مقالة خاصة: إحياء "اليوم الوطني للتراث الفلسطيني" في غزة بالأهازيج والدبكة الشعبية

  • 10/13/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

غمرت السعادة وجوه حشد جماهيري في غزة لدى متابعتهم مجموعة شبان يرتدي أغلبهم الزي التراثي الفلسطيني المطرز ويقدمون فقرات فنية ويرددون الأهازيج ضمن مهرجان لإحياء "اليوم الوطني للتراث الفلسطيني". وقدم الشبان خلال المهرجان الذي أقامته منظمة ((شباب بلا حدود))، وهي مؤسسة أهلية غير حكومية عددا من الفقرات الفنية والتراثية، من بينها الدبكة والأغاني الفلكلورية. وتضمن المهرجان الذي يستمر يومين افتتاح زوايا لعرض منتجات مطرزة تم صناعتها بأيدي نساء محليات. وحمل المهرجان اسم "مهرجان التراث الوطني الفلسطيني"، وعقد في قاعة أحد المطاعم في غزة بمشاركة عشرات الشبان الذي ظهر عليهم التناغم والانسجام في عروضهم. وشارك في المهرجان ثلاثة فرق فنية شعبية أدت فنون الدبكة والدحية والأغاني الفلكلورية القديمة التي جسدت مراحل تاريخ التراث الفلسطيني. وقال الفلسطيني محمد أبو شمالة أحد منظمي المهرجان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الهدف من المهرجان تعزيز مفهوم التراث لدى الأجيال المتعاقبة. وأضاف أبو شمالة "نريد تسليط الضوء على كل ما يتعلق بالتراث الوطني الذي بدأ يندثر مع التقدم الحضاري ولأن التاريخ الفلسطيني مليء بالتراث الذي صنع هويتنا وكياننا الخاص على المستوى المحلي والدولي". وتابع أن "تذكير الشباب بتراثنا يسهم في الحفاظ على الحرف والصناعات التقليدية والأشغال اليدوية وإطلاق المبادرات للفنانين المبدعين للإسهام في هذا المجال لتعزيز الجذور والتمسك بهويتنا وانتمائنا". وأشار إلى أن العديد من المشاريع الصغيرة المعنية بالتراث الفلسطيني لا تلقى رواجا واسعا، "لذلك أردنا من خلال المهرجان دعم هذه المشاريع ومساعدتها في الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور". وساهمت المبادرات الشبابية التي تهتم بالتراث الفلسطيني في تشجيع السكان المحليين على التمسك بأصولهم التاريخية والتوعية بأهميتها في ظل "المحاولات الإسرائيلية لطمس التاريخ والهوية الفلسطينية"، بحسب أبو شمالة. وفي أحد أركان المهرجان، شاركت نهى أبو عويمر بزاوية خاصة لعرض أدوات حفلات الزفاف على الطريقة التقليدية الفلسطينية التراثية، ضمن مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "ثوب وطرحة لكل فرحة". وقالت الفلسطينية أبو عويمر بينما كانت تتوسط غرفة نصبت جدرانها من قطع قماش كبيرة مطرزة، إن التراث الفلسطيني يمتاز بالألوان الزاهية والتناسق بينها. وأضافت أبو عويمر لـ((شينخوا)) أن شعوب العالم تفتخر بتراثها وتسعى لإحيائه في حفلات الزفاف "لذلك أردت أن أشجع الآخرين على استخدام هذه الأدوات والملابس والزينة في حفلات زفافهم على الطريقة التقليدية، تعبيرا عن تمسكنا بتراثنا وهويتنا وعدم نسيانها". وتابعت أنه لتشجيع الشباب نعمل على تأجير الثياب والاحتياجات اللازمة لحفلات الزفاف بأسعار رمزية في ظل الظروف الصعبة. وبدا الحال مشابها بالنسبة للشابة إيمان أبو حطب، وهي منسقة مشروع يحمل اسم "فنار" يختص بالتعريف بالثقافة التاريخية للمعالم السياحية التراثية الموجودة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت أبو حطب إنه بينما انتهت للتو من شرح مشروعها لمجموعة فتيات حضرن المهرجان، فإن فلسطين تضم الكثير من المنشآت والأواني التاريخية القديمة المميزة بفن العمارة والزخرفة. وتواظب أبو حطب على المشاركة بالفعاليات التراثية المماثلة لدورها الفعال في نشر الوعي التاريخي والسياحة المجتمعية والتشجيع على الحفاظ على الموروث الثقافي للمجتمع الفلسطيني. وتابعت "نحن نقاوم بطريقتنا الخاصة من خلال إحياء تراثنا وتاريخنا وتعريف الأجيال القادمة به وحثهم على المحافظة عليه"، مشيرة إلى أنه بفضل المبادرات الشبابية "أصبح الوعي أكبر بأن التطريز والكوفية والدبكة هم أجزاء من التراث الفلسطيني". ويحيي الفلسطينيون اليوم الوطني للتراث، الذي أقره مجلس الوزراء الفلسطيني عام 1999، في 7 أكتوبر من كل عام، عبر مهرجانات وفعاليات فنية وشعبية في مختلف الأراضي الفلسطينية. وأبدى المسن أبو محمد إبراهيم (65 عاما) رضاه عن إقامة مثل هذا المهرجان للتأكيد على تمسك الأجيال بالتراث الفلسطيني. وقال إبراهيم الذي اصطحب أحفاده معه لـ((شينخوا)) إن التراث الفلسطيني يروي حكاية الهوية والقضية الفلسطينية والتمسك بالأرض، وهي حكاية نتوارثها جيلا بعد جيل ولن ننساها، مشيرا إلى حرصه على اصطحاب أحفاده ليزرع فيهم ثقافة التمسك بتراث أبائهم وأجدادهم

مشاركة :