إيران تؤجج بالمسيرات حروبا من أثيوبيا إلى أوكرانيا

  • 10/19/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - تسعى الولايات المتحدة لكشف الانتهاكات الإيرانية ودور طهران في تهديد الأمن والسلم الدوليين بتسليم أسلحة ومعدات عسكرية من شانها تأجيج الحروب في عدد من الساحات ليس في الشرق الأوسط فقط ولكن في أفريقيا وشرق أوروبا كذلك. وأعلنت الخارجية الأميركية، الثلاثاء، أن إيران أرسلت مسيرات مسلحة لإثيوبيا في صيف 2021، في انتهاك قرار دائم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أول تأكيد رسمي من قبل الحكومة الأميركية بشان هذا الدعم بعد ان تحدثت تقارير إعلامية عنه. وقال المتحدث باسم الخارجية، فيدانت باتيل، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أبلغت الأمم المتحدة بشأن عملية إرسال المسيرات، مشيرا أنها تنتهك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2231، الذي صادق على الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 الذي وقعته القوى العالمية مع إيران. وأضاف أن "هذا النوع من عملية نقل المسيرات يندرج ضمن هذا التقييد وهو خاضع له"، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن. ورفع القرار العديد من العقوبات المفروضة على إيران مقابل موافقة الأخيرة على كبح أنشطتها النووية والسماح بتطبيق نظام تفتيش دولي. كما حدد القرار موعدًا نهائيًا لعام 2020 لرفع حظر الأسلحة المفروض على إيران، والذي ضغط الرئيس السابق دونالد ترامب دون جدوى لتمديده، ومع ذلك، فإن القرار أبقى على قيود نقل بعض التقنيات العسكرية حتى عام 2023. وتحدثت العديد من وسائل الإعلام عن استخدام إثيوبيا الواضح للطائرات بدون طيار (مهاجر 6) بالتزامن مع تحول الحرب لصالح الحكومة ضد متمردي تيغراي، لكن تعليقات وزارة الخارجية هي أول تأكيد حكومي على استخدام الطائرات بدون طيار في الصراع. وقالت الخارجية الأميركية، الاثنين إن بيع إيران للطائرات المسيرة لروسيا لمساعدتها في حروبها في أوكرانيا يعد أيضا انتهاكًا للقرار 2231. ورفضت إيران مرارًا اتهامات الغرب بأنها تزود روسيا بطائرات مسيرة مصنعة محليًا في الوقت الذي صعدت فيه موسكو من حربها ضد أوكرانيا بسلسلة من الضربات بطائرات كاميكازي المسيرة (إيرانية الصنع) على مدن أوكرانية وبنى تحتية حيوية في الأسابيع الأخيرة. بدورها رفضت روسيا المعطيات بشان تسلمها طائرات مسيرة إيرانية لقصف مواقع في اوكرانيا لكن بعض الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت طائرات شاهد إيرانية الصنع، والتي تشير إليها روسيا باسم "جيران -2"، وهي تحلق في سماء كييف، بالإضافة إلى حطام الطائرة بعد أن قصفت أهدافها. والإثنين، قدم وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا مقترحا للرئيس فولوديمير زيلينسكي لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب تزويدها روسيا بطائرات مسيرة. وتشير هذه المعطيات الى حجم التهديدات الإيرانية للأمن والسلم العالميين وهو ما جعل الاتحاد الأوروبي يقرر في اجتماعه الأخير التحقيق في التهم الموجهة لإيران بتزويد روسيا بالطائرات المسيرة والتهديد بفرض عقوبات مشددة وعدم الاكتفاء بالعقوبات على الأفراد. وكانت مصادر دبلوماسية و سياسية عربية وغربية قد أكدت إن طهران زودت وكلاءها في المنطقة بمسيرات انتحارية حيث تورطت إيران في دعم عدد من الميليشيات في المنطقة حيث سلمت كلا من الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني وحتى الميليشيات في العراق وسوريا طائرات مسيرة لاستخدامها ضد دول الجوار. وقبل الهدنة في اليمن استعمل الحوثيون هذه التقنية بكثافة ضد المملكة العربية السعودية. واتهمت المغرب السلطات الإيرانية بتسليم