ولد الشيخ يبحث في صنعاء إجراءات «بناء الثقة» وملف جولة المشاورات المقبلة

  • 1/11/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، زيارة للعاصمة اليمنية صنعاء، التي تخضع لسيطرة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تستغرق عدة أيام، حسبما أعلن، وسيجري خلال الزيارة، مباحثات مع الانقلابيين الحوثيين تتعلق بالتسوية السياسية للتوصل إلى اتفاق سلام، في ضوء المساعي التي تبذلها الأمم المتحدة. وقال ولد الشيخ، عقب وصوله صنعاء، إنه سيلتقي بالأطراف السياسية في صنعاء بهدف عقد جولة جديدة من المشاورات، ونقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية (النسخة التي يسيطر عليها المتمردون) قوله: «نحن جئنا إلى صنعاء لبذل مزيد من الجهود مع كل المعنيين لنقوم بجولة جديدة من المحادثات»، وكذلك قوله: «تعلمون أننا كنا في جولة في سويسرا حققنا تقدما في الشهر الماضي ونريد أن نقوم بجولة جديدة»، وأضاف ولد الشيخ: «أريد أن أحيي الشعب اليمني العظيم الذي لا شك أنه يعيش أياما صعبة وأزمة طالت وأتت بكل المآسي والآلام وأكثر من تعب من هذه الأزمة هم المدنيون»، حيث أردف: «لي فرحة خاصة عندما أتواجد في الأرض اليمنية خاصة العاصمة صنعاء التي عشت فيها شخصيا لفترة معينة ومهمة لذا أكن لها كل الحب والعز»، حسب المصدر المشار إليه. ووفقا لمصادر سياسية يمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» فإن ولد الشيخ سيبحث في صنعاء عددا من القضايا الرئيسية، أبرزها تحديد مكان وزمان انعقاد المشاورات المقبلة بين الأطراف اليمنية والتي كانت مقررة في الرابع عشر من الشهر الجاري، وجرى تأجيلها بعد خلافات حول مكان انعقادها، موضوع المعتقلين السياسيين في سجون الميليشيات الحوثية، وتحديدا المعتقلين الرئيسيين وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء الركن محمود سالم الصبيحي، إضافة إلى موضوع فتح الممرات الآمنة وبصورة عاجلة، لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سكان مدينة تعز المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثيين. وتأتي زيارة ولد الشيخ إلى صنعاء، في ظل تعثر واضح لعقد الجولة الثانية من المشاورات، خاصة بعد ما أعلنته الحكومة اليمنية عن «مماطلة» المتمردين في عقد جولة المشاورات، وعقب تعثر تنفيذ التقدم والاتفاق المحدود الذي تم التوصل إليه في المشاورات الماضية في جنيف، منتصف الشهر الماضي، والمتعلق ببنود بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، وفي مقدمتها إطلاق سراح المعتقلين وفتح الممرات الآمنة. وتوقعت المصادر اليمنية أن يحث ولد الشيخ، مجددا، المتمردين الحوثيين على اتخاذ خطوات عملية تعزز بناء الثقة وتهيئ لانعقاد المشاورات المقبلة، لكن المصادر ذاتها، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين يستخدمون قضية المعتقلين كورقة سياسية للمقايضة مقابل وقف الطلعات الجوية على مواقع الميليشيات ومعسكرات المخلوع علي عبد الله صالح، إذ لا تستبعد المصادر أن تحقق زيارته تقدما فيما يتعلق بموضوع بناء الثقة، في حين ما زالت قضية المدينة التي ستحتضن المشاورات المقبلة، عالقة دون اتفاق، حتى اللحظة، حيث رشحت عدد من البلدان لاستضافة الجولة، بينها مصر والكويت وإثيوبيا وسلطنة عمان وسويسرا. كما تأتي زيارة ولد الشيخ إلى صنعاء في ظل اختلاف كبير للظروف الميدانية، حيث باتت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على بعد نحو 40 كيلومترا، شمال شرقي العاصمة، وتحديدا حيث تتمركز في مديرية نهم، إحدى مديريات محافظة صنعاء وعلى مقربة نحو 10 كيلومترات من مديرية بني حشيش، التي تعد من ضواحي العاصمة، إضافة إلى التطورات الميدانية على صعيد المواجهات شرقا وفي شمال غربي البلاد، والمتمثلة في التقدم الكبير الذي تحقق في تحرير محافظة الجوف وأجزاء كبيرة من آخر معاقل الحوثيين في محافظة مأرب، إضافة إلى توغل قوات الجيش الوطني والمقاومة في محافظة حجة الحدودية، وتحديدا سيطرتها على ميناء ميدي وبعض أجزاء مدينة حرض الحدودية مع المملكة العربية السعودية. وتؤكد المصادر الخاصة لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوث الأممي سوف يقدم نصيحة للمتمردين بتوحيد مواقفهم ووفدهم في جولة المشاورات المقبلة، خاصة بعد التباين والتنافر في المواقف الذي ظهر على الوفد المشارك في المشاورات الأخيرة في ضواحي مدينة جنيف، بين وفد المتمردين المكون من الحوثيين وأنصار المخلوع صالح، حيث انعكست الخلافات بين طرفي الانقلاب إزاء الكثير من القضايا، على أداء الوفد المشترك، ولخصت المصادر المشكلة بالقول إن «هناك تسابقا بين صالح والحوثيين للسيطرة والظهور بموقف القوي ميدانيا وسياسيا». ويقوم المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بجولة في المنطقة لبحث أفق السلام في اليمن ولإجراء مشاورات مع كافة الأطراف للحصول على تعهدات والتزامات تضمن له الدفع بعملية المشاورات السياسية المباشرة بين الأطراف اليمنية، فقبل زيارته إلى صنعاء، قام ولد الشيخ بزيارة إلى الرياض وأجرى مشاورات مع عدد من الأطراف في الحكومة الشرعية، إضافة إلى أنه أجرى مشاورات، فيما يتعلق بالوضع القائم في جنوب البلاد، مع الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وحسبما هو مقرر فإن ولد الشيخ سيقوم بزيارة مماثلة إلى عدن لإجراء مباحثات مع الرئيس عبد ربه منصور هادي بخصوص التسوية السياسية والملفات التي ترتبط بها، بحسب المصادر.

مشاركة :