وزير الخارجية: المملكة ستتخذ خطوات إضافية في حال استمرار سلوك إيران العدواني

  • 1/11/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن المملكة ستتخذ خطوات إضافية في حال استمرار إيران في عدوانها وانتهاكاتها، مشيرا في هذا الصدد إلى الخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في مجلس الأمن وعلى المستوى الوزاري العربي وطلبها بعقد اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث الاعتداءات الإيرانية وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للمملكة. واعتبر الجبير في مؤتمر صحافي مشترك له مع وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في ختام الوزاري العربي الطارئ مساء أمس أن رسالة طهران التي اعتذرت خلالها في مجلس الأمن تضمنت مغالطات، مشددا على أن ما حدث في طهران ومشهد من اعتداءات على المقار الدبلوماسية السعودية هو نتاج للتصريحات العدائية وسياسة التحريض التي تنتهجها إيران ضد المملكة واستمرار تدخلها في شؤونها اعتراضا على تنفيذ حكم قضائي بشأن مواطن سعودي. ونفى الجبير في رده على اسئلة الصحافيين وجود وساطة عربية لإزالة التوتر الحالي، مشيرا إلى أن بعض الدول عرضت القيام بذلك لكن المهم أن تكون هناك جدية من إيران بالأفعال وليس بالأقوال. عبدالله بن زايد: الإمارات مستعدة لدعم ومساندة السعودية بأي شكل.. وعلى إيران أن تتوقف عن سلبياتها ووجه الجبير الشكر لكافة وزراء الخارجية العرب لموقفهم التضامني مع المملكة، واصفا الموقف العربي الذي ظهر في قرارات المجلس بأنه كان قرارا واضحا وقويا برفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي رفض دعمها للإرهاب والطائفية في الوطن العربي. وقال الجبير إن "قرار اليوم قوي وواضح ويتماشى مع البيان الأخير الصادر عن مجلس الأمن وما صدر عن اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وهذه كلها رسالة واضحة لإيران بأن الدول العربية لا تقبل بالأعمال السلبية التي تقوم بها إيران". ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية وصلت إلى هذه النقطة في علاقاتها مع إيران ليس فقط بسبب الاعتداء الأخير على سفارتها وقنصليتها ولكن على مدى تجربة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود رأينا فيها إيران تقوم بأعمال سلبية تتمثل في دعم الطائفية ومحاولة تجنيد أبناء البلدان العربية ليقوموا بأعمال ضد أوطانهم بالإضافة إلى دعمها لميليشيات وإرسالها لتقوم بأعمال عنف في الدول العربية، وهذه السياسات أدت على مدى العقود الأخيرة لوصول رسالة سلبية إلى الدول العربية ومنها المملكة لنقول "كفى لمثل هذه السياسات". وتابع الجبير: "إذا كانت إيران تريد أن يكون لها دور إيجابي في المنطقة فعليها أن تتعامل مع جيرانها وفق مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين ورفض الإرهاب وليس دعمه"، مؤكدا إذا فعلت إيران ذلك فستعيش في المنطقة كدولة جارة وإذا استمرت على نهجها العدواني الحالي الطائفي الداعم للإرهاب فستواجه معارضة من الدول العربية وهذا كان مضمون الرسالة التي خرج بها وزراء الخارجية العرب. العربي: قرار وزراء الخارجية يؤكد الشعور بالقلق من التدخلات الإيرانية المستمرة وفي رده على سؤال حول مدى وجود تصور سعودي لإدارة الصراع مع إيران، قال الجبير "إننا لا نريد صراعا طائفيا، وإيران تتدخل في شؤون الدول العربية تحت زعم حماية الطائفة الشيعية وخلقت فتنة بينهم وبين الدول التي يعيشون فيها، وبالنسبة لنا في المملكة فإن خطواتنا هي رد فعل تجاه ما تتخذه إيران ولم نجند أحدا ضد إيران ولم نجند ميليشيات ضدها كما تفعل في الأراضي العربية". وأضاف الجبير "ليس لدينا مشكلة مع الشعب الإيراني الذي بدوره يرفض سياسات بلده التي ستجعل إيران في عزلة عن العالم"، داعيا إلى توحيد الصف في مواجهة سياسة إيران غير المنطقية. وفيما يتعلق بتأثير الخلاف السعودي - الإيراني على حل الأزمة السورية واجتماع جنيف في 25 يناير الجاري، قال الجبير إن "السعودية تدعم المعارضة السورية وتدعم الجهود الدولية بغض النظر عن خلافتنا مع إيران والتي تتدخل في الصراع وتدعم النظام السوري وهو الأمر الذي ادى إلى مقتل 250 ألف سوري وتشريد 12 مليون سوري آخرين ولدينا خلاف مع إيران في هذا الشأن". ومن جانبه قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد إن وزراء الخارجية العرب أكدوا خلال كلماتهم ومناقشاتهم بأننا كعرب لا نريد صراعا مع إيران أو مواجهة أو حربا، بل نحن في دولنا نريد أن ندفع بالتنمية لشعوبنا ومنطقتنا ودولنا، ونعتقد أن المنطقة العربية فيها من الخير الكثير من البشر والثروات ما نستطيع أن نلبي من خلاله آمال شعوبنا، ولكن للأسف صار لنا سنوات من الصراعات والمماحكات التي لم تسمح لنا أن نعمل في هذا الاتجاه". وأضاف أننا نقبل من إيران إذا كانت لا تريد أن تضرنا ولا تنفعنا، فهذا حل مرضٍ لنا جميعا لكن مع الأسف العمل مع إيران فيه خير وشر وغالبا الشر أكبر من الخير وإلى أن تعقل وتنضج ايران من النفس الثوري الذي هي فيه والتي في كثير من الأحيان تستغل شعبها ومواطنيها لرسم هذه الهالة الثورية الدينية وأحيانا الشيفونية، نعتقد أننا سنبقى في هذا الوضع، لكننا جميعا نريد علاقة طبيعية مع إيران وعلى إيران أن تثبت ذلك بالقول والفعل حتى نقيم معها هذه العلاقة الطيبة". وفي رده على سؤال عن عدم قطع الإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع إيران على غرار ما قامت به السعودية والبحرين وهل كان السبب هو علاقتها التجارية مع ايران، قال الشيخ عبدالله بن زايد إن "حجم التجارة الخارجية لدولة الإمارات يتجاوز 400 مليار دولار أميركي بينما حجم التجارة مع إيران لا يمثل سوى 4 في المئة من هذا الرقم"، مشيرا إلى أن التجارة الخارجية تشكل عَصب الحياة الاقتصادية في الإمارات، وقال "على سبيل المثال موارد قطاع واحد مثل السياحة في الإمارات يزيد على حجم التجارة مع إيران بكثير فيبلغ عدد السياح الذين يقومون بزيارة الإمارات في العام 17 مليون سائح يشكلون 8.3 في المئة من الدخل القومي. وتابع الشيخ عبدالله بن زايد: "صحيح ان هناك علاقة تجارية تاريخية مع إيران في الستينيات والسبعينيات كانت تشكل العصب الرئيسي من التجارة الخارجية بين البلدين ولكن اليوم لا يشكل حجم التجارة بيننا رقما كبيرا في الدخل القومي". وأضاف أن وسائل الإعلام ذكرت أن في الإمارات نصف مليون إيراني في حين يوجد بها أقل من 90 ألف إيراني وهذه حقائق، كما ذكروا أيضا أن أعداد الشركات الإيرانية في الإمارات تبلغ 10 آلاف بينما لا تتعدى الشركات الإيرانية 200 شركة على أرض الواقع فأرجو ألا نضخم الأمور أكثر مما تحتمل. وقال إن مسألة قطع العلاقات الدبلوماسية بين أي دولة واخرى يجب أن يكون نتيجة لعمل عدواني مباشر على هذه الدولة وأنا متأكد أن ما حدث على السفارة والقنصلية السعودية في ايران هو عمل عدواني على السعودية وبالتالي يعتبر عملا عدوانيا أيضا على دولة الإمارات ولكنني لا أستطيع أن أبرر قطع العلاقات الدبلوماسية وقمت بثاني أقل ضرر للعلاقة ألا وهو تخفيض مستوى هذه العلاقة ولكن هذا لن يثنيني "كإمارات" عن أخذ أي خطوات إضافية لدعم ومساندة المملكة العربية السعودية بأي شكل كان. ومن جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن ما توصل إليه وزراء الخارجية العرب من قرار يؤكد شعور الدول العربية بالقلق بقوة من تدخل دول الجوار خاصة التدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون الدول العربية. وقال العربي إن القرار يعكس الدعم العربي الكامل للمملكة العربية السعودية حتى أن العراق أيد القرار رغم وجود ملاحظات لها، أما لبنان فكان لديه مشكلة نظرا لوجود حزب الله في تشكيلة الحكومة الحالية وهذا يمثل حرجا على الحكومة اللبنانية، مشيرا إلى أن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل أكد خلال الاجتماع احترامه للتضامن العربي والتزامه بسياسة الحكومة اللبنانية القائمة بالنأي بلبنان عن الأزمات المشابهة ولذلك امتنع لبنان عن التصويت على القرار واعترض على البيان ولكن كان الدعم العربي كاملا في القرار وهذا كان أمرا متوقعا. وأضاف أنه تم تكليف الأمين العام للجامعة العربية بتشكيل لجنة وزارية عربية والاتصال بأعضائها وهم وزراء خارجية الإمارات والبحرين والسعودية ومصر بالإضافة إلى الأمانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية ورفع نتائج ذلك إلى أقرب اجتماع وزاري قادم. وأكد العربي أن هذه اللجنة تعتبر الآلية لمتابعة تنفيذ هذا القرار وإعداد تقرير لرفعه لوزراء الخارجية العرب سواء في دورة مارس العادية أو عقد جلسة خاصة في أقرب وقت ممكن إذا اقتضت الضرورة بالإضافة إلى عرض الأمر على اجتماع وزراء الخارجية العرب في الإمارات في 25 يناير الجاري والذي تم الاتفاق على أن يتم خلال هذا الاجتماع مناقشة كل التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي وتدخلات دول الجوار في الشأن العربي بشكل معمق وذلك لإيجاد وسيلة لصد تلك التدخلات ووقفها نهائيا وهو ما نرجو أن يحدث.

مشاركة :