وصف مصرى قديم حينما يدخل بعض (فتوات) الحي علي فرح منصوب لم يدفع أصحابه ( الإتاوة) أو الراتب أو الرسوم المفروضة من "فتوة الحي" علي إقامة الفرح يدخل "صبيان الفتوه" لكي يضربوا ( الكلوبات ) وهو ( المصباح الجاز ذو الرتينة النسيج ) الذى كان يستخدم فى الإنارة قبل انتشار المصباح الكهربائى. وإذ بالكراسي تقوم بإظلام الفرح ومايترتب علي ذلك من نقل الجرحي والمصابين إلي " المستوصفات " وهي أيضا بديل المستشفيات ! ولقد تأصلت هذه الصفة في المناطق الشعبية المصرية وكذلك بعض المدن والقري حيث لا يوجد رقابة حكومية مسيطرة علي كل الأرجاء بل العكس حيث كانت الحكومة ( الداخلية ) تعتمد في كثير من الأحيان علي ( فتوة ) المنطقة لمساعدتها في ضبط المخالفات التي تؤذي الحكومه مثل الوطنيين الذين يعملون في السياسة أو حيازة الأسلحة أو المنشورات أو ما عدا ذلك من مخدرات أو دعارة أو بلطجة يغمض العين عنها مؤقتًا ! ولكن كل شيىء مرصود هذه هي "البيروقراطية المصرية" في إدارة شئون الحياة في الماضي ، حيث زمن "الباشوات والفتوات والغلابة والأفنديات" !! ولعل تأصيل لهذة المظاهر فقد إستطاعت سينما الأبيض والأسود أن تصيغ الدراما وأيضًا الكوميديا وتفوق في تشخيص دور "الفتوة" كثير من كبار فنانينا المرحوم محمود المليجى، والمرحوم فريد شوقى ولكن الذى لايتفوق علية أحد في ضرب الكرسي في الكلوب فناننا الكبير المرحوم "توفيق الدقن" ( الله يرحمه ) بطل ضرب "الكرسى في الكلوب" وتعبيراته التي دخلت كلاسيكيات السينما المصرية مثل ( يا أه يا أه ) أو ( أحلي من الشرف مفيش ) وغيرها من تعبيرات.. ومازالت الحياة المعاصره في "مصر" تحتشد بعدد غير قليل من ضاربي الكرسي في الكلوب رغم إختفاء الكلوب وإختفاء أيضًا الكرسى ( العفى )! إلا أنه فى مناسبات كثيرة يفرح فيها شعب "مصر "سواء بقرار جمهورى رائع رافعًا من شأن دخول المصريين، أو رافع معنويات المواطنين، أو الإقتراب من مشاكل الناس بقرار إنساني يحمل في طياته لغة الأب وكبير العائلة إلا ونجد أن هناك من يمسك بتلابيب الشعب عبر شبكة الإتصال الإجتماعى غير سامح بالفرحة أن تبقى أسبوع أو شهر شيىء مدهش جدًا إن ضرب الكرسي في كلوب فرح المصريين دائمًا يأتي من بعض المسئولين أو من بعض جماعات لا تسمح بالفرحة أن تستمر أو بالضحكة أن ( تفرقع ) "فالضحك عيب" وفي الأمثلة الشعبية حينما نضحك نقول ( الله ما أجعله خير ) أى إستكثرنا علي أنفسنا الضحك وغالبًا بعد الضحك سوف يأتي " النكد " شيىء غريب جدًا فى سلوك الشعب المصرى وكذلك "ضاربى الكلوبات" بيننا !! ولعل ماجاء في مقال للأستاذ/ سليمان جوده بأن هناك من يتبرع "بتوزيع الأذى" علي المصريين دون فائدة أو دون عائد علي "أصحاب الأذى" أصبح مكون أساسي في الثقافة المصرية ولعل هذا المقال جاء تحت عنوان ( كرباج وراء ) نعم نحن أمام فئة من شعب مصر غاويين نكد !! هذا هو حظنا الهباب في "ثقافة موروثة أكثر هبابًا" وإن جاز هذا بين العامة فلا يجوز بين الخاصة من نخب ومسئولى هذا الوطن !!
مشاركة :