وجه إريك شنايدرمان المدعي العام لنيويورك انتقادات حادة لشركة "فولكسفاجن" الألمانية لافتقارها إلى الشفافية في التحقيقات الخاصة بفضيحة التلاعب في نتائج اختبارات معدل عوادم سياراتها، وذلك قبل زيارة ماتياس موللر رئيس الشركة الألمانية للولايات المتحدة. وبحسب "الألمانية"، فقد قال شنايدرمان في مقال نشره أمس في صحيفة نيويورك تايمز "لقد بدأ صبرنا ينفد مع "فولكسفاجن"، حيث يعتمد أكبر منتج سيارات في أوروبا على قانون الخصوصية الألماني للحفاظ على رسائل البريد الإلكتروني وغيرها من الاتصالات بين إدارات الشركة بعيدا عن المحققين الأمريكيين". ورفعت وزارة العدل الأمريكية منتصف الأسبوع الماضى دعوى قضائية بيئية ضد "فولكسفاجن" بسبب فضيحة العوادم، ذكرت فيها أن انتهاكات المجموعة الألمانية للقانون أدت إلى انتشار نحو 600 ألف محرك ديزل يصدر عوادم بكميات تتجاوز الحدود المسموح بها في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، ما أدى إلى خداع المستهلكين والإضرار بصحتهم، حيث يمكن أن تصل الغرامات التي ستتكبدها "فولكسفاجن" إلى 45 مليار دولار. وأعلنت وكالة حماية البيئة الأمريكية أن ماتياس موللر رئيس "فولكسفاجن" سيلتقي مع رئاسة الوكالة في واشنطن الأسبوع الجاري لمناقشة التداعيات المستمرة لفضيحة التلاعب في نتائج اختبارات معدل عوادم سياراتها. وأوضحت متحدثة باسم الوكالة أن لقاء موللر يوم 13 كانون الثاني (يناير) الحالي مع جينا مكارثي رئيسة الوكالة يأتي بطلب من المجموعة الألمانية، وسيسافر موللر إلى واشنطن بعد حضور معرض أمريكا الشمالية "ديترويت" الدولي للسيارات هذا الأسبوع. وتتزايد الضغوط على "فولكسفاجن" قبل انطلاق المعرض، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن السلطات الأمريكية دعت إلى عمليات استدعاء كبيرة لسيارات الشركة الألمانية. وتطالب السلطات الأمريكية "فولكسفاجن" باستدعاء نحو خمس جميع سياراتها المزودة بمحركات الديزل "السولار" الموجود فيها برنامج الكمبيوتر الذي يتلاعب بنتائج اختبار العوادم، وهو ما يصل إلى عشرات الآلاف من السيارات. ويعمل موللر كمدير أزمة منذ اختياره رئيسا لـ "فولكسفاجن" بعد اعتراف المجموعة الألمانية بتزويد نحو 11 مليون من سياراتها ببرنامج التلاعب في نتائج اختبارات عوادم السيارات في أيلول (سبتمبر) 2015. وسيقوم أصحاب السيارات المتضررة بإصلاح الخلل على نفقة المجموعة الألمانية أو الحصول على سيارات جديدة بديلة لسياراتهم بسعر منخفض، وكانت "فولكسفاجن" قد أعربت عن أملها في وقت سابق أن تكفي مراكز الصيانة لإنجاز تلك المهمة. وتراجع سهم "فولكسفاجن" بشدة في نهاية تعاملات الأسبوع المنصرم حيث انخفض سعر السهم المجرد من حق التصويت بنسبة 6 في المائة إلى أقل من 112 يورو "121 دولارا". ومن المتوقع أن تحبط هذه الأنباء الروح المعنوية لـ "فولكسفاجن" قبل انطلاق معرض ديترويت أحد أكبر معارض السيارات في العالم، الذي من المقرر أن يفتح أبوابه أمام الصحفيين والعاملين في صناعة السيارات من الغد وحتى الخميس المقبل قبل فتح أبوابه للجمهور حتى 24 كانون الثاني (يناير) الحالي. وفي حين سجلت شركات صناعة السيارات الأمريكية وبعض الشركات اليابانية المنافسة لها زيادة كبيرة في المبيعات في السوق الأمريكية العام الماضي، تراجعت مبيعات "فولكسفاجن" بنسبة 4.8 في المائة خلال العام الماضي إلى أقل من 350 ألف سيارة في السوق الأمريكية. وقد أوقفت المجموعة بيع أهم طرزها العاملة بمحركات ديزل في السوق الأمريكية منذ اعترفت بالفضيحة في أيلول (سبتمبر) الماضي. وسجلت مبيعاتها في السوق الأمريكية هبوطاً بنسبة 10 في المائة خلال 2014 على خلفية افتقادها سيارات قادرة على المنافسة في فئة "إس.يو.في" والشاحنات الخفيفة ذات الشعبية الكبيرة في هذه السوق. في الوقت نفسه ما زالت خطط الشركة الألمانية لإنتاج سيارة من فئة "إس.يو.في" جديدة في الولايات المتحدة قائمة، لكن الشكوك أصبحت تحيط باحتمالات تحقيق المبيعات المستهدفة وهي 800 ألف سيارة سنويا بحلول 2018 في أعقاب فضيحة التلاعب. ويسعى قطاع صناعة السيارات الألماني خلال المشاركة في معرض ديترويت في الولايات المتحدة إلى تحسين صورة تكنولوجيا الديزل التي اهتزت بفعل فضيحة عوادم سيارات الديزل. وقال ماتياس فيسمان رئيس اتحاد شركات صناعة السيارات "في دي ايه"، "إننا نشعر بطبيعة الحال في الوقت الراهن برياح عكسية حادة والمسألة تتعلق باستعادة الثقة الضائعة للعملاء في أمريكا الشمالية".
مشاركة :