شهد العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية موجات هجرة عديدة، جاء أسوأها خلال القرن الحالي بسبب اندلاع الأزمة السورية. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» رسماً بيانياً وضحت من خلاله الأزمات التي خلفت عدداً هائلاً من اللاجئين خلال الـ75 عاماً الماضية، مشيرة إلى أن عدد اللاجئين السوريين منذ اندلاع الحرب في بلادهم وصل إلى 12 مليون شخص، وهذا العدد الأكبر من اللاجئين الذي تسببه حرب واحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في العام 1945. وكانت إحصاءات لـ«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» أشارت إلى وصول عدد اللاجئين في العالم إلى أكثر من 60 مليون شخص حتى منتصف العام 2015. وتعتبر أزمة اللجوء التي نتجت من الحرب العالمية الثانية الأسوأ خلال القرن العشرين، إذ خلفت حوالى 81.6 مليون لاجئ. وتواصلت عمليات اللجوء بعد الحرب، إذ تم تهجير مليون روسي وأوكراني وبيلاروسي بين العامين 1948 و1950، فيما هاجر 13 مليون ألماني كانوا في الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفكيا ووبولندا بين العامين 1940 إلى 1950، وطردت الدول الأوروبية نحو 11.3 مليون عامل إلى ألمانيا بين العامين 1945 إلى 1950، بينما أسفر التمرد الشيوعي الفيتنامي على الحكومة عن تشريد مليون شخص. وفي الشرق الأوسط، تسببت الحرب التي شنتها العصابات الصهيونية خلال العام 1948 في فلسطين في تهجير 750 ألف فلسطيني. وفي الفترة بين العامين 1946 و2000 وقعت 38 أزمة تسببت في لجوء 46.5 لاجئ، كان أسوأها في العام 1971 عندما اندلعت حرب استقلال بنغلاديش التي أسفرت عن هجرة 10 ملايين شخص، تليها موجة اللجوء التي نتجت من الغزو السوفياتي لأفغانستان في العام 1979، والتي أجبرت 6.3 مليون شخص على الهجرة. وخلال ثمانينات القرن الماضي تسببت الحرب الإيرانية - العراقية في تهجير 600 ألف عراقي، بينما تسبب قمع نظام صدام حسين في تهجير 1.82 مليون شخص في أوائل تسعينات القرن الماضي. وأدت حرب البوسنة والهرسك إلى هجرة 2.5 مليون مسلم بين العامين 1994 و1995. وفي أفريقيا تسببت الحرب الأهلية في موزمبيق في تهجير 5.7 مليون شخص، فيما أسفرت الحرب الأهلية في رواندا عن هجرة 3.5 مليون شخص. وفي الفترة ذاتها، تسببت حروب البلاد الباحثة عن الاستقلال، مثل الجزائر والكونغو وأنغولا ونيجيريا، في تهجير ملايين الأشخاص. وأوضح الرسم أن موجات اللجوء وصلت إلى أدنى مستوياتها في قرن في العام 2005، لكنها عاودت الصعود بعد ذلك بسبب الحروب التي اندلعت في الشرق الأوسط، من بينها تدهور الوضع الأمني في العراق الذي أسفر عن لجوء 1.9 مليون في الفترة بين العامين 2003 و2015، والحرب الأهلية في السودان التي أدت إلى هجرة أكثر من 200 ألف شخص، والحرب السورية التي أدت إلى نزوح 7.6 مليون شخص داخلياً، وهجرة 4.1 مليون سوري إلى خارج البلاد.
مشاركة :