إمام المسجد النبوي: الناس في عبادة الله والعمل الصالح درجات بعضها فوق بعض

  • 10/14/2022
  • 11:35
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله تعالى. وقال: أمر الله الناس بعبادته قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، ففي هذه الآية العظيمة في أول سورة بعد الفاتحة يأمر الله تعالى بعبادته إحساناً من ربنا وكرماً ورحمة وإعداداً للإنسان وإمداداً له ليرقى في درجات الكمال البشري في الدنيا بإصلاحها بسنن الله المرضية التي أرشد إليها عباده الصالحين وليترقى الإنسان في درجات العبادة ليبلغ ماقدره الله له من الكمال بهذه العبادة، وليصلح الإنسان نفسه بعبادة ربه التي اشتملت على جميع الأعمال الصالحات وحفظت العبد من الخبائث والشرور والمهلكات، وضمنت له نعيم الآخرة في الجنات، فقد تكفل الله لمن قام بعبادته بالنجاة في الآخرة من العذاب ذي الدركات. وأضاف: لأن عبادة الله هي التي تحفظ حقوق الله، وهي الوسيلة إليه وتحفظ حق رسوله صلى الله عليه وسلم ثم تحفظ حق الوالدين وحق ولي الأمر وحق الأقرباء وحق الخلق على بعظهم وجزاء من قام بهذه العبادة ما قال الله عز وجل: {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ* ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ* يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ* لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ}. وأشار الحذيفي إلى درجات الناس في عبادة الله فقال: والناس درجات في القيام بعبادات الله درجات بعضها فوق بعض فأعلى الناس درجة في عبادة الله من إذا قام بعمل صالح أراد به رضوان الله وثوابه فهو يجمع بين الأمرين وهذه الدرجة للمهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الناس في مرادهم بالعمل الصالح فضلاً من الله وهو ثوابه، ورضوان الله وقال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}، وقال تعالى: {إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي}، فاحرص على ان تريد رضوان الله أولاً مع رجاء ثوابه لتكون ممن أتبعهم بإحسان. وبيّن أن الدرجة التي دون الأولى القيام بالعمل الصالح يريد به الثواب من الله ويغفل أحياناً أن يستحضر رضى الله فهو على خير وعمله مجزى عليه الجزاء الأوفى قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى? لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا}. وأضاف: الدرجة الثالثة أن يقصر في بعض الأعمال ويغشى بعض المحرمات تقصيراً لايبطل أعماله ويحبطها فإن مات على ذلك فهو تحت رحمة الله إن شاء رحمه وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه. وأردف: أقل الدرجات وأخطرها الدرجة الرابعة وهو أن يدخل في العبادة ويخرج منها ويدخل فيها ويخرج فهو على ما مات عليه إن كان خارجاً من العبادة فهو في النار وإن مات وهو داخل في العبادة حاسبه الله على ظلمه لنفسه أو لغيره فهو تحت فضل الله وعدله قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}. وأفاد أن أعمال القلوب هي أساس عمل الجوارح، مشيراً إلى أن الصحابة رضي الله عنهم اعتنوا بعمل القلوب. وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي أن الغاية والحكمة من العبادات لله تعالى هي أن الوجود لا يصلح إلا بها قال تعالى ((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ)). وفي الخطبة الثانية، ذكر إمام وخطيب المسجد النبوي أن القيام بالواجبات ومجانبة المحرمات ييسر الله أمره ووقاه المهلكات، حاثاً المسلمين على عمل الصالحات وإحسان الظن بالله فالفائز من عبد الله وأحسن العمل وظن بربه خيراً قال تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ? وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) وفي الحديث القدسي (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي).

مشاركة :