رغم أن لبنان يقف على بُعد أيام قليلة من موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون (31 الشهر الجاري)، إلا أن كل المعطيات المتوفرة تشير بأن الجلسة الثالثة لانتخاب الرئيس اللبناني الجديد، غدا الخميس، ستنتهي بالفشل كسابقتها، في ظل عدم توافق معظم القوى السياسية، على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري مما يؤكد تعمّدها الإطاحة بهذا الاستحقاق بعد أن بات الفراغ عرفا وأمرا طبيعيا عند كل استحقاق رئاسي، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، أي أن لبنان يتجه الى الفراغ السياسي الحتمي. المشهد السياسي في المدار الضبابي وبات واضحا، أنه على مسافة أقل من أسبوعين من نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، فإن المشهد السياسي ما زال في المدار الضبابي، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، حسين زلغوط، حيث يعجز حتى أصحاب القرار في تحديد ما ستؤول إليه الأمور، في خضم الصراعات المحلية والخارجية التي تضغط على الاستحقاقين الحكومي والرئاسي بشكل يصعب معها التنبؤ حول ما إذا كان لبنان سيفلت من براثن الفراغ السياسي ويذهب في اتجاه تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية الشهر الحالي، أم أنه سيقع مجدداً في مستنقع الشغور الذي يتفرع عنه المزيد من الشرخ والانشطار السياسي الذي بدوره ينعكس سلباً علی الشارع ويزيد الأزمات الاقتصادية والمعيشية تعقيداً. ومع مخاوف الإطاحة بالاستحقاق الرئاسي، تؤكد مصادر قريبة من رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، لصحيفة اللواء اللبنانية، أن الاستحقاق الحكومي أيضا يبدو مؤجلا .. وأشارت إلى أن الرئيس ميقاتي لم يعد بإمكانه تقديم أي تنازلات جديدة بالنسبة لتشكيل الحكومة لأنه قدّم ما عنده من تسهيلات منذ اليوم الأول لتكليفه وما يهمّه هو توظيف كل إمكانياته لإخراج البلد من أزمته والحفاظ على دستوره الذي هو خط أحمر. ترقب اتصالات الربع ساعة الأخيرة والحراك والمشاورات رغم استمرارها فإنها لن تفضي بعد الى أي نتيجة بسبب تمسّك النائب جبران باسيل، رئيس «التيار الوطني الحر» بمطالبه، وتلفت المصادر الى ان المنطق يقول بوجوب تشكيل حكومة كاملة المواصفات قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ولكن المعطيات حتى الآن لا تبشّر بذلك بإنتظار اتصالات الربع ساعة الأخيرة، رغم ان الوقت أصبح ضاغطا فأي حكومة جديدة تحتاج الى بيان وزاري لتنال ثقة المجلس النيابي على أساسه. المصادر تشدد على أن الأولوية حاليا هي انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية لتحاشي الوقوع مجددا في الفراغ السياسي، وتشير الى ان المجلس النيابي لا يزال أمامه فرصة لانتخاب رئيس وهو لم يستنزف كل المراحل بعد. ولا تتوقع المصادر أن تطول فترة الفراغ أكثر من أشهر قليلة. المرحلة القادمة تحتاج الى رئيس سيادي حقيقي وتؤكد الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، أن المرحلة القادمة تحتاج الى رئيس سيادي حقيقي يمكنه أن يجمع كل اللبنانيين ولا نريده أن يكون رئيس يعمل لإرضاء البعض على حساب ما هو مطلوب ، كما نريده أن يكون إصلاحي على مستوى الدولة التي انهارت ووجوب إعادة هيكلة مؤسسات الدولة والقطاعات الاقتصادية وبنائها من جديد. كل هذا يجري والحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية لا تهدأ تجاه لبنان، حيث تجري اتصالات ومشاورات منها ما يحصل في السر، ومنها ما يعلن عنه بغية إتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده، أو على الأقل تشكيل حكومة مكتملة الأوصاف تكون قادرة على ممارسة صلاحيات الرئيس في حال لم تجرِ الانتخابات الرئاسية في الموعود المحدد لها. توقعات: الفراغ الرئاسي واقع لا محالة ووفق المعطيات، لم يرصد أي خرق في جدار الأزمة لا بل ان كل فريق سياسي يتمترس وراء شروطه في هذا الاستحقاق، وإن الكمائن المتبادلة ما تزال هي السائدة، بما يؤكد بأن الجلسة الثالثة المخصصة لانتخاب الرئيس والمحدد موعدها غدا الخميس، ستكون صورة طبق الأصل عن الجلستين اللتين سبقتها، بحسب تقديرات حسين زلغوط، ومن المتوقع أن يرتفع منسوب الخطاب السياسي المتشنج كترجمة طبيعية لغياب التوافق والتفاهم على اسم الشخصية التي ستجلس على كرسي القصر الجمهوري بعد ان يغادره العماد ميشال عون. لكن بعض المعلومات تتحدث عن ضغوط دولية بدأت تمارس على القوى السياسية لاحترام المواعيد الدستورية، وبالتالي إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، لكن هذه الضغوط لم تصل بعد الى مرحلة يُمكن أن يتوقع من خلالها حصول خروقات جوهرية في جدار الأزمة تؤدي إلى انتخاب رئيس وتجنب الشغور الذي بات شبه واقع لا محال.
مشاركة :