الشيخة رانية: افتتاح مدرسة نموذجية خلال عامين بكلفة 3.5 مليون دينار تحت رعاية الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الاعلى للصحة، افتتحت جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل، أمس، مركز عالية للتأهيل والتدريب الجديد في منطقة عالي، بميزانية بلغت مليونًا و750 ألف دينار. وتم افتتاح المركز وسط حضور عدد من الوزراء، منهم وزير التنمية الاجتماعية أسامة خلف العصفور، ووزيرة الصحة الدكتورة جليلة السيد جواد حسن، إلى جانب خالد اسحاق وكيل وزارة التنمية لخدمة المجتمع، وجليلة السيد سلمان شبر رئيس قسم خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة بوزارة التنمية الاجتماعية، كما حضر الافتتاح العديد من الشركات والمؤسسات والأشخاص الذين أسهموا في دعم بناء وتشييد مشروع مركز عالية للتاهيل، كالأستاذ زهير إسحاق عبدالرحيم الكوهجي، ودلال يوسف عبدالرحيم الكوهجي، ومن شركة بابكو نائب الرئيس المهندس حافظ القصاب وعفاف زين العابدين. وقد سلّط فريق العمل الضوء على أهمية دعم الشركات والمؤسسات لهؤلاء الشباب، من خلال دعم نشاط الطباعة والأعمال اليدوية والمنتجات التي يتقن الشباب القيام بها، وقد وزّع الشباب من ذوي الهمم الهدايا التذكارية «صُنع في عالية» على الحضور من الزوار والمشاركين في الفعالية، إذ أشادوا بأعمالهم التي تميزت بالمهنية العالية. من جانب آخر، أعلنت مدير مركز عالية للتدخل المبكر الشيخة رانية بنت علي آل خليفة افتتاح مدرسة نموذجية في شهر سبتمبر من العام 2024. وبيّنت في تصريح لـ«الأيام» أن مساحة الأرض المخصصة للمدرسة تبلغ 18 ألف متر مربع في منطقة الرفاع، مشيرة إلى أن ميزانية إنشاء المدرسة وصلت إلى 3 ملايين دينار ونصف. وأوضحت أن المدرسة النموذجية -التي تحمل اسم «مدرسة عالية الوطنية النموذجية»- في طور البناء حاليًا، ومن المتوقع أن تجهز في مارس 2023، على أن يتم الافتتاح في سبتمبر 2024، وهي تشمل المراحل الدراسية حتى الثانوية العامة، وستكون مدرسة اعتيادية قابلة للدمج بمناهج تدريس عالمية. وقالت الشيخة رانية إن أبرز المشكلات التي يعاني منها المركز في الوقت الحالي تتركز في عملية تخريج الطلبة الكبار وتمهيد انخراطهم في سوق العمل، مشيرة إلى أن المركز يعاني الآن من صعوبات جمّة في تسهيل عملية توظيف الخرّيجين، «الأمر الذي يجعلنا نتجنب تخرّجهم». وقالت الشيخة رانية إن مركز عالية الجديد يضم 150 طالبًا من ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الصعوبة في السلوك والتواصل لكونه يعمل نهارًا فقط، متوقعة أن تتم مضاعفة العدد ليصبح 300 طالب في حال فتح المدرسة مساءً، وبـ160 إلى 170 مدرسًا بمعدل مدرس خاص لكل طالب، بينما يوجد أكثر من 600 طالب وطالبة مسجلين ضمن قائمة الانتظار الحالية في المركز، لافتة الى أن البحرين ما زالت بحاجة الى فتح العديد من مراكز التأهيل. وذكرت أن التوحد مشكلة كبيرة، قائلة: «نحن نعاني من عدم استطاعتنا قبول عدد أكثر من الطلبة»، موضحة أن التدخل المبكر مهم جدًا ويعالج 80% من الحالات. وأكدت أن عدم توافر المساحات يشكل العائق الأكبر دون استيعاب جميع الأطفال المحتاجين إلى الانضمام إلى صفوف المركز، مبينة أنه في حال توافر المساحة لن نواجه صعوبة في توفير الكادر التعليمي، مع أن عملية إعداد الكوادر التعليمية بحاجة إلى نحو عام من التدريب. وناشدت الجهات المعنية والمؤسسات والشركات لمد يد العون مع المركز في عملية تدريب وتوظيف الخرّيجين، مبدية استعداد المركز التام لتوفير التسهيلات كافة والتعاون مع تلك المؤسسات للإشراف والمتابعة لعمليات التدريب أو التوظيف. وقالت إن المركز يخرّج سنويًا 10-15 طالبًا، الصغار منهم يتوجهون إلى الدمج الكامل في المدراس، والكبار منهم يتم توجيههم الى المراكز الترفيهية والبرامج المهنية وإلى سوق العمل، وتتراوح أعمارهم بين 16 و20 عامًا. وأكدت الشيخة رانية أن إدارة المركز لا تدخر جهدًا في تدريب وتأهيل الطلبة المقبلين على التخرّج من المركز، موضحة أن الإدارة تقوم بعمل دورات تدريبية في مجالات عدة للطلبة، منها ما يتعلق بالزراعة والرسم والموسيقى والتصوير. وأشارت إلى أن المركز يطمح إلى التعاون مع الجهات الحكومية، وفي مقدمتها وزارة العمل ووزارة التنمية ووزارة الصحة بخصوص تدريب الخرّيجين، كما أنه يأمل أن تكون هناك شريحة أكبر من الشركات التي ترغب في إفساح المجال لطلبة التوحد. وأكدت أن هناك حاجة إلى تدريب الطلبة الذين يتخرّجون من المركز؛ وذلك لتوفير فرص عمل مناسبة لقدراتهم، علاوة على حاجة المركز إلى ورش عمل آمنة ومشاريع صغيرة يستطيع من خلالها إيجاد مكان عمل آمن لهؤلاء الطلبة. وأعربت الشيخة رانية عن تطلعها إلى المزيد من الدعم والمساندة من قبل الشركات والجهات الحكومية للنهوض بالرسالة الإنسانية التي يضطلع بها مركز عالية خدمة للمجتمع البحريني ولأطفال التوحد فيه، مؤكدة أنها مهمة لن تنجز إلا بتضافر كل الجهود الرسمية والأهلية.
مشاركة :