عاشت العاصمة الأردنية عمان وبقية مدن المملكة أمس يومها الخامس تحت تأثير العاصفة الثلجية «أليكسا»، في وقت واصلت الأجهزة الرسمية إخفاقاتها في مواجهة أثار العاصفة. وعلى رغم أن تساقط الثلوج توقف أمس، إلا أن آثار «أليكسا» ما زالت تشل معظم مظاهر الحياة في البلاد حيث الكثير من مناطق العاصمة والمحافظات الأخرى ما زال معزولاً في شكل كامل بفعل إغلاقات الثلوج التي لم تصل إليها آليات الحكومة بعد، فيما استمرت الانقطاعات الكهربائية حتى مساء أمس أيضاً. وكان لافتاً أن بعض أجهزة الدولة تبادلت الاتهامات في ما بينها، في خصوص الإخفاقات التي رافقت العاصفة. فبينما حمّلت شركات توزيع الكهرباء الانقطاع المتكرر والطويل للتيار لوزارة الزراعة بحجة أنها لم تعمل على تقليم الأشجار في الشوارع العامة، والتي تسبب بعضها بعطب الأسلاك الكهربائية، سارعت الوزارة إلى تحميل الانقطاعات إلى ورش الصيانة التابعة لشركات الكهرباء نفسها. غير أن هذه الورش حمّلت المسؤولية بدورها إلى بلديات أمانة العاصمة التي تأخرت كثيراً في فتح الطرق الرئيسة والفرعية بحجة تعطل الآليات تارة، وعدم توافر الوقود لتشغيلها تارة أخرى. وكان لافتاً أيضاً الاتهامات التي وجهها عمدة عمان عقل بلتاجي إلى جهات لم يسمها، إذ قال لوكالة «عمون» الأردنية: «إن هناك جهات لا تريد للأردن أن يخرج بخير من العاصفة الثلجية»، مضيفاً في تصريحات أخرى: «أن على المواطنين عدم مغادرة منازلهم، فالمشكلة التي واجهت أمانة عمان هي تراكم المركبات في الشوارع وليس تراكم الثلوج». ودخلت المعارضة على خط الاتهامات عندما صرح نائب المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» زكي بني أرشيد قائلاً: «على رغم الجهود الكبيرة التي بذلها بعض الجهات والمؤسسات الرسمية والشعبية، إلا أن ما حصل في الأردن خلال الأيام الماضية فضيحة تستوجب التوقف والمراجعة». وفي سياق تبادل الاتهامات، أعلنت الحكومة الأردنية أمس نيتها مقاضاة شركات توزيع الكهرباء نتيجة ما اعتبرته فشلاً في إدارة الأزمة التي ضربت البلاد، خصوصاً بعد أن واصل التيار الكهربائي انقطاعه عن مناطق عدة مدة 5 أيام، ما أدى إلى موجة غضب عارمة في أوساط المواطنين. وتواصلت مظاهر الاحتجاج في الكثير من مناطق العاصمة بسبب قطع الكهرباء، خصوصاً في منطقة أبو نصير (شمال عمان) التي أغلق فيها محتجون شوارع رئيسة بالإطارات المشتعلة. وفي غمرة تبادل الاتهامات بين أجهزة الدولة، ظهر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مراراً وهو يساعد المتضررين من العاصفة الثلجية، كما شوهد في شوارع العاصمة يساعد العالقين في الثلج على دفع مركباتهم. وقارن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بين صور الملك وهو يوزع المعونات على المحتاجين وبين رئيس الحكومة عبدالله النسور الذي ظهر مراراً خلال الجولات الميدانية مع مرافق شخصي يحمل فوق رأسه «شمسية» لحمايته من زخات الثلج والبرد، وهي الصورة التي أثارت سخرية المواطنين واستهجانهم، ودفعت الكثير من أعضاء البرلمان إلى المطالبة مجدداً بإسقاط الحكومة ومحاسبتها على إخفاقات «أليكسا».
مشاركة :