تتأهب دول أوروبية للالتحاق بالولايات المتحدة في التدخل العسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، حيث يتم وضع بنك أهداف للتنظيم، لمباشرة عمليات القصف قريباً، غير أن مصادر غربية تتخوف من تعثر تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتربط التدخل الواسع النطاق، بوجود حكومة متماسكة، في ظل احتمال عدم النجاح في تشكيلها منتصف الشهر الجاري، وهو الموعد النهائي الذي تحدد في الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات الشهر الماضي، الأمر الذي دعا الاتحاد الأوروبي إلى ربط الدعم المالي والأمني بتشكيل الحكومة. ووعد الاتحاد الأوروبي بدعم ليبيا في مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش، خصوصاً على المستوى المالي، فور قيام حكومة الوفاق الوطني المقررة في الاتفاق الموقع برعاية الأمم المتحدة. معركة مشتركة وقالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني، بعد اجتماعات مساء أول من أمس، استمرت لساعات في تونس، مع مسؤولين ليبيين: ما بحثناه مطولاً، هو الدعم الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد الأوروبي لحكومة وحدة وطنية، بشأن الأمن. وأضافت أن هذا الدعم سيشمل خصوصاً مكافحة الإرهاب، وأساساً داعش، وهذه معركة مشتركة لليبيين والأوروبيين. وأشارت تحديداً إلى أن الاتحاد الأوروبي أعد خطة لدعم ليبيا بقيمة مئة مليون يورو، جاهزة فوراً حال تولي حكومة الوحدة الوطنية الليبية مهامها. كما يمكن أن تشمل المساعدة الأمنية الأوروبية، مجالات التدريب وتقديم المشورة، بحسب موغيريني. وكانت موغيريني قالت بعد اجتماعها مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المعين، فائز السراج، إنها عبرت له عن دعم أوروبا بالإجماع للاتفاق الموقع الشهر الماضي في المغرب برعاية الأمم المتحدة. والاتفاق الذي وقعه نواب في البرلمانين المتنافسين في ليبيا، يتعين التصديق عليه قبل 17 من الشهر الجاري، لكن لا تزال هناك عراقيل عديدة أمامه، بينها خصوصاً إقناع معارضيه في المعسكرين. عمليات عسكرية إلى ذلك، ذكرت تقارير صحافية جزائرية، أن فرنسا والولايات المتحدة، أبلغتا الجزائر بعمليات عسكرية كبيرة، ستشنها دول غربية ضد تنظيم داعش في ليبيا. وقال مصدر جزائري مطلع، إن العمليات الحربية يجري التحضير لها، منوهاً بأن باريس وواشنطن، طلبتا من الجزائر تعاوناً أمنياً يتيح تقليص الخسائر المدنية. وتعمل أجهزة الاستخبارات الغربية منذ عدة أشهر، على جمع المعلومات عن نشاط داعش في ليبيا وتحليلها، من أجل التحضير لشن هجمات تهدف لتدمير أهداف أمنية وعسكرية تابعة للتنظيم في ليبيا. وقال المصدر إن الدول الغربية، لن تسمح بوجود معسكرات تدريب تابعة لتنظيم داعش في مواقع لا يفصلها عن البر الأوروبي سوى البحر. وتتخوف دول غربية من تحول هذه المعسكرات إلى مواقع لتخريج انتحاريين يهاجمون مدناً أوروبية. مساهمة ألمانية في السياق، أفادت تقارير صحافية في ألمانيا، بأن الجيش الألماني بصدد القيام بمهمة خارجية جديدة، حيث يعتزم المشاركة في تدريب جزء من القوات المسلحة الليبية. وأشارت مجلة دير شبيغل الألمانية، أمس، إلى خطط داخلية يمكن بموجبها أن يبدأ جنود من الجيش الألماني بعد أشهر قليلة، بمشاركة جنود إيطاليين، البدء في المهمة المزمع القيام بها بصورة مبدئية في تونس المجاورة، وذلك لاعتبارات أمنية. وتابعت المجلة أن من الممكن أن يشارك في المهمة من 150 إلى 200 جندي ألماني في هذه المهمة الجديدة، لافتة إلى أن هذه المهمة ستحدد وفقاً لمهمة التدريب التي يقوم بها الجيش للأكراد في كردستان العراق. وكتبت المجلة، أنه يجب أن يسبق مهمة الجيش الألماني، تشكيل القوى السياسية المتناحرة في ليبيا، لحكومة وحدة وطنية. تعجيل تدخل وتشير المعطيات إلى أن الهجمات الأخيرة التي شهدتها ليبيا، ونفذها تنظيم داعش، تعجِّل من فرص التدخل العسكري الأجنبي داخل ليبيا، لمنع التنظيم من تقوية وجوده وسيطرته على الموارد النفطية، ويزيد الضغوط للانتهاء من تشكيل حكومة وحدة وطنية. ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، عن مسؤول غربي، أن الأوضاع داخل ليبيا ملحة، والفشل في تكوين حكومة وفاق وطني، يزيد الوضع سوءاً، وحذر مسؤول آخر من احتمال زيادة الحرب الأهلية، إذا تدخلنا قبل تشكيل حكومة شرعية.
مشاركة :