النساء.. بين الحب والعنف!

  • 10/19/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بينما سعت الأمم لوضع قوانين تحمي النساء من العنف، وقبل القوانين الوضعية، نزلت قوانين السماء بحماية أبدية للمرأة، «حقوقها» في كافة أحوالها، و»تعاملاتها»، في الزواج والطلاق، والإرث والنفقة، وجعلت قوامة الرجل رعاية وحماية، لأن المرأة خُلِقَت بتكوين جسماني أضعف من الرجل، وبنية نفسية تغلب عليها العاطفة، لتتمكَّن من قيامها بالدور الأهم في الحياة البشرية، وهي الأمومة، وما يتطلبه هذا الدور من ضعفٍ جسدي ورقة مشاعر، تُحسب للمرأة مكامن قوة لا ضعف، إلا أن التعامل مع النساء عبر التاريخ اتخذ منحى آخر، وانحرف عن الفهم الصحيح للتعامل مع هذا التكوين الجسدي والنفسي الضعيف والرقيق. للأسف، واجهت النساء صنوف العنف، من الاسترقاق، للامتهان، للاتجار بها وبجسدها، إلى العنف حد الموت، حتى مِن أقرب المقرَّبين إليها، كالأب والأخ والزوج، ومِمَّن أُعجب بها ولم يجد له مكاناً في قلبها، مارس معها أقسى أنواع القتل علناً وعلى الملأ، ذبحاً وخنقاً وطعناً، أو رمياً بالرصاص، وأقرب مثل حوادث القتل التي حدثت في مصر والأردن، ودول أخرى كثيرة، استغل فيها القاتل ضعف المرأة الجسماني، وعدم قدرتها على مقاومته بأي شكل، فمارس مع جسدها الضعيف القتل البشع في الشارع، أو على الرصيف، دون رفة عين، أو خوف حتى مِن المصير. أسوأ أنواع العنف هو الاستغلال الذي يُمَارَس ضد النساء الثريات، لأنه استغلال مُضَاعَف، عاطفياً ومادياً وجسدياً، فالاستغلال يبدأ عاطفياً حتى يتمكَّن الذئب البشرى من السيطرة على الضحية الثرية، وتقع في حبائله، ثم تبدأ المرحلة الثانية من الاستغلال المادي، حيث يبدأ الذئب في الاستيلاء على أموالها وممتلكاتها شيئاً فشيئاً، فإذا فطنت وتيقَّظت، تبدأ المرحلة الثالثة، وهو الاستغلال الجسدي، أي ممارسة كافة أنواع العنف لإخضاع الضحية، خصوصاً إذا كان ممَّن له سلطة زوجية مثلاً، يمكنه فعل ما يشاء إذا كانت المرأة مُحَاطَة بالضعف من كل أركانها، أي أنها لا تملك سنداً عائلياً يقف خلفها، يمنع عنها التسلُّط، ويُخلِّصها من الزوج أو الذئب المفترس، أو أنها تكون هشَّة وضعيفة لدرجة عدم التخلِّي، أو البعد عن خناقها مهما فعل!. أما إذا تشارك الأهل في موضوع استغلال المرأة الثرية، كالأخ مثلاً، الذي يملك قوة جسدية وسلطة أسرية واجتماعية تُمكِّنه من الاستغلال، أو ممارسة العنف بأي شكلٍ من الأشكال بدعوى الحماية، أو المصلحة، أو أي مبرر يجد له قبولاً ودعماً، ليستمر استغلال المرأة أو تعنيفها بحرمانها من حريتها مثلاً، أو ممارسة هواياتها، أو استكمال تعليمها، أو حتى حرمانها من صغارها، عندما يتسلَّط الأهل على ابنتهم المطلَّقة مثلاً، فيرفضون صغارها بحجة: «خرجتِ بطولك ترجعي بطولك»، وهذه ليست حجة أو مبرراً مقبولاً، بل عنفاً أسرياً يُمَارس ضد امرأة حزينة ومكسورة، بحاجة إلى دعم نفسي، وأهم دعم للمرأة المطلَّقة أن تُحاط بصِغارها، «قوتها»!. رغم القوانين التي وضعتها الدول لحماية النساء من مثل تلك الممارسات، إلا أن أصحاب النفوس الضعيفة والعقول المريضة، يبتكرون وسائل وأساليب جديدة كل يومٍ للسيطرة على النساء، بدلاً من دور الحماية المناط بهم، والقوامة الموكلة لهم، التي تحوَّلت إلى نوعٍ من السيطرة أو الاستعباد، والأسوأ هو العنف ضد امرأة ضعيفة لا تملك سوى ثروتها، وقلباً هشًّا تعصف به رياح العشق، أو الطيبة، كلاهما يُصبحان ضدها إذا زادا عن حدِّهما، هكذا علَّمتنا حكمة الأولين: «كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده»، لا نصيحة لدي، فقط مجرد فضفضة على الورق؛ بعد كل حوادث القتل التي ذهبت ضحيتها النساء، وقصص لا زالت في طي الغيب لازالت تُصارع فيها النساء، ربما تتحوَّل إلى حوادث يكشفها العلن، لحظتها فقط تصبح خبراً تُغطِّيها وسائل الإعلام، بعد أن يُسدَل الستار على النهاية، وتُصبح الضحية «خبر كان». nabilamahjoob@yahoo.com

مشاركة :