اجتمع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني في مكتبه بالأمانة أمس مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الجمهورية اليمنية إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وتم خلال الاجتماع بحث الجهود التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتحضير للجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية، استكمالاً للمشاورات التي عقدت في سويسرا في منتصف الشهر الماضي، بالإضافة إلى جهود الإغاثة التي تبذل لإيصال المساعدات الإنسانية لرفع معاناة الشعب اليمني في محافظات اليمن كافة. وأكد الأمين العام خلال الاجتماع دعم دول مجلس التعاون للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي، وأهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، ومن ثم الدفع بالعملية السياسية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، داعياً إلى مضاعفة جهود إيصال المساعدات الإنسانية والاحتياجات الضرورية للشعب اليمني، وبالأخص إلى مدينة تعز المحاصرة نظراً لتدهور الوضع الإنساني فيها. حضر الاجتماع مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون إلى اليمن الدكتور صالح القنيعير، والأمين العام المساعد للمفاوضات والشؤون السياسية الدكتور عبدالعزيز العويشق، والمستشار السياسي للأمين العام الدكتور مشاري النعيم. وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن قد اقترح جنيف مكانا لمحادثات السلام المقرر استئنافها هذا الشهر سعياً لإنهاء الصراع الدائر في البلاد، وطرح إسماعيل ولد الشيخ أحمد الاقتراح في الرياض أثناء لقائه بعدد من أعضاء حكومة هادي والفصائل السياسية المناصرة له. وعقد طرفا الصراع أحدث جولة في محادثات السلام في ديسمبر الماضي لكنهما فشلا في التوصل لحل سياسي ينهي القتال الذي أودى بحياة نحو ستة آلاف شخص، ومن المنتظر استئناف المفاوضات في 14 يناير. ميدانياً اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من قوات علي عبدالله صالح في شرقي وشمالي تعز، بينما قصفت طائرات التحالف العربي تجمعات ومواقع للمتمردين في صنعاء ومحيطها ومسقط رأس علي صالح. وذكرت مصادر عسكرية وفي المقاومة ل"الرياض" أن العديد من القتلى والجرحى سقطوا من الحوثيين وقوات صالح، وكذلك من رجال المقاومة في المعارك العنيفة التي اندلعت فجر السبت في الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية في المدينة. وتركزت الاشتباكات في أحياء ثعبات والجحملية وكلابة وحي الدعوة في محيط القصر الرئاسي، حيث سمع تبادل كثيف للنيران ودوي انفجارات عنيفة هزت المدينة، بينما تعرضت بعض الأحياء السكنية في المدينة لقصف عشوائي من قبل ميليشيات الحوثي وصالح. كما دارت اشتباكات في منطقة الشقب في مديرية صبر الموادم شرقي جبل صبر المطل على مدينة تعز من الجنوب. وتأتي هذه الاشتباكات في وقت قتل فيه 6 من مليشيات الحوثي وصالح، وأصيب 11 آخرون خلال اشتباكات سابقة، فيما قتل 4 وجرح 14 من رجال الجيش الوطني والمقاومة في الاشتباكات مع الحوثيين وقوات صالح في الاشتباكات التي دارت شرقي مدينة تعز وفي منطقة الشقب والمسراخ في جبل صبر جنوب مدينة تعز وقتل ايضا مدنيان وأصيب 8 آخرون، في قصف عشوائي للحوثيين وقوات صالح على الأحياء السكنية بتعز. من ناحية ثانية، قصف طيران التحالف العربي قاعدة الديلمي العسكرية شمالي العاصمة صنعاء، وكذلك معسكر النهدين جنوبي العاصمة، ومنطقة يحيص في مديرية ارحب شمال صنعاء، بالإضافة إلى تبة ذهبان شمالي المدينة. وفي وقت سابق، شنت طائرات التحالف العربي سلسلة غارات جوية ومكثفة على تجمعات الحوثين وقوات صالح، في مديرية سنحان، مسقط رأس صالح بمحافظة صنعاء. كما شنت الطائرات عدة غارات على لواء المجد بمحافظة البيضاء، وغارات على اللواء 113 بمحافظة صعدة. هذا واستمرت امس المواجهات بين القوات الشرعية والحوثيين وقوات صالح في جبل هيلان بمديرية صرواح بمحافظة مارب. وكانت القوات الشرعية اعلنت الجمعة استعادة السيطرة على عدد من المواقع في هذا الجبل الاستراتيجي المهم. ويطل جبل هيلان على اجزاء واسعة من مديرية صرواح من الجهة الشمالية, ومديرية مدغل من الجهة الشمالية الشرقية. وتوفر مقاتلات التحالف الغطاء الجوي لعملية استعادة الجبل، حيث شنت عدة غارات على مواقع تتمركز فيها قوات الحوثي وصالح اعلى الجبل . وكان مسلحو الحوثي وصالح قد استهدفوا مدينة مارب بصواريخ الكاتيوشا عدة مرات من اعلى جبل هيلان ويعد هيلان سلسلة جبلية مرتفعة وعرة تبلغ مساحتها اكثر من 30 كم وتقع على بعد 35 كم تقريباً من مركز محافظة مأرب، وسيطر عليه مسلحو الحوثي وصالح في مايو من العام الماضي بعد سيطرتهم على مديرية صرواح، وظل هيلان منطلقاً لصواريخ الحوثيين وقوات صالح على مدينة مأرب بعد دحرهم في اكتوبر الماضي من محيط المدينة الى الوراء 45 كم تقريباً وتحديداً الى صرواح.
مشاركة :