هذا ما يريد ويسعى نظام الملالي الايراني ان يكرسه في وجدان شيعة الخليج هذه الايام وعلى نحوٍ غير مسبوق وبأسلوب فج ومبتذل نصّب نفسه وكيلاً رسمياً عن شيعة الخليج بوصفهم جالية ايرانية حتى أصبح النظام الايراني يُسيئ الى الشيعة ويضر بهم داخل الخليج ضرراً كبيراً كلما تمادى في معزوفته النشاز هذه وكلما اختطف الحديث عنهم وباسمهم. وهو بهذا الأسلوب كرّس الفرقة من جانب وخدع بلغته الدينية المذهبية قطاعاً من بسطاء الشيعة حين لعب بعماماته السوداء منها والبيضاء بوجدان البسطاء من الطائفة الشيعية الكريمة في المنطقة وجعل منهم بيدقاً في لعبة الشطرنج الدنيئة التي يلعبها دون ان يهتم ودون أن يعنيه الشيعة في المنطقة إلاّ كونهم وكما يعتبرهم أدوات وأوراق ضغط لانجاز مشروعه الخاص الذي لاعلاقة له بهم ولا يخدم مصالحهم الحقيقية. والانزلاق وراء هذه الأوهام الاكثر خطورة هو ما نحذر منه منذ سنوات طويلة شيعة المنطقة وننبههم إليه قبل ان يختطفهم خطاب الشحن المذهبي الذي وظف له النظام الايراني أبواقاً كثيرة لا تُعد ولا تحصى ووزعها على عواصم العرب والعالم لتلعب دور التبشير المعروف تاريخياً في منطقتنا والذي أعادت ايران انتاجه. النظام الايراني باع ايرانيين شيعة في بازار مصالحه وما زالت قصة اختفاء الامام موسى الصدر شاهداً نابضاً باع فيه خميني ونظامه موسى الصدر وتجاهلوا اختفاءه نظير صفقة سرية ضخمة مع ليبيا القذافي وتراجعت قضية اختفاء ابرز شيعة ايران الى ذاكرة النسيان بعد ان طوت صفحتها ايران خميني بشكل فاضح وواضح. فكيف لنظام هذا موقفه من اختفاء امام ومعمم له صولات وجولات لصالح ذلك النظام كيف له ان يهتم حقيقةً أو أن تعنيه أوضاع الشيعة البسطاء في المنطقة؟؟ انها مجرد لعبة سياسية لا تمت بالمذهب بصلةٍ تذكر وما التلاعب بورقة المذهب إلاّ خدعة وتضليلاً وغواية تستثمرها قم وطهران فباسم المقدس يتحقق له المدنس. دون ان يرف لهم جفن او تتحرك له عاطفة حقيقية بضحايا اوهامهم من بسطاء الشيعة الذين أغواهم خطاب الشحن والتعبئة والتحريض. شيعة المنطقة وشيعة الخليج ليسوا جالية ايرانية كما تريد ايران أن تشيعه وتوحي به لهم لتسوقهم الى صدامات خاسرة لن تدفع فيها ايران شيئاً. حتى الأموال التي تمول بها تحركات البعض منهم تقتطعها من قوت شعبها ومن أمواله وتوظفها لمشروعها الخاص. فإيران لم تقم بهذه الحملة ضد الحكم بإعدام نمر النمر بوصفه آية الله أو شيخاً أو معمماً ولكنها وظفت شيعيته في مشروعها السياسي التحريضي ضد السعودية. فلو كانت ايران الملالي مهتمة ومعنية وحريصة على مكانة الآيات والعمامات لما حاصر نظامها آية الله شريعتمداري ومنع عنه العلاج وهو في أرذل العمر. ولما فعل ما هو اكثر واكبر مع آية الله منتظري خليفة خميني حتى مات مقهوراً موجوعاً متألماً مما وقع عليه من نظامه الشيعي. فيا شيعة المنطقة لا تخدعنكم ايران الملالي بلغة التمذهب وبكائيات المظلومية ومفردات الطائفية فهي مجرد غوايات لتكونوا أدوات تخدم مصالحها ومصالحها فقط ولتنتهي الأدوار بعدها. فإيران لا تتذكر شيعة المنطقة إلاّ عندما تحتاجها مصالحها الخاصة. فتستعير من التاريخ ومن الماضي ومن الحاضر كل مفردات الفرقة والتمزيق والطأفنة لتغذي بها من تعتبرهم جالية ايرانية في المنطقة فانتفضوا على هذا الأسلوب المدمر وارفضوه علناً فكفى ايران ما فعلت بشعبها حتى تنكب الشعوب الأخرى.
مشاركة :