تمدد «داعش».. خطر عابر للحدود بين مالي والنيجر

  • 10/17/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أبدت دولة النيجر قلقاً كبيراً من تدهور الوضع الأمني في جارتها مالي، وارتفاع حدة أعمال العنف بين المجتمعات المحلية في منطقة «ميناكا» قرب الحدود مع النيجر، وتنبع مخاوف النيجر من مؤشرات بقرب سقوط المدينة الواقعة شمال شرقي مالي في أيدي تنظيم «داعش» الذي كثف هجماته لإقامة ما يعرف بـ«ولاية ميناكا»، وهو ما خطط له التنظيم في الفترة الماضية. وأكد خبراء ومحللون لـ«الاتحاد» أن إقامة معسكرات تدريبية لتنظيمي «داعش أو القاعدة» في أي مكان سيجعل منها مقرات لانتقال الإرهابيين في ظل منطقة تعاني من ضعف التأمين والموارد أساساً، لافتين إلى أن ذلك يهدد القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط ويعيد كرة الإرهاب العنيفة مرة أخرى للإقليم. وكشف الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي صبرة القاسمي عن أن تنظيم «داعش» وضع سيناريوهات عدة للقارة السمراء، من أولوياتها محاولة استنزاف مقدرات دولها وعلى الرأس منها مالي والسنغال والنيجر، ومؤخراً إطلاق ما يعرف بـ«ولاية بنين» المزعومة. ولفت القاسمي لـ«الاتحاد» إلى أنه يأتي بعد الاستنزاف، محاولة السيطرة على أكبر رقعة من الجغرافيا المحروقة، ليعيد إلى الأذهان محاولة تطبيق استراتيجية إرهابية، والتي تجيد هذه التنظيمات إدارتها، مضيفاً أنه يأتي بعد ذلك إطلاق العنان لـ«دولة داعش» المزعومة، وهنا يجب الانتباه إلى أنه يسعى لامتلاك مقومات القوة والدفاع عن حلم امتلاك أكبر قدر من الأسلحة الدفاعية وهذا ما يسعى إليه فعلاً من خلال محاولات الدخول إلى أسواق السلاح العالمية. الباحث المصري المتخصص في شؤون الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة طارق أبو السعد، لفت إلى أنه منذ أشهر والحدود النيجرية مع مالي ملتهبة، في ظل هواجس من قيام إمارة «داعشية» جديدة على طول الخط الشمالي الفاصل بينهما، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين جيش النيجر وعناصر تابعة لـ«داعش» في منطقة ميامي قرب الحدود مع مالي. وأوضح أبوالسعد لـ«الاتحاد» أنه ظهرت خلال الاشتباكات قدرات قتالية وتكتيكا عالياً لعناصر «داعش» و«بوكو حرام» مما ينذر بخطر داهم قد يظهر في الأيام المقبلة، لافتاً إلى أن التنظيم قادر على استعادة نشاطه الإرهابي مرة أخرى، وهذا يعود لأسباب عدة، أهمها أن منطقة الساحل جاذبة للإرهابيين، حيث تقل الرقابة الدولية وتشتت الحدود بين العديد من الدول التي تعاني من مشاكل داخلية بعضها يخص المتمردين وبعضها يخص ولايات ترغب في الانفصال. إلى ذلك، أكد القاسمي أن خطورة التكتيك الاستراتيجي والعسكري للتنظيم تشير إلى أن لديه خططاً للمنطقة، بل تتجاوز لتتعدى القارة بالكامل.

مشاركة :