إيطاليا الغائبة الكبرى في مونديال 2