يُعدّ مرض التليف الكبدي الوبائي من أكثر الأمراض انتشارًا في الوطن العربي، والعالم، ما دفع منظمة الصحة العالمية لإطلاق مبادرة للقضاء عليه، لما له من أضرار قصيرة وطويلة المدى على صحة الأفراد، والقوى العاملة، كما يؤثر بالسلب على الإنتاج، واقتصاد الدول. يحدث تليف الكبد عند إصابة الكبد بمرض، أو خلل معين، وتحاول أنسجة الكبد إصلاح هذا الخلل، فتتكون أنسجة ندبية مع الوقت، تبدأ بمضاعفة عددها، وعمل تكتلات خلوية مع مرور الوقت. والكبد عضو مهم في الجهاز الهضمي، ويؤدي عددًا من الوظائف الضرورية لجسم الإنسان، من أهمها: تتعدد الأسباب المؤدية إلى تليف الكبد، لتشمل عوامل وراثية، وأخرى مرضية، منها: هناك بعض عوامل الخطر، التي تزيد من فرص الإصابة بتليف الكبد، مثل: لا تظهر أعراض تليف الكبد بشكل واضح في المراحل الأولى، بينما تظهر بعض الأعراض في المراحل المتقدمة، ومنها: أحيانًا يكون من الصعوبة تحديد أعراض تليف الكبد المبكر، لكن هناك بعض العلامات والدلائل التي تسهل عملية التشخيص، واكتشاف المرض، مثل: اقرأ أيضًا:عادات شائعة تدمر الكبد.. توقف عنها فورا لا ينتقل تليف الكبد من شخص لآخر، لأنه ليس من الأمراض المعدية، لكن الأسباب والوسائل المسببة لتليف الكبد هي التي تنتقل بين الأشخاص. ينتقل عن طريق الطعام الملوث ببراز الشخص المصاب. تنتقل العدوى من جسم المصاب إلى جسم شخص آخر، عن طريق الولادة، إذ تنتقل من الأم إلى الطفل، أو عن طريق مشاركة الأغراض الشخصية، مثل: أدوات الحلاقة. تنتقل العدوى عن طريق: استخدام أدوات المصاب الملوثة بالدماء، مثل: الحقن. من الصعب تحديد مدة حياة مريض تليف الكبد، لكن يمكن التنبؤ بذلك طبيًّا بشكل تقريبي وفقًا لمرحلة الإصابة ومضاعفات المرض، إذ يعيش مريض تليف الكبد في المراحل الأولى عادة لمدة 12 عامًا، أما في المراحل المتأخرة وظهور المضاعفات فقد تصل مدة حياة الشخص إلى 16 شهرًا، إذا شاء الله ذلك. تنقسم مراحل تليف الكبد إلى أربع مراحل، يختلف فيها ظهور الأعراض، ونسب الإصابة، والمضاعفات. يُصاب المريض ببعض الأعراض البسيطة لالتهاب الكبد، دون ظهور مضاعفات المرض. يبدأ ظهور الدوالي، نتيجة زيادة ضغط الدم البابي. تُعد المرحلة الحقيقة في ظهور أعراض تليف الكبد بشكل واضح، بجانب مضاعفات المرض، مثل: تورم البطن، وارتفاع نسبة الخلايا النبدية في الكبد. هذه المرحلة بمثابة تهديد لحياة المريض، ويلزم حينها اللجوء السريع إلى زراعة الكبد. اقرأ أيضًا: تعرف على 8 أطعمة تحافظ على صحة الكبد لا يصل المريض إلى المراحل المتقدمة من تليف الكبد بشكل مفاجئ، فذلك يحدث بمرور الوقت، وزيادة نسبة الخلايا المصابة، وفق أربع درجات. يبدأ هنا ظهور الأنسجة النبدية (cirrhotic tissue) في خلايا الكبد، دون ظهور أعراض واضحة على المريض. يتوسع ظهور الأنسجة النبدية في خلايا الكبد، ويصاحبها ظهور أعراض على المريض، مثل: ارتفاع ضغط الدم. يتوسع ظهور الأنسجة النبدية بشكل واضح في خلايا الكبد، يصاحبه فشل تام في وظائف الكبد، مع ظهور مضاعفات بحالة المريض، مثل: تورم الساقين. هنا تكون حياة المريض مهددة نتيجة فشل الكبد بشكل تام، وعجزه عن أداء وظائفه، ويتطلب الأمر زرع كبد بشكل سريع. يعاني مريض تليف الكبد سوء التغذية نتيجة اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، المصاحبة لتليف الكبد، لكن يمكن الالتزام ببعض النصائح الغذائية، التي تساعد على تعويض الاضطرابات الغذائية، مثل: تُصنف منتجات الألبان كاملة الدسم من: الأطعمة صعبة الهضم لمرضى الكبد، ويمكن الاعتماد على الزبادي اليوناني قليل الدسم، واللوز. يفضل الاعتماد على منتجات الحبوب الكاملة، والرز البني، بدلًا من الدقيق الأبيض. تُعد البروتينات من الأطعمة الممنوعة على مرضى الكبد، ولكن يمكن تعويضها بنسب معتدلة من: لحوم الدجاج دون الجلد، وأنواع الأسماك المختلفة، مثل: السلمون، والبيض، والمصادر النباتية للبروتين، مثل: البقوليات المجففة. اقرأ أيضًا: تعرف على 4 أطعمة لتنقية الكبد من السموم يفضل أن تتنوع وجبات مريض تليف الكبد، ولا يُحرم من أنواع الأطعمة، ويمكن تناول مختلف الأطعمة بطرق طهي صحية وبكميات معتدلة، واللجوء إلى الزبدة، والزيوت الخفيفة، وهناك بعض أنواع الأطعمة المناسبة لمرضى تليف الكبد، منها: يجري تشخيص تليف الكبد عادةً عن طريق: يأخذ الطبيب معلومات من المريض عن: تاريخه الطبي، وتاريخ العائلة، وفحص الأعراض الظاهرة على المريض، مثل: اصفرار لون العين، تضخم الكبد، بقع حمراء في راحة اليد، انتفاخ في منطقة البطن. يلجأ الطبيب إلى بعض تحاليل الدم، مثل: تحليل ALT يتم فيه قياس نسبة أنزيم الكبد المسمى: أنزيم أمين الالابنين. يكون الأنزيم في الحالة الصحية الطبيعية للكبد موجودًا داخل حدود الكبد، فيساعد على: عملية الهضم، وإنتاج البروتينات. أما في حالة تليف الكبد فإن الكبد يفرز هذا الأنزيم داخل مجرى الدم، ومن ثم يسهم قياس نسبة الإنزيم في تحليل نسبة تليف الكبد. وهناك أمور تسهم في التشخيص، من خلال التحاليل، مثل: يلجأ الطبيب إلى بعض اختبارات التصوير، للمساعدة في تحديد نسبة الخلايا النبدية وشكل وملمس الكبد، مثل: اقرأ أيضًا:فوائد التفاح للصحة.. يطهر الكبد ويقوي العظام يتم أخذ خزعة من الكبد لتشخيص حالة الكبد ومعرفة السبب الأساسي، وراء تليف الكبد. يعتمد نظام معالجة تليف الكبد على حالة الكبد، مرحلة الإصابة، الأعراض، المضاعفات الموجودة بالمريض، وأسباب الإصابة بتليف الكبد. يشمل علاج تليف الكبد: ويكون بعلاج المسبب الأساس لتليف الكبد، عن طريق: يحدث اللجوء إلى زراعة الكبد في حالة المراحل المتأخرة، المهددة لحياة المصاب بتليف الكبد. بقيت الإشارة إلى أن الحالات المرضية المرتبطة بتليف الكبد خطيرة، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب المختص، عند ظهور أي عرض غير طبيعي، مرتبط بالمرض، إضافة إلى: ضرورة الالتزام التام بالعلاجات الموصوفة من قِبل الطبيب.
مشاركة :