جبهة البوليساريو الانفصالية طائرات مسيرة ما كشف المدى الذي يمكن ان تصل اليه التهديدات الإيرانية. وقال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة في لقائه الشهر الجاري مع نظيره اليمني ان ايران زودت جبهة "البوليساريو" بالطائرات المسيرة، بما يشكل خطرا كبيرا على الأمن والسلم. كييف - تتجه أوكرانيا على أرجح التقديرات لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بينما تتهم كييف طهران بتزويد روسيا بمسيرات انتحارية تستخدمها القوات الروسية في هجمات على أهداف أوكرانية، فيما تفاقم التوترات القائمة أصلا مع الدول الغربية المتوجسة من التعاون الروسي الإيراني. وسبق للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن قال إنهما يدققان في صحة تلك الأنباء وأنهما يدرسان فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية في حال تأكد استخدام القوات الروسية لمسيرات انتحارية إيرانية الصنع. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم الثلاثاء إنه قدم اقتراحا للرئيس فولوديمير زيلينسكي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب صادراتها من الأسلحة لروسيا. وذكر الوزير الأوكراني في مؤتمر صحفي أن طهران تتحمل المسؤولية كاملة عن تدمير أوكرانيا، مضيفا أنه سيرسل مذكرة رسمية إلى إسرائيل لطلب إمدادات دفاع جوي فورية والتعاون في هذا القطاع. ولتبرير اقتراحه، شدد كوليبا على "نشر تقارير عن احتمال استمرار إمدادات الأسلحة من إيران إلى روسيا"، بعد مقالات صحافية أشارت إلى قرب تسليم صواريخ أرض-أرض إيرانية إلى موسكو. وقال إن "تصرفات إيران تنم عن الشر وهي أكاذيب لن نتساهل معها ... طهران تتحمل المسؤولية الكاملة عن تدمير العلاقات مع أوكرانيا"، إلا أنه وعد بإعادة النظر في هذا الاقتراح "إذا توقفت إيران عن إمداد روسيا بالأسلحة". وأبدت طهران الثلاثاء استعدادها لإجراء مباحثات مع كييف لتوضيح "مزاعم" بشأن تزويدها روسيا أسلحة وطائرات مسيّرة لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا. وقالت الخارجية الإيرانية، إن هذه المزاعم "لا أساس لها من الصحة ومبنية على معلومات خاطئة"، مبدية "استعداد إيران للحوار مع أوكرانيا بهدف توضيح هذه الاتهامات". وكانت أوكرانيا قد أبلغت عن سلسلة من الهجمات الروسية باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136 في الأسابيع الماضية. وتنفي إيران تزويد موسكو بالطائرات المسيرة. وتعرضت العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى أمس الاثنين لهجمات بمسيرات انتحارية خلال ذروة الصباحية للمرة الثانية خلال أسبوع، متسببة في دمار وسقوط قتلى من المدنيين، بحسب ما قال مسؤولون أوكرانيون. واتهم معاون للرئيس الأوكراني إيران بالمسؤولية عن "قتل الأوكرانيين" بعد استخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية الصنع في ضرب كييف. وكثفت روسيا في الفترة الأخيرة من الاعتماد على المسيرات في مهاجمة أهداف أوكرانية بعد تعرضها لنكسات عسكرية. وأعلنت موسكو وطهران في أكثر من مناسبة عزمهما تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي فيما يخضع كلاهما لعقوبات غربية قاسية تدفع لتضييق الخناق عليهما، لكنهما تنفيان باستمرار ما تردد من أنباء في الفترة الماضية عن صفقة مسيرات قتالية وانتحارية سرية.   وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من نشر معلومات عن الصفقة الإيرانية الروسية من الطائرات المسيرة، مشيرة إلى زيارة وفد عسكري روسي لطهران من أجل إتمام نقل تلك المسيرات ثم تحدثت لاحقا عن نقل دفعة منها سرّا. ويتيح تعزيز التعاون العسكري الروسي الإيراني للبلدين فتح منافذ للالتفاف على العقوبات الغربية، بينما تمثل صفقة المسيرات الإيرانية في هذا السياق واحدة من أوجه التعاون المثير للقلق بالنسبة للقوى الغربية الساعية لزيادة عزلة روسيا وتكثف في الوقت ذاته الضغوط على إيران ضمن جهود إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو/ايار 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب ويسعى سلفه جو بايدن للعودة إليه، لكن جهود إنعاشه تعثرت في اللحظات الأخيرة بسبب مطالب إيرانية جديدة تتجاوز خطة العمل المشتركة (التسمية الرسمية للاتفاق). وترخي التطورات الأخيرة (صفقة المسيرات) بظلال ثقيلة على جهود إحياء الاتفاق النووي، بينما تستعد الولايات المتحدة لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني. وتعتبر القوى الغربية المشاركة في الاتفاق النووي للعام 2015 أن نقل طائرات إيرانية لمسيرة لروسيا، انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231. وبحسب تقرير سابق نشرته وكالة فرانس برس، حصلت روسيا من إيران على طائرات مسيرة من طراز مهاجر-6 التي يمكن أن تحمل 40 كيلوغراما من المتفجرات وتصل سرعتها في الجو إلى 200 كيلومتر في الساعة. كما حصل الروس على مسيرات شاهد-136، وهي نسخة مصغرة من المسيرات الانتحارية وتستطيع الطيران لمسافة 2500 كيلومتر. ويقول موقع 'مليتاري فكتوري' المهتم بالشؤون العسكرية إن المسيرات الانتحارية الإيرانية مزودة برؤوس حربية. واتجهت روسيا إلى إيران للتزود بمسيرات قتالية وانتحارية بسبب عقوبات غربية حالت دون تطوير مسيراتها. وكانت قد توجهت الصيف الماضي إلى تركيا لشراء مسيرات بيرقدار تي بي2، لكن أنقرة التي أدانت الغزو الروسي لأوكرانيا من دون الانخراط في العقوبات الغربية على موسكو، رفضت ذلك. وقال هالوك بيرقدار مدير الشركة حينها في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه "بغض النظر عن مقدار المال الذي يقدموه لنا، ليس من الوارد تزويدهم بطائرات مسيرة." وزودت تركيا أوكرانيا بمسيرات بيرقدار التي ألحقت أضرارا فادحة بالقوات الروسية في بداية ما تسميها موسكو بـ"عملية عسكرية خاصة"، ما أثار غضب روسيا لكنها تجد نفسها مرغمة على استمرار التعامل مع تركيا التي تتوسط في النزاع وتحتفظ بعلاقات جيدة مع طرفي الحرب. وبرز في خضم الحرب الأوكرانية تنافس بين المسيرات الإيرانية ونظيراتها التركية، فيما تؤكد تقارير مختصة فعالية اكبر لمسيرات بيرقدار التي تستخدمها أوكرانيا والمسيرات من طراز مهاجر-6 وشاهد-136 التي تستخدمها روسيا.   وعلى خطى تركيا استثمرت إيران التي تصر على أنها لم تزود روسيا بمسيرات قتالية، ما يتردد عن استخدام الروس لطائرات مهاجر-6 وشاهد-136 للترويج لمسيراتها وقالت إنها تلقت طلبيات من العديد من الدول. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن اللواء رحيم صفوي مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون العسكرية علي خامنئي قوله اليوم الثلاثاء، إن طهران تلقت طلبيات لشراء المسيرات الإيرانية من 22 دولة. وبحسب المصادر ذاته قال صفوي إن من بين الدول المعنية، الجزائر وفنزويلا وأرمينيا وصربيا وطاجكستان. قلق إسرائيلي وأثارت الأنباء عن استخدام روسيا طائرات إيرانية مسيرة في هجمات دموية على العاصمة الأوكرانية قلق إسرائيل التي قالت وفق موقع 'والاه' العبري، إنها تتابع عن كثب نجاح المسيرات الإيرانية ومنها شاهد-136 التي من المتوقع أن تؤثر في اي نزاع مستقبلي مع إيران أو وكلائها في المنطقة في إشارة خاصة لحزب الله اللبناني الذي حصل بالفعل على مسيرات من طهران وقال إنه يملك طرازات متطورة سيكون لها دور في معادلة الصراع. وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن "الاستخدام المتزايد للطائرات من دون طيار يتحدى أنظمة الدفاع الأوكرانية".

مشاركة :