمرض يسهل من علاجه، وهناك أمراض بالفعل تخلص أصحابها منها بالاكتشاف المبكر. وقال: على الرغم من أهمية كل البرامج الوقائية والخدمات التي تقدمها مؤسسة الرعاية الصحية وأهميتها إلا أن الجهل بأهميتها والخوف الكبير من الفحوصات الطبية يعتبران من معوقات التي تحول دون تحقيق هذه البرامج أهدافها، ويجب تكثيف الحملات التوعوية التي تستهدف كافة شرائح المجتمع وتعرفهم بأهمية الكشف الصحي الدوري، وتغيّر معتقداتهم الخاطئة. خالد الهيل: يقلل ميزانية العلاج يؤكد خالد الهيل أن هناك تقصيراً في التسويق لهذه البرامج الوقائية، وتعريف الجميع بمخاطر تجاهل الفحص الدوري، فمازال الوعي بأهمية الفحص الدوري ثقافة غائبة عن الكثيرين. وقال: نحن في حاجة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الفحص الدوري الشامل، وعلى المراكز الصحية الحرص على معرفة التاريخ المرضي للمراجع عند توجهه لتلقي العلاج بالمركز الصحي التابع له، ومن ثم تولي الشخص الذي لديه تاريخ مرضي عناية ورعاية أكبر. وأضاف: اكتشاف المرض في بدايته أفضل بكثير للمريض فيسهل عملية العلاج، وللدولة يقلل التكاليف التي تنفق في علاج هذه الأمراض وهي في مراحلها الأخير، فالاثنان منتفعان المراجع والدولة، مؤكداً أهمية، الكشف المبكر في اكتشاف الأمراض السرطانية خاصة سرطان الثدي الذي أصبح يصيب نسبة كبيرة من النساء، فضلاً عن أمراض الدم، والأمراض الوراثية ما يتطلب إجراء بعض الفحوصات بشكل دوري. وطالب الهيل بالإسراع في تعميم تجربة الفحص الذكي على جميع المراكز الطبية بالدولة ليستطيع الشخص الذهاب لإجراء الفحوصات الطبية في المركز التابع له والقريب من منزله، وحتى لا يجعل البعض من بعد المسافة والازدحام بالمراكز مبرراً لعدم قيامه بإجراء الفحص الطبي الشامل، مشيراً إلى أن النساء أكثر خوفاً من الرجال من إجراء الفحوصات الدورية. صلاح الاسنيدي: الكشف الوقائي.. ثقافة غائبة يرى صلاح الاسنيدي أن غياب الثقافة بأهمية الفحص الطبي الدوري، وراء عزوف الكثيرين عن إجرائه فضلاً عن مخاوف البعض من اكتشاف أمراض سرطانية، وارتفاع تكلفة إجرائه، وعدم الوعي بأهميته.. فكثير من الناس يجهلون أهمية الفحص الطبي الشامل والدوري في اكتشاف الأمراض، ولا يذهبون إلى الطبيب إلا للشكوى من الأعراض. وأشار إلى أهمية الفحوصات الطبية للأصحاء، وأن هناك أمراضاً قد تفاجئ الفرد دون سابق إنذار، ما يستوجب الحرص من الجميع على إجراء الفحص الدوري. علي صويلح: مطلوب رفع مستوى التوعية قال علي صويلح: لكي نضمن أن تحقق البرامج الوقائية المتواجدة في المراكز الصحية الهدف المنشود لابد أن يكون هناك حملات توعوية مكثفة موازية لهذه البرامج في كل الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لتعريف الجميع بأهمية الإسراع في إجراء الفحص الطبي وتعريفهم بهذه البرامج ، وأهميتها في الوقاية من الأمراض ومضاعفاتها، مشيراً إلى أن البعض يعرف أهمية الحرص على إجراء الفحوص الطبية، ولكنه يتكاسل عن إجرائها بسبب ضغوط الحياة اليومية، وهذه مشكلة كبيرة فقد يصاب الشخص بمرض ما دون أن يعلم ولا يتحرك إلا في وقت متأخر. عبدالرازق العنزي: يكتشف أمراض السكري والقلب وضغط الدم يقول عبدالرازق العنزي: الفحص الطبي الشامل والدوري يساهم في الاكتشاف المبكر لأمراض السكري والقلب وضغط الدم، فضلاً عن الأمراض السرطانية. وأضاف: قيام مؤسسة الرعاية الصحية بإطلاق التشغيل التجريبي لخدمة "الفحص الذكي" للمواطنين بشكل تجريبي في مركزي لعبيب وروضة الخيل الصحيين مبادرة طيبة سيكون لها دور كبير في نشر ثقافة إجراء الفحوصات الطبية الدورية، وتعزيز الوعي العام حول أهمية الكشف المبكر. وقال: الأمر بحاجة إلى التسويق لهذه البرامج الهادفة لإعلام الجميع بها حتى نحقق الهدف المنشود منها. د. أحمد عبدالكريم: فحوصات متنوعة لحديثي الولادة والمرضى قال د. أحمد عبدالكريم استشاري الباطنة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: هناك الكثير من البرامج الوقائية منها الفحص الطبي للأطفال حديثي الولادة، وهناك فحص للطفل السليم في سن الدراسة، وهناك فحص طبي للطفل قبل دخول المدرسة، وأثناء وجود الطفل بالمدرسة يقوم باستكمال التطعيمات، وهناك برنامج فحص الأسنان للأطفال من سن ست إلى عشر سنوات، وهناك فحوصات مبكرة لاكتشاف سرطان الثدي وغيرها الكثير من البرامج الوقائية. وأكد ضرورة رفع مستوى الوعي لدي الجميع بأهمية الثقافة الطبية وثقافة الطب الوقائي وليس العلاجي، مبيناً أن هناك إقبالاً كبيراً من المراجعين على الفحوصات الوقائية بالمركز منها، عيادة المرأة السليمة ومتابعة الحمل، علاوة على حرص المركز على الترويج لهذه البرامج وتحويل الأطباء للمراجعين لإجراء الفحوصات الطبية وتعريفهم بأهميتها. د. عبدالله الحمق: مرضى يرفضون قياس السكري قال د. عبدالله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري: صار الوعي بالفحص الدوري الشامل أفضل من السابق حتى إن بعض الشركات صارت تُلزم موظفيها بإجراء الفحوصات الطبية الدورية. وأشار إلى أن هناك بعض الناس يخافون من إجراء الفحوصات الطبية خوفاً من اكتشاف إصابتهم بمرض ما ومن ثم يصابون بالاكتئاب. وأضاف: أن هناك مرضى يرفضون قياس السكري ولا يريدون معرفة مستوى السكر في الدم، مشدداً على ضرورة رفع مستوى الوعي بأهمية الفحوصات الطبية الشاملة والدورية خاصة لمن هم فوق سن الأربعين، ومن لديهم تاريخ مرضي، مبيناً أن 50 بالمائة من المصابين بالسكري اكتشفوا إصابتهم بالسكري بالصدفة، كما أن هناك مرضى لا يهتمون بإجراء الفحص الطبي الدوري إلا بعد ظهور مضاعفات المرض.
مشاركة :