قال مسؤولون دوليون إن الخبرات الإماراتية في الطاقة النووية ترسخ المكانة الريادية للدولة على الصعيد العالمي، مؤكدين الثقة الكبيرة بالخبرات والكفاءات الإماراتية المتخصصة في هذا القطاع العلمي والتقني المتقدم، والتي تجلت مؤخراً في اختيار محمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، رئيساً جديدا للمنظمة الدولية للمشغلين النوويين، بعد اقتراع جرى خلال اجتماع المنظمة في العاصمة التشيكية براغ الأسبوع الماضي. وأوضحوا لـ «الاتحاد» أن البرنامج النووي السلمي الإماراتي وضع منذ انطلاقته، التعاون الدولي الوثيق، والالتزام بأعلى المعايير والممارسات المعمول بها في قطاع الطاقة النووية حول العالم، ضمن قائمة الأولويات، مستنداً إلى خريطة طريق واضحة المعالم لدولة الإمارات في هذا المجال، الأمر الذي جعل من البرنامج نموذجاً يشار له بالبنان على الصعيد الدولي. وفي منصبه الجديد، سيقود الحمادي مجلس إدارة المنظمة الدولية للمشغلين النوويين، الذي يضم 3 أعضاء من كل مركز إقليمي، ويتولى تعزيز المشاركة المباشرة للأعضاء لضمان تنفيذ مهمات المنظمة بنجاح. أخبار ذات صلة تخصصات علوم الفضاء ترسم «خريطة المستقبل» 22 يوماً لإطلاق «المستكشف راشد» إلى سطح القمر نموذج فريد وقالت سما بلباو ليون، المدير العام لمنظمة الطاقة العالمية: إن دولة الإمارات نموذج متفرد في إنجاز مشاريع الطاقة النووية وفق أفضل المعايير ووفق الجدول الزمني، حيث تم ربط ثلاث من محطات براكة للطاقة النووية بشبكة الكهرباء، ونأمل أن يتم ربط المحطة الرابعة بالشبكة العام المقبل لتوفر ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء الصديقة للبيئة، كل ذلك يشكل قصة نجاح مميزة حيث حققت المحطات مساهمة كبيرة في خفض البصمة الكربونية لدولة الإمارات، وهو نهج بالتأكيد ستتبعه العديد من الدول». وأضافت: «تولي محمد إبراهيم الحمادي رئاسة المنظمة الدولية للمشغلين النوويين سيؤدي إلى نقلة نوعية في عمل المنظمة، ولاسيما أنه سينقل نموذجه القيادي والإداري المتميز في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إلى هذه المنظمة». وقالت ليون: «نتطلع إلى تعزيز التعاون الدولي في قطاع الطاقة النووية، ونتطلع إلى مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف الموقعة على اتفاقية المناخ (كوب 28) الذي ستستضيفه دولة الإمارات العام المقبل، لتسليط الضوء على الدور المحوري للطاقة النووية في الأنظمة المستقبلية لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة، وأنا على ثقة بأن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بقيادة الحمادي سيكون لها دور كبير في إبراز ذلك». محفظة مستدامة ومن جهتها، أكدت ماريا كورسك، الرئيس التنفيذي لمعهد الطاقة النووية أهمية تولي الحمادي رئاسة المنظمة الدولية للمشغلين النوويين، ولاسيما أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تقوم بدور أساسي في قطاع الطاقة النووية داخل وخارج دولة الإمارات، رغم أنها تبني محطات للطاقة النووية للمرة الأولى في العالم العربي. وقالت: «قدمت دولة الإمارات نموذجاً في كيفية تطوير محفظة مستدامة من مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، حيث طورت أول محطات للطاقة النووية في العالم العربي تنتج الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية على نحو تجاري، ووضعت ذلك في إطار سبل تحقيق أهدافها الخاصة بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، وهو نهج بالتأكيد سيتبعه الكثيرون في المستقبل». مثال ناجح وقال رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي مثال ناجح يؤكد على الدور الهام للطاقة النووية في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، من خلال إنتاج طاقة كهربائية منخفضة الانبعاثات الكربونية. ويرى ويليام د. ماغوود، المدير العام لوكالة الطاقة النووية أن ما تحقق هو إنجاز مثير للإعجاب ويضع دولة الإمارات على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها الخاصة بإنتاج كهرباء خالية من الانبعاثات الكربونية، والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، وهو أيضاً درس للعالم مفاده أن محطات الطاقة النووية الجديدة يمكن تطويرها ضمن الجدول الزمني المحدد وفي حدود الميزانية ومن قبل دولة ليس لها تاريخ طويل في قطاع الطاقة النووية.
مشاركة :