كيف تتغلب على اليأس؟

  • 10/13/2022
  • 09:55
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اليأس عامة يعرف بالقنوط والاستسلام وفي علم النفس يعرف بأنه حالة غير طبيعية من فقدان الإنسان الثقة بإيجابية الأحداث وهي حالة تسيطر على الإنسان وتجعله يشعر بأنه مُقَيّد وأن الخيارات أمامه محدودة جدا ولا توجد معها بدائل، وتساهم في هبوط العزيمة وضعف الهمة وفتور الإرادة وفقد الأمل، وقد يكون اليأس غير مرتبطاً بمشاكل صحية ولكن يُمكن علاجه لبعض الأشخاص من خلال تأمين بيئة إيجابية مع الثقة بالنفس. وقد وصف الله تعالى في كتابه الكريم حال الإنسان بالإعراض عند النعم، وإذا مسه الشرّ أيِسَ وقَنِطْ، في سورة الإسراء في قوله عز وجل "وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا" {الآية-83}. إذا هناك أسباب رئيسية تؤدي للشعور باليأس ومنها الآتي: - * ضعف الوازع الديني: - وهو من أهم أسباب الشعور باليأس والإحباط، لأن الإيمان بالله يعني الإيمان بالقَدَر خَيْره وشره ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا حيث قال تعالى " إِنّهُ لا يَيْئَسُ مِن رَوْحِ اللهِ إلا القَوْمُ الْكَافِرُونَ" {يوسف-87}. * التجارب الفاشلة والمكررة: - دائما نقول من لا يعمل لا يفشل ولا نجاح دون فشل، ولكن يبقى النجاح دائما مرتبطا بمدى قدرة الإنسان على التعافي من الشعور باليأس والإحباط والثقة بالنفس وتجاوز هذه المرحلة والاستفادة منها. * الملل وعدم وجود تجارب جديدة: - عادة ما يكون الملل بسبب عدم وجود تجارب جديدة ومختلفة أو عدم إقدام الإنسان عليها بسبب الخوف من المجهول والفشل والوقوع في الإحباط. * فقدان الأحبة والمقربين: - قد يؤثر الحزن على فقدان الأحبة في نفوس البعض وشعورهم بأن الحياة لم تَعُدْ مجدية بعدهم وأن القادم من الألم والمعاناة أكثر من السعادة والفرح وهو سبب من أسباب اليأس. * الخلافات الأسرية أو العاطفية: - خاصة في حال تراكمها وزيادتها عن المعدل الطبيعي وعدم وجود الحلول السريعة لها لتصبح هماً وهاجساً كبيرا يصعب السيطرة عليه ويقود الإنسان لحالة من اليأس والضغط النفسي. * تقدم السن: - مع التقدم في السن والتغيرات في نمط الحياة والتفكير في أزمة منتصف العمر يبدأ الياس بتهديد الاستقرار النفسي عند الكِبار وخاصة في سن التقاعد واستقلال الأبناء وانشغالهم بحياتهم والفراغ القاتل الذي يشغل التفكير ويخلق الوساوس. * الظروف المالية والاقتصادية: - خاصة في الدول الفقيرة والتي تقود البعض وخاصة الشباب لليأس والإحباط والانحدار في عالم الجرائم والمخدرات وبالتالي الضياع القاتل والعياذ بالله بسبب اليأس. * الأمراض الخطيرة والمزمنة: - فهي تؤثر على البعض وتجعل منهم أرضاً خصبة في زراعة اليأس والإحباط، رغم أن الله ذكر لنا قصة سيدنا أيوب عليه السلام الذي ابتلاه الله بالمرض ثمانية عشر عاما وصَبَر وأستحى من أن يدعو الله له بالشفاء وكان عبدا شكورا. طرق التغلب على اليأس والإحباط: - وهي عدة طرق مختلفة وسوف نركز على أهمها وأكثرها تأثيرا: * الثقة الكاملة بالله: - بمجرد لجوء الإنسان إلى الله في حالة اليأس والقنوط فإن الله لن يخذله أبدا، كما قال تعالى " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ"{الزمر-53}، وهي دعوة من الله للتفاؤل بالخير دائما. * عدم الانصياع للأفكار السلبية والسلبيين: - بمجرد توارد هذه الأفكار لابد للإنسان عدم الانصياع لها والتَيَقّنْ بأنها أفكار سلبية وخاطئة وقد تكون من أشخاص سلبيين والهدف منها اغراقه في اليأس والإحباط وقتل الثقة بالنفس. * معرفة وتحديد الأهداف: - وهي الأهداف المرغوب الوصول إليها في الحياة لوضع خطة أو خطط واضحة تساعد الإنسان في الوصول لهذه الأهداف وتحقيق الأحلام والطموحات التي تجلب السعادة والفرح. * التفكير بهدوء وإيجابية: - وهو التفكير في وضع خطة إيجابية لتجاوز هذا الفشل الذي لا يعني النهاية بل هو تجربة مفيدة للخطة من أجل النهوض من جديد بالعمل والجد والاجتهاد من واقع إيجاد حلول للمشاكل بثقة عالية في النفس. * الصبر على الفشل وإن تكرر: - الصبر من مفاتيح الفرج ويقوي القدرة على التحمل والثقة بالنفس حتى عند تكرار الفشل، لأن الإنسان لابد أن يُسَيْطِر على اليأس ولا يجعل اليأس يُسَيْطِر عليه ويكون لديه إصرار على النجاح. * قراءة قصص وتجارب النجاح بعد الفشل: - وهي من الدوافع التي تساعد الإنسان على التخلص من اليأس وتجاوز الإحباط من قصص الأشخاص الذين عانوا من أجل النجاح بتجارب فاشلة في البداية ثم وصلوا لغايتهم. * تنظيم نمط الحياة: - التنظيم في الحياة يتم بالمحافظة على الأكل الصحي والبعد عن مشروبات الكافيين ومشروبات الطاقة والقيام بنشاط الرياضي والنوم الكافي واستثمار الوقت، وعدم وجود وقت فراغ كبير من أهم أسباب التغلب على اليأس والنجاح في الحياة. * الاستعانة بالأهل أو الأقرباء أو الأصدقاء: - غالبا ما يكون في مراحل اليأس حيث يحتاج الإنسان لشخص ليقف معه ويدعمه ويقويه ويساعده على تجاوز هذه المرحلة القاسية ويكون له السند الحقيقي وقد يكون من هذه الفئة المقربة. * زيارة الطبيب النفسي: - وهو ليس عيباً كما يعتقد البعض خاصة إذا وصلت حالة اليأس لذروتها عند الإنسان ولم يستطع التعامل معها فلابد من زيارة طبيب نفسي يساعده على علاج هذه الحالة وتجاوزها قبل أن تقضي عليه.   وأخيرا وليس آخرا فإن اليأس والإحباط لا يمكنه أن يتسلل لقلب إنسان ملي بالإيمان ويحسن الظن بالله مهما نخر الألم والمعناة في جسده وروحه، بل لابد أن يعالجه بالأمل والتفاؤل والرضى بما قسمه الله له في هذه الدنيا والذي سوف يقوده لمواجهة هذا اليأس بجرأة ومحاربته والتغلب عليه بحول الله وتغييره إلى نجاح باهر ومميز يفتخر به.    ✍️خالد عمر حشوان

مشاركة :