طالب «جيش الإسلام» أمس بإمداده بصواريخ مضادة للطائرات بهدف «إجبار حكومة دمشق على التوصل إلى تسوية»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن «من غير المقبول الحديث عن حل سياسي وأهلنا يموتون من الجوع والبرد والقصف بالبراميل المتفجرة وغيرها من وسائل القتل والفتك التي يمارسها النظام المجرم»، بحسب ما ذكرت الجماعة في بيان نشرته أمس. ويبرز البيان الذي أصدره جيش الإسلام مخاوف المعارضة من الجهود الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة لعقد محادثات سلام في جنيف يوم 25 يناير (كانون الثاني). وتريد المعارضة إجراءات لحسن النيات، من بينها وقف إطلاق النار والإفراج عن محتجزين ورفع الحصار عن مناطق محاصرة قبل المفاوضات. ويقوم مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بجولات في المنطقة للإعداد للمحادثات التي تأتي ضمن خطة وافق عليها مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي لإنهاء الحرب المستعرة منذ خمس سنوات والتي أسفرت عن مقتل نحو 250 ألفا وشردت الملايين. وقال «جيش الإسلام» في بيان أصدره ليل السبت – الأحد إن «الاحتياجات المطلوبة لبدء العملية السياسية في سوريا قد نص عليها القرار الأخير لمجلس الأمن والذي يحمل الرقم 2254 في الفقرات 12 و13 و14 والتي تتحدث عن وقف القصف ورفع الحصار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الأسرى»، مشددًا على أنه «لا بدّ من تنفيذ هذه الخطوات، لأنه من غير المقبول الحديث عن حل سياسي وأهلنا يموتون من الجوع والبرد والقصف بالبراميل المتفجرة وغيرها من وسائل القتل والفتك التي يمارسها النظام المجرم». واعتبر «جيش الإسلام» أن إمكانية نجاح الحل السياسي يعتمد على جدية المجتمع الدولي في الضغط على «النظام المجرم لإيقاف القتل»، مؤكدًا أن النظام لا يملك أهلية للتفاوض باعتباره لا يسيطر على أكثر من 18 في المائة من الأراضي السورية ولا معابر لديه سوى مع لبنان، وليس له سلطة على كامل القوات التي تقاتل معه على الأرض. وقال «جيش الإسلام»، وهو جزء من هيئة تشكلت حديثا للإشراف على المفاوضات من جانب المعارضة، إن «أفضل طريقة لإجبار النظام على القبول بالحل والالتزام به، هو السماح للدول الشقيقة بتزويد الثوار بصواريخ مضادة للطائرات». وأضاف البيان الذي أرسله المتحدث باسم «جيش الإسلام»: «نحن مستعدون لتقديم كل الضمانات اللازمة والتعاون مع فريق دولي صديق للثورة لإنهاء المخاوف من إمكانية تسرب الصواريخ إلى قوى تستخدمها بشكل غير قانوني». ورغم أن حكومات أجنبية من بينها الولايات المتحدة والسعودية زودت المعارضة بالدعم العسكري لكنها تقاوم مطالب بالحصول على مثل هذه الصواريخ، خشية أن ينتهي بها الأمر في أيدي جماعات متطرفة مثل تنظيم داعش. وتقول الحكومة السورية إن «جيش الإسلام» منظمة إرهابية مثل كل الجماعات التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي تلقى دعما حاسما من روسيا وإيران. وأرسلت الدولتان قوات لمساعدة الأسد. وحول إمكانية التنازل عن بعض مطالب الثورة السورية حقنًا للدماء، أكد «جيش الإسلام» أنه «لا يمكن التفريط بأي من مطالب الثورة، لأن هذه المطالب هي الضمان الوحيد لحقوق الشعب السوري، وأي تفريط يعني خيانة دماء الشهداء وخيانة للشعب وتعريض هذا الشعب للإبادة الجماعية».
مشاركة :