الوقاية من «تليف الكبد» طوق نجاة

  • 10/9/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مرض تليف الكبد أو تشمع الكبد يعتبر من الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان، وهو أحد الأمراض التي تصيب أجزاء من جهاز الكبد وتجعله غير قادر على القيام بوظائفه الحيوية لاستمرار الحياة، ومن هنا تأتي الخطورة على صحة الإنسان. لمعرفة مدى هذه الخطورة يجب أن نعرف بعض وظائف الكبد، فمثلا يقوم الكبد بعملية تنقية الدم من المواد السامة، وتخليص الجسم من هذه المواد، كما ينتج الكثير من العناصر الضرورية لجسم الإنسان ولاستكمال عملية الهضم، فهو مصنع العصارة الصفراء التي تساهم في عملية الهضم، كما ينتج المواد التي تساعد على عملية تجلط الدم، حتى يساعد على منع سيلان الدم، والمساعدة على وقف أي نزيف يصاب به الإنسان فوراً، بالإضافة إلى أنه مخزن لعنصر الحديد وبعض المعادن الهامة، ويخزن الفيتامينات، ويقوم بتنظيم السكر في الجسم، إضافة إلى أحداث التوازن المطلوب للبروتينات والدهون في الدم، وينظم عمل عدد من الهرمونات، أيضاً يقوم بتحليل بعض المواد الغذائية الضارة مثل الكحوليات، كما يقوم الكبد بما يقرب من 390 وظيفة حيوية متنوعة، وينتمي الكبد للجهاز الهضمي للإنسان ويعتبر أكبر غدة في الجسم، ولنتخيل ما الضرر الواقع عند توقف هذا الجزء المهم من الجسم عن أداء بعض وظائفه، أو حتى حدوث نوع من القصور في أداء مهامه. وتشير الدراسات أنه عند إصابة جهاز الكبد بالتليف يعجز مثلاً عن تصفية الدم من السموم، ويسبب ذلك تراكمها داخل الجسم، ويفشل في إنتاج مواد تساعد على تجلط الدم بالمقدار المناسب والكافي، مما يجعل هناك صعوبة كبيرة في وقف أي نوع من النزيف، وغالباً ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في بعض الأوردة التي تصل الدم من الأمعاء إلى الكبد، مما يؤدي إلى حدوث نزيف شديد في الجهاز الهضمي يسبب مضاعفات جسيمة، وفي حالة تطور المرض وزيادة تليف الكبد تزيد فرص الإصابة بخطر مرض التحصي الصفراوي، كما أن المصابين بتليف الكبد هم الأكثر تعرضاً للإصابة بسرطان الكبد، وإذا لم يتم السيطرة على تليف الكبد وعلاجه في مراحله الأولى فقد يؤدي إلى الوفاة، أما إذا تم التشخيص المبكر فإن ذلك يساعد على منع تطور الحالة ووقف الضرر إلى حد كبير، والخطورة في مرض تليف الكبد أن الأعراض لا تظهر إلا عند حدوث قصور في أداء ووظائف الكبد، وهنا يدرك المريض والطبيب أن هناك تليفاً حدث في الكبد، وقد تمتد مراحل الإصابة بتليف الكبد إلى ما يقرب من 15 إلى 18 سنة، حتى يحدث التليف والتدمير الكامل للكبد، وفي بعض الحالات لا يشعر المصاب بأي أعراض رغم التدهور المستمر في داخل الكبد، وعندما يتوقف الكبد عن العمل تظهر المضاعفات الجسيمة التي يشعر بها المريض وتؤثر تأثيراً خطراً على صحته وحياته. وتوضح الدراسات أن تليف الكبد هو عبارة عن مرض يصيب الإنسان على فترات طويلة تصل إلى سنوات حتى يتحول نسيج الكبد السليم إلى نسيج ليفي، حيث تصاب خلايا الكبد السليمة بالندبات وتنتشر في أجزاء من نسيج الكبد، وتصبح أنسجة تالفة، وفي الحالات المتأخرة من هذا المرض يصل التلف إلى نسب عالية جداً، تسبب فشل الكبد، وعندها يتوقف الكبد تماماً عن إتمام الوظائف المكلف بها، ولا مفر من اللجوء إلى عملية زراعة فص كبد جديد، فالزراعة هنا واجبة، حتى لا تتفاقم الحالة وتصل إلى الوفاة، ومسببات هذا الفشل الكبدي كثيرة، ومنها الإصابة بمرض كبدي مزمن يقود إلى التليف، وأظهرت الأبحاث أن من أكثر العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد هي الإصابة بمرض الالتهاب الكبدي الوبائي خاصة نوع سي وبي، إضافة إلى استمرار تناول الخمور لفترات طويلة، حيث يسبب تعاطي الخمور إصابة ما يقرب من حوالي 18 في المائة من جمالي حالات تليف الكبد، طبقاً لأحدث الإحصائيات، وأيضاً تسبب كثرة الدهون المتراكمة على الكبد إلى نوع من التليف، بالإضافة إلى الكثير من الأسباب الأخرى. وتبين الدراسات أن تليف الكبد يؤدي إلى تكون نسيج ليفي، وبدوره يعمل هذا النسيج على إعاقة وصول وتدفق الدم بصورة طبيعية من الأمعاء عن طريق الكبد، مما يسبب تراكم الدم وإحدث ضغط شديد جداً داخل الأوردة التي تقوم بتوصل الدم إلى هذا الجزء ويسمى منطقة الجهاز البابي، وهذا الضغط يطلق عليه الأطباء فرط ضغط الدم البابي، الذي غالباً ما يؤدي إلى حدوث بعض الانفجارات في هذه الأوردة الدموية، ويسبب نزيفاً داخلياً، ولذلك فإن الكثير من الدراسات كشفت أن مرضى التليف الكبدي هم الأكثر تعرضاً إلى الوفاة، وقد صنفت بعض المراكز الصحية العالمية مرض تليف الكبد من الأمراض المسببة للموت، ووضعته في مرتبة متقدمة بين الأمراض المسببة للوفاة، ونصحت الدراسات بسرعة علاج الحالات المبكرة من المرض، للمساعدة على تجنب العواقب الوخيمة في المستقبل. وأضافت بعض الدراسات أن من أسباب مرض تليف الكبد الإصابة ببعض أمراض التمثيل الغذائي، وأيضاً الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم مرض مناعة ذاتي جهاز المناعة في خلايا الكبد ويسبب نوعاً من الالتهاب المزمن، والتي تعتبر من أهم العوامل التي تسبب الإصابة بالتليف الكبدي، كما أن الآثار الجانبية لبعض العقاقير والأدوية والعلاجات قد تسبب أضراراً على الكبد وتساعد على التليف، وهناك بعض الأشخاص يتناولون أنواعاً سامة من الأعشاب، إضافة إلى التعرض المستمر لبعض سموم البيئة الناتج عن التلوث الشديد، كلها عوامل مساعدة على حدوث تليف الكبد، كما أن تكرار العدوى ببعض الطفيليات والبكتيريا الضارة يؤثر سلباً على الكبد، وفي حالة تناول الخمور فإن السيدات يكنّ أكثر عرضة من الرجال في الإصابة بمرض تليف الكبد، ويرجع السبب إلى أن الكحول تعمل على تثبيط عملية الأيض المعتادة والطبيعية للدهون والبروتينات والكربوهيدرات مما يسبب ضرراً بالغاً للكبد، وأيضاً تشير بعض الأبحاث إلى دور العوامل الوراثية في الإصابة بمرض تليف الكبد، مثل الأمراض الوراثية كمرض التليف الكيسي، ومرض تراكم عنصر الحديد على الكبد والأعضاء الأخرى، ونقص أنزيم ألفا-1 وغيرها من الأمراض النادرة. كما أوضحت الدراسات أن مرض تليف الكبد لا تظهر له أعراض في مراحل الإصابة الأولى، فقط يمكن أن يظهر في إصابة الجلد مثل احمـرار راحة اليدين، والإصابة بالوحمة العنكبوتيـــة والتـي تظهر على هيئة تعرجات فـــي الجلد علــى شكل عنكبوت، وغالباً مــا يعانـــي المصاب من حالــــة من الضعف الجسمي الكامل، وتهــــاجمـــهم الأمراض المتنوعة بشكل كبير، وتظهر الأعراض والمضاعفات الكبيرة في المرحلة اللاحقة نتيجة حدوث نوع من التليف الواسع في الكبد، ومنها اليرقان وهو اصفرار في لون الجلد، ويصاب المريض بالاستسقاء، وأيضاً نزيف ينتج عن اتساعات وتهتكات في الأوردة الموجودة في المريء والمعدة، وقد يصاب المريض بغيبوبة، وفي المراحل الأخيرة من المرض ينتاب المصاب حالة من الاضطرابات الذهنية، إضافة إلى نزيف وفشل كبدي، وقد يصل إلى حد الإصابة بسرطان في الكبد، وتؤكد الأبحاث أنــــــه لا يمكن الشفاء من مرض تليف الكبد بصورة كاملــــة، ولم يكتــــشف عــــلاج جديد أو أي مستحضرات طبية يمكنـــها وقـــــف حــــــدوث التليف الكبدي، حتى وإن نجحت بعض العقاقير والأدويــة في علاج مسببات هذا المرض، وتنصح الـــدراسات بإجراء عملية الزراعة إذا وصل الكــبد إلى درجة كبيرة من التليف، لأنه لا يوجد علاج للتليف الكبدي. كما تشير العديد من الدراسات إلى بعض الأعراض المصاحبة لمريض تليف الكبد، ومنها الشعور بحالة من التعب والإعياء الشديد، مع الإصابة بارتفاع في درجة حرارة الجسم، وتغيرات أيضاً في لون البول، اختلاط الدم بالبراز مع حالة من النزيف عن طريق الأنف، يصحب ذلك انخفاض كبير في الشهية والإقبال على الوجبات، ومن ثم نقص كبير في الوزن، وطبعاً حدوث اصفرار في لون الجلد، والشعور بوجع وألم في البطن مع تجمع كبير للسوائل في الرجلين وفي البطن، وعند الوصول إلى بعض هذه الأعراض أو جزء منها، فعلى المريض إجراء كشف لقياس مدى ومعدل التليف الذي وصل الكبد، وعلى هذه النسبة التي ستظهر ستحدد طريقة العلاج، وفي بعض الحالات يتم استخدام العلاج الدوائي فقط بناء على نسبة الإصابة، وتنصح الكثير من الدراسات والأبحاث للوقاية من الإصابة بمرض تليف الكبد، أن يقوم الأشخاص الأصحاء بعمل فحص دوري لوظائف الكبد، ومراجعة الطبيب المختص لإجراء بعض الفحوصات الروتينية والاختبارات الدورية للاطمئنان على صحة الكبد. تطعيمات للوقاية من الالتهاب من المهم استخدام بعض التطعيمات ضد مرض التهاب الكبدي الوبائي ب والامتناع فوراً عن تناول الخمور، ولوقف الضرر اللاحق على مريض التليف يجب مراعاة جدول غذائي معد من قبل الطبيب، واتباعه بصرامة وحزم، ولابد أن يكون غنياً بعنصر الصوديوم، مع تناول العلاج واللقاحات الموصوفة من الطبيب، وتجنب أي وصفات شعبية أو العلاج بالأعشاب، واستشارة الطبيب في تناول أي صنف جديد من الدواء.

مشاركة :