الإجابة البسيطة على هذا السؤال بالنفي ،لأن ذلك شأن داخلي وكل ما يعنينا كيف تتعامل هي مع الآخرين. والواقع أنه إذا أردنا التعامل مع إيران كدولة علينا وعلى العالم بأكمله فهم ماذا يحصل داخل تلك الدولة التي مر عليها اكثر من ثلث قرن من الزمن منذ عام 1979م وهي ترتكب المخالفة تلو الأخرى بدون أي تحسن ملموس في سلوكها الدولي. يقول الكاتب في صحيفة الشرق الاوسط أمير طاهري -إيراني الأصل ، والخبير في شؤون السياسة الايرانية - : إن إيران لم تنتهِ من حالة الثورة التي أحدثها الخميني على الشاه في عام 1979م ،ولذلك نرى كل تصرفاتها تعكس تمردها على كل الأعراف الدولية دبلوماسية وغير دبلوماسية لأنها لازالت تعيش حالة الثورة التي لم تنتهِ حسب مفهوم الخميني الذي بنى تصوره على تصدير الثورة الى دول الجوار وكل الدول الإسلامية البعيدة والقريبة منها. وإيران كما هو معروف تحكمها ثلاثة رؤوس تلتقي في مفهوم الخميني komani doctor ولكن اساليب العمل تختلف. خليفة الخميني يستخدم الدين والفتاوى وتجنيد الأئمة لبث تعاليم المذهب الشيعي في أنحاء العالم الإسلامي بالمال والعنف. والحرس الثوري يجهز للحروب بالوكالة وتجنيد وتدريب الاستخبارات والارهابيين وإرسال المليشيات الى دول الجوار لخلق فوضى وانقلابات على الوضع القائم. والحكومة الشكلية - روحاني وفريق عمله - واجهة امام العالم تمارس الميكيافيلية بشتى أنواعها. الاعتداءات المتكررة على السفارات والبعثات الدبلوماسية تثبت أن ايران الثورة لم تدخل في مرحلة الدولة الوطنية المسئولة حسب الشروط الدولية أسوة بالدول الأخرى المنضمة للأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها وهذا ما يجعلها تعيش حالة تخبط في علاقاتها الدولية. دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تحلت بالصبر لسنوات طويلة على أمل أن تتحسن الاحوال وتحترم ايران التزاماتها الدولية حسب نصوص المعاهدات الدولية ولكن التوسع في نشاط إيران خارج حدودها الدولية أصبح مصدراً يهدد أمن واستقرار المنطقة بكاملها. تدخُّل في العراق وسوريا ولبنان وتهديد مستمر للبحرين والكويت والسعودية وأخيراً دعم بالمال والسلاح للحوثيين في اليمن مكَّنهم من الانقلاب على السلطة الشرعية وجر اليمن الى حرب أهلية مدمرة. الاعتداء الأخير على سفارة وقنصلية المملكة كان القشة التي قصمت ظهر العلاقات بين السعودية وإيران. سحب السفراء وقطع العلاقات أصبح ضرورة فرضتها تصرفات ايران الثورة التي تسلط مليشياتها على الاعتداء على مقر البعثات الدبلوماسية ، ومن بعد يخرج من يعتذر وينكر علم الدولة المفترض عن تلك الاعتداءات التي تكررت عدة مرات ضد عدة دول وليس فقط السعودية. إن الأحداث تثبت بالدليل المادي والتصريحات العدوانية المتكررة أن ايران ضليعة بشكل منظم في عمليات الارهاب التي تجتاح العالم وأن على دول العالم مجتمعة التصدي لها بالحصار وحرمانها من استخدام القنوات الدولية لتهريب الأموال والسلاح وتجنيد عملائها للتخريب في دول الجوار وغيرها. والأدلة التي تدين إيران كثيرة .. تخريب العراق وسوريا والتسبب في قتل أكثر من ثلاثمائة الف مواطن سوري وتشريد الملايين وتعطيل الحياة العامة في لبنان وتفكيك الوحدة الفلسطينية وآخر المسرحيات السوداء ما يحصل في اليمن. كل ذلك تتحمل ايران - الثورة - الجزء الأكبر من ما يحصل ولازال يحصل في تلك الدول. هذا بعض ما يثبت أيضاً ان ايران الثورة لم تدخل بعد مرور 35 عاماً مرحلة الدولة المحترمة التي تحافظ على الالتزام بالمواثيق الدولية ، وتحرص على الأمن والاستقرار داخلياً وإقليمياً وأنجع الحلول المقاطعة حتى تنتهي تلك الحالة الفوضوية. Salfarha2@gmail.com
مشاركة :