فقدت البحرين أحد أبنائها البررة المخلصين الذين عملوا بصمت وهدوء من أجل خدمتها والترويج لها ولبيئتها البحرية بشكل احترافي من خلال نشر الثقافة والسلامة البحرية لفئة الشباب عن طريق الرياضة البحرية من خلال مؤسسته البحرية التي أنشأها وأشرف على إدارتها وتقديم خدماتها، وقد لاقت مؤسسته نجاحًا باهرًا ووصلت سمعتها إلى العديد من البلدان العربية والأجنبية حتى أن الكثير من السياح الأجانب يأتون إلى البحرين بناء على سمعة مؤسسته وما يقدمه من خدمات وأنشطة لهواة البحر وما يعرضه من جمال طبيعة البيئة البحرية لمملكة البحرين. ذلك الشاب هو الخلوق مهنا سلمان مهنا الدوسري رحمه الله تعالى الذي عشق البحر حتى النخاع وكان آخر عهده في هذه الحياة هو البحر الذي عشقه وتوفي فيه. كانت جنازته رحمه الله جنازة مهيبة حضرها عدد كبير من محبيه ممن عرفوه أو سمعوا به وليس ذلك الأمر العجيب أو الغريب على أهل البحرين الذين عرفوا بفزعتهم ومشاركتهم لبعض في مختلف المناسبات ولكن الأمر الذي لفت نظري وجود عدد كبير من الأجانب من جنسيات وأديان مختلفة الذين شاركوا في تشييعه، إضافة إلى مجموعة من تلامذته المتدربات في مؤسسته الاتي كن يقفن خارج المقبرة ليقلين عليه النظرة الأخيرة قبل أن يوارى الثرى. ورغم ألم الفاجعة والحزن الذي غشي والده الأخ العزيز سلمان مهنا الدوسري عضو مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ولكن اتصالاً من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية أثلج الصدر وخفف من ألم المصاب، حيث قدم سموه تعازيه الحارة لعائلة الفقيد وأشاد بما تحلى به الفقيد من أخلاق حميدة يشهد لها الجميع. لقد تميز الراحل الغالي رحمه الله بشخصية متميزة جعلت جميع من يلتقي به أو يتعامل معه ينجذب نحوه ويحبه كأنه يعرفه منذ زمن بعيد كان نقيًا طيب النفس والقلب مخلصًا لوطنه متقنًا لعمله وله الكثير من المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً من الأجانب فقد تمكن رحمه الله من تغيير مفهوم الثقافة البحرية وعدم اقتصارها على رياضات محدودة جداً كصيد السمك واللؤلؤ فقط فنقلها إلى رحاب أوسع وأكبر مضيفًا إلى مفهوم السياحة في البحرين من الحياة في المدن إلى الحياة في البحر إضافة إلى اهتمامه بالسلامة البحرية ونشرها بين الشباب وجعلها ثقافة بينهم مما جعل العديد من الأجانب يشاركون معه في مؤسسته ويزورون البحرين من خلاله الأمر الذي يشعرنا بالفخر بهذا الشاب البحريني المتميز الذي عشق البحر وشاء القدر أن نفقده في البحر، رحمه الله وأسكن فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. * الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية
مشاركة :