إضراب في بلدات وأحياء القدس الشرقية والجيش الإسرائيلي يغلق مداخل نابلس في الضفة الغربية  

  • 10/12/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ساد إضراب اليوم (الأربعاء) عدة بلدات وأحياء في القدس الشرقية احتجاجا على إجراءات الجيش الإسرائيلي المشددة في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين، للقبض على فلسطيني هاجم حاجزا عسكريا قرب المخيم السبت الماضي وقتل مجندة إسرائيلية. وأغلقت المدارس والأسواق والمحال التجارية في أحياء البلدة القديمة وبلدات عناتا والرام والعيسوية في القدس الشرقية أبوابها وبدت الشوارع شبه خالية من المركبات والمارة بعد توقف خطوط النقل والمواصلات، فيما سد شبان الشوارع المجاورة بالمكعبات الحجرية وحاويات النفايات. وجاء الإضراب تلبية لدعوات أهالي مخيم شعفاط بعد أن أغلق الجيش الإسرائيلي مداخله ومخارجه مساء السبت الماضي بعد مقتل مجندة إسرائيلية في عملية إطلاق نار عند نقطة تفتيش خارج المخيم. وقال محافظ القدس في السلطة الفلسطينية عدنان غيث لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن أهالي المخيم قرروا بعد خمسة أيام من الحصار تنفيذ عصيان مدني والقيام بخطوات احتجاجية ردا على الإجراءات الإسرائيلية في المخيم الذي يقطنه زهاء 130 ألف نسمة.   وأضاف غيث أن سكان المخيم يعيشون أوضاعا إنسانية واجتماعية صعبة بسبب التضييق عليهم، مشيرا إلى أن المؤسسات الفلسطينية الرسمية شكلت خلية أزمة لتقديم كافة أشكال الدعم للفلسطينيين في المدينة.  من جهتها أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن "أحياء وبلدات شرقي القدس شهدت إضرابا احتجاجا على تشديد الإجراءات على حاجز مخيم شعفاط شمال المدينة بعد العملية التي وقعت مساء السبت الماضي والتي راحت ضحيتها جندية من حرس الحدود". وأضافت أنه "تم تعطيل الدراسة في غالبية المؤسسات التعليمية للضغط على الجهات المسؤولة بفتح الحواجز في المخيم ومحيطه". وأضافت أن "غالبية الأحياء العربية في القدس تشهد توترا أمنيا، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان مقدسيين وقوات الأمن خلال الأيام الماضية". ويتزامن التوتر في القدس مع احتفال اليهود بعيد العرش الذي يستمر أسبوعا ويشهد تعزيزات للشرطة الإسرائيلية في أنحاء المدينة. من جهته أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن الجيش "سيواصل ملاحقة منفذي الهجمات الأخيرة ومن ساعدهم". ونقلت الإذاعة العبرية عن غانتس قوله إن العمليات ضد "الإرهاب ستستمر لتوفير الأمن للمواطنين الإسرائيليين". وتظاهر العشرات من سكان مخيم شعفاط عند حاجز شعفاط الذي تقيمه السلطات الإسرائيلية على مدخله للمطالبة بإعادة فتحه بسبب الأوضاع الإنسانية التي يعيشونها جراء إغلاقه. وقال عادل أبو زنيد أحد سكان المخيم في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن السلطات الإسرائيلية تفرض حصارا خانقا على مخيم شعفاط وتمنع الحالات المرضية والسكان من التنقل والخروج مما حوله إلى "سجن كبير". وأضاف أبو زنيد أن 3 آلاف حالة مرضية تخرج يوميا من المخيم للعلاج في المستشفيات، وقد توقف الأمر كليا فضلا عن توقف المسيرة التعليمية والأعمال التجارية والحياتية الأخرى بفعل العمليات الأمنية اليومية للقوات الإسرائيلية. من جهته دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة عنه، إلى جهد دولي لفك الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على مخيم شعفاط. وطالب اشتية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بإرسال وفود إلى المخيم للاطلاع على حجم المعاناة التي يكابدها اللاجئون فيه والسماح لهم بمغادرة المخيم والدخول إليه بحرية. بموازاة ذلك شهدت عدة مدن بالضفة الغربية إضرابا تجاريا أغلقت خلاله المحال التجارية والجامعات أبوابها تضامنا مع مخيم شعفاط، فيما دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينيين إلى تظاهرات شعبية عند مناطق التماس والحواجز العسكرية الإسرائيلية.  وقتل جندي إسرائيلي آخر الثلاثاء قرب تجمع "شفي شمرون" غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية. وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها "عرين الأسود" في نابلس، وهي مجموعة مؤلفة من مسلحين تابعين لفصائل فلسطينية مختلفة، مسؤوليتها عن الهجمات الأخيرة وإطلاق النار. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أغلق مداخل مدينة نابلس ردا على إطلاق نار ومقتل الجندي.   وذكر متحدث باسم الجيش في بيان أن الجيش قرر "رفع وتيرة النشاطات الأمنية في نابلس". وأضاف "تقرر في جيش الدفاع إغلاق الطرق وتقييد الحركة إلى المدينة ومنها وإبقاء عدد من الطرق مفتوحة حيث سيتم فيها تطبيق تفتيش أمني مكثف" دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وقتلت القوات الإسرائيلية منذ الجمعة خمسة فلسطينيين في الضفة الغربية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، من بينهم طفل (12 عاما) خلال عمليات للجيش الاسرائيلي في مدن الضفة الغربية. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ ((شينخوا)) إن الجيش الإسرائيلي أغلق حاجز "حوارة" جنوبا، ومدخل قرية "دير شرف" غربا، بالإضافة إلى حاجز "بيت فوريك" المدخل الشرقي للمدينة. واعتبر أن ما يجري من "حصار وإغلاق للمدينة هو سياسة مدروسة لفصل وعزل المدن الفلسطينية عن بعضها البعض"، محذرا من أن الأعمال الإسرائيلية "ستؤدي إلى توتر الأوضاع".

مشاركة :