قنصلية فلسطين بجدة تحتفل بالذكرى 51 لانطلاق الثورة الفلسطينية

  • 1/10/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بحضور القنصل الفلسطيني محمود الأسدي والسفير محمد بن أحمد الطيب مدير عام وزارة الخارجية السعودية بمنطقة مكة المكرمة، المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة التعاون الإسلامي احتفلت قنصلية فلسطين بجدة بالذكرى 51 لانطلاق الثورة الفلسطينية في قاعة فندق هيلتون بجدة، وحضر حفل الاستقبال العدد من القناصل المعتمدين بجدة والجالية الفلسطينية والمواطنين السعوديين. بعد فقرة استقبال الضيوف وعزف السلام الملكي السعودي والسلام الفلسطيني ألقى القنصل محمود الأسدي كلمة بدأها بالترحيب في الحضور، ثم قال: "نلتقي اليوم في كنف هذا البلد العربي الأصيل، لنحيي الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المجيدة. يشرفني ويسعدني بداية أن أنقل لكم تحيات الشعب الفلسطيني وقيادته، وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا. كما يشرّفني أن أعبّر في هذه المناسبة عن عميق تقديرنا للمملكة العربية السعودية، على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية وللثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها، والتي تجسّد امتداداً لسياستها الثابتة منذ عهد المغفور له بإذن الله، الملك المؤسس عبد العزيز، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله ورعاه، وفي توفير الدعم الدائم، والمساندة الوفية، وكل ما من شأنه خدمة الشعب الفلسطيني، وتخفيف معاناته، والانتصار لحقوقه، وحماية مقدساته والدفاع عنها. ونعم، لقد كانت المملكة العربية السعودية دائماً حاضنة وداعمة للقضية الفلسطينية، لم تتردّد أو تتواني في دعم حقوقنا والدفاع عنها وتثبيتها في كل محفل إقليمي ودولي. وكانت، وما زالت، مواقفها وسياساتها واضحة ناصعة البياض مع فلسطين والقدس عندما أدار الظهر لها الكثيرون. تقدّمت المملكة من أجلنا بالمبادرات، ودعمت كل التوجيهات الفلسطينية، واحتضنت المصالحة الفلسطينية. وكأن المملكة كانت تقول كلمتها الواحدة على لسان خادم الحرمين الشريفين لفلسطين تهون كل الأثمان. لذلك نقول شكراً للملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، شكراً على الماضي المجيد ماضيكم مع فلسطين. وشكراً على الحاضر حاضركم مع فلسطين، شكراً على المستقبل مستقبلنا العربي الإسلامي المشترك فوق تراب فلسطين. وإذا نحتفل اليوم في هذه المناسبة التي تجسّد امتداداً لمسيرة نضالنا وكفاحنا، التي ما زالت حيّة ومشتعلة، ونرسل تحيّة من خلالكم لشعبنا الفلسطيني الصامد على أرضه والمتمسك بحقه في الحرية والكرامة والاستقلال، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم . كما أننا نستذكر الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد الخالد ياسر عرفات، مفجّر ثورتنا وملهم مسيرتنا، والذي ما زال حيّاً في وجدان شعبنا وأمتنا، كما هو في تاريخنا ومسيرتنا التحررية، سجّل لشعبنا ولأحرار العالم أسطورة الشهادة، تماماً كما قدّم على مدار أكثر من أربعة عقود أسطورة الكفاح والمقاومة، ترك إرثاً نضالياً يتفاخر به شعبنا الفلسطيني. تمّ تطرّق في كلمته إلى أبطال الملحمة الفلسطينية الذين ساهموا في صنع أيامها، الشهداء القادة، وهم: أبو جهاد، خالد الحسن، أبو إياد، الشيخ المجاهد أحمد ياسين، أبو علي مصطفى، فتحي الشقاقي، عبد العزيز الرنتيسي، فيصل الحسيني، محمود درويش، وقوافل الشهداء الذين ما زالوا يسقطون، بمن فيهم الشهيد الطفل محمد أبو خضير الذي أُحرق بدمٍ بارد من قبل غلاة المستوطنين، والشهيد علي دوابشة، الذي أُحرق مع عائلته أمام مرأى ومسمع العالم بأسره. وأضاف قائلاً: " كما أغتنم هذه الفرصة لأرسل تحية إجلال وإكبار لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي مقدمتهم الأسير مروان البرغوثي، فؤاد الشوبكي، د. عزيز دويك و أحمد سعادات، وكل كوادرنا وقياداتنا التي ما زالت تسجّل أسطورة في الصمود وهم يقاومون بدورهم العارية، وأمعائهم الخاوية، صلف الجلاد الاسرائيلي وحقد سجانيه، بعزم لا يلين حتى نيل حقوقهم المشروعة في الحرية والكرامة. ونؤكد في هذه المناسبة ما قاله فخامة الرئيس محمود عباس بأن القدس هي جوهرة فلسطين وقلبها النابض وهي حجر الزاوية في هويتنا ومستقبلنا من أجلها يستمر كفاحنا وبدونها كعاصمة لدولتنا الفلسطينية المستقلة لن يتحقق السلام . إن ما تتعرض له المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وخصوصا المسجد الاقصى المبارك، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، من انتهاكات واعتداءات اسرائيلية، تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلي ومجموعات المستوطنين المتطرفين دون رادع سياسي او ديني، أو قانوني او أخلاقي، يمثل عدوانا مفتوحا على حقوقنا وأهلنا في القدس الشريف كما أننا لن نقبل بالمساس بالمسجد الاقصى او تقسيمه لا زمانيا ولا مكانيا أو استمرار انتهاك حرماته. ثم تحدّث عن اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين فقال: " إن اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين في 29 نوفمبر 2012 وما تلا ذلك من اعترافات لبرلمانات وحكومات العديد من الدول المحبة للسلام والداعمة لحل الدولتين ورفع علم فلسطين فوق الأمم المتحدة في 2015 يؤكّد أن جهود قيادتنا نحو تحقيق حقوقنا السياسية، وفي مقدمتها قيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم تسير في الاتجاه الصحيح والمرسوم". وفي الختام، نجدّد العهد لشعبنا أن نبقى الأوفياء لواجبنا الوطني، والمدافعين عن حقوقنا المشروعة، والباقون على العهد وعلى الدرب، آملين أن نحيي هذه الذكرى في عامها القادم في ربوع دولتنا الفلسطينية المستقلة وقد تحرّرت قدسنا وعاد أهلها ورفرف علمنا الفلسطيني خفاقاً فوق ربوع مدينتا الحبية مدينة القدس الشريف .

مشاركة :