أروى أحمد والثلاثي جبران ينثرون إبداعاً فنياً في «جزيرة العلم»

  • 1/11/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت جزيرة العلم بالشارقة، مساء أمس الأول، ثالث حفلات مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية 2016، الذي ينظمه مركز فرات قدوري للموسيقى، برعاية هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق، الذي تتواصل فعالياته حتى مساء غد. ويسعى المركز من خلال إقامة هذا المهرجان، الأول من نوعه في إمارة الشارقة، إلى تعزيز الحضور الثقافي والفني للإمارة ولدولة الإمارات، وتعريف المجتمع الإماراتي بمختلف الثقافات الموسيقية حول العالم، وتوفير منتج ثقافي فني سياحي يضاف إلى رصيد الإمارة الكبير في هذا المجال، من خلال تنظيمها واستضافتها لعدد من أبرز المهرجانات والمعارض الفنية والثقافية والتراثية على مدار العام. استمتع الجمهور في بداية الأمسية بألحان وأغنيات الفنانة الإماراتية الشابة أروى أحمد، الفائزة بجائزة أفضل صوت نسائي في مهرجان الفنون الموسيقية بدولة قطر عام 2013، التي عزفت على الغيتار ألحاناً خليجية وغربية، بدت أقرب إلى لوحات فنية فيها الكثير من التأمل والحنين والبحث عن الحياة الجميلة التي لا يعكر صفوها شيء. غنت أروى للجمهور بروح الشاعرة، فلامست قلوباً متعطشة لنقاء النغم وعزف المعاني، من خلال مجموعة مختارة من القصائد الشعرية ومن أبرزها عشان أحبك زيادة، ومتيم بالهوى، ومن الفرحة، وشوق قلبي كبير، كما غنت بالإنجليزية لتعكس ذوقها الفني المتفرّد، بانتقاء ما يستهوي القلوب ويمتع المشاعر، فصفق لها محبو اللون الإماراتي والخليجي إعجاباً بما قدمته من إبداعات. ومن فلسطين، موطن الشاعر محمود درويش، أحيت فرقة الثلاثي جبران الجزء الثاني من الحفلة التي تنافست فيها مقطوعات العود مع قصائد درويش، لتفاجئ الحضور بالقدرة المذهلة للموسيقى حين تزاوج الشعر في صناعة فن راق لا يملك كل من يستمع إليه إلا أن ينصت بقلبه وروحه ومشاعره لما سيعبّر عنه من ألم وأمل، فرغم ما بعثته خشبة المسرح من شعور بالظلام، بزغ ضوء صغير من وسط أعواد أعضاء الفرقة الثلاثة، باثاً الشعور بالأمل والفرح والمحبة. الثلاثي، سمير ووسام وعدنان، سليل عائلة فلسطينية من مدينة الناصرة، احترفت على مدى عقود صناعة العود، فأجادت التلاعب بأوتاره، تماماً كما أتقنت صناعته، فغدا العود بين أيدي أبنائها، كأنه واحد منهم، أو شقيق لهم، يفهم ما يشعرون به في قلوبهم، فيتسلل إلى أطراف أصابعهم، ويحول تلك المشاعر إلى ألحان تكسر صمت الليل، مهما كانت ظلمته سوداء كالحة. وقبيل ختام الأمسية، صدح صوت الشاعر محمود درويش في خلفية المسرح، ملقياً بصوته قصيدته الأشهر على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وعلى الخشبة كان أعضاء فرقة الثلاثي جبران يحولون أبيات القصيدة إلى ألحان مسافرة، حلقت بين الجمهور ووصلت إلى مقاعدهم، لتنتهي الحفلة الأجمل في ذاكرتهم مع مقطوعة سفر التي كتبها الثلاثي قبل 12 عاماً وما زالت تسافر لعلها تجمع يوماً محبيها بفلسطين. وتوحد الثلاثي جبران في نهاية الحفل بعازف واحد، فقدموا مفاجأة لجمهور المهرجان حينما عزفوا جميعاً مقطوعات أخاذة على عود واحد، حملت الحضور معها إلى عالم آسر فيه الكثير من الحنين والشجن والجمال. وتتواصل فعاليات المهرجان، بمسرح القصباء، في الساعة التاسعة من مساء اليوم، مع حفل لعازف الكمان المجري الشهير جوزيف لندفاي الذي استطاع بفضل مهاراته الفائقة وشخصيته الجذابة أن يحظى بشعبية هائلة، حيث قدم حفلات موسيقية حول العالم، وشارك في أهم المهرجانات الأوروبية مع أشهر فرق الأوركسترا العالمية، ومنها أوركسترا مهرجان بودابست، وجزيرة العلم.

مشاركة :