لم تتوقف جرائم ميليشيات الحوثي عند القتل والتعذيب وإدخال اليمنيين في دوامة الرعب والفقر، بل شملت مخططات ممنهجة لنهب موارد البلاد عبر تأسيس العديد من الكيانات الموازية لنهب إيرادات المؤسسات والقطاعات الحيوية والعامة في حساباتها الخاصة. وعلى مدى السنوات الماضية، أسست الميليشيات الإرهابية ما يزيد على 15 كياناً موازياً، يحمل بعضها توجهاً اقتصادياً بهدف الجباية وفرض الإتاوات، مثل «اللجنة التأسيسية للشبكة الوطنية للتكافل الاجتماعي»، و«الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث»، و«المجلس الاقتصادي الأعلى». ويحمل البعض الآخر من كيانات «الحوثي» الموازية توجهاً أمنياً وتجسسياً، مثل «المركز الوطني لبناء القدرات ودعم اتخاذ القرار»، و«المركز الوطني للتحكيم والتسوية في المنازعات الناشئة عن تطبيق أحكام القوانين الخاصة»، و«هيئة رفع المظالم»، و«الهيئة العامة لشؤون القبائل». ووصف المحلل السياسي اليمني الدكتور حمزة الكمالي، كيانات «الحوثي» الموازية بـ«مؤسسات الخراب» لكونها تستهدف تدمير وتخريب أجهزة الدولة الوطنية، بداية من المؤسسات الأمنية والعسكرية والوزرات السيادية، إلى الأجهزة المحلية والبلدية، مروراً بالمؤسسات الاقتصادية والصناعية والاجتماعية والشبابية والدينية. وأكد الكمالي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الميليشيات الانقلابية تُنفذ خطة منظمة من أجل الاستحواذ و«حوثنة» أجهزة ومؤسسات اليمن، ذات الإيرادات العالية، لا سيما القطاعات الحيوية، وقد بدأت الميليشيات هذه الخطة منذ اقتحامها للعاصمة صنعاء عام 2014، ومازالت مستمرة. وفي يونيو الماضي، تأسست أحدث كيانات الحوثي الموازية، والتي أطلقت عليها الميليشيات اسم «المؤسسة العامة للصناعات الكهربائية والطاقة المتجددة» التي تُدير ما يقارب 200 محطة توليد كهرباء تجارية في صنعاء والحديدة، وتصب إيراداتها في حسابات خاصة بالميليشيات. وقبلها، وتحديداً في يناير 2021، أسس «الحوثي» ما يُعرف بـ«الهيئة العامة للأوقاف» برئاسة الإرهابي عبدالمجيد الحوثي، وفي غضون عام ونصف العام باتت الهيئة تُدير غالبية الأراضي والأموال الموقوفة لصالح مساجد وزارة الأوقاف، فضلاً عن «المنظمة العدلية» التي تأسست في أواخر 2020 للهيمنة على مؤسسة القضاء. وأوضح الكمالي أن «الحوثي» يُريد من وراء الكيانات الموازية إضعاف المؤسسات والأجهزة الشرعية وطمس دورها وإحداث انقلاب في هياكلها الإدارية والقانونية وإخضاعها لسلطة الانقلاب واستغلال إيراداتها بالعمليات العسكرية ضد الشعب اليمني. وشهدت الأعوام 2017 و2018 و2019 ظهور عدة كيانات إرهابية موازية أسسها «الحوثي» لتكون بديلاً عن المؤسسات الشرعية والدستورية اليمنية. من جانبه، أوضح صالح أبو عوذل المحلل السياسي اليمني، أن ميليشيات الحوثي طائفية وإرهابية، لا تختلف عما يمارسه تنظيمي «القاعدة وداعش»، مشيراً إلى أن الكيانات الموازية التي أسستها تهدف إلى تجريف الحياة العامة، والقضاء على المؤسسات، واستبدالها بكيانات خاضعة لها، وتسخيرها لتحقيق أهداف طائفية.
مشاركة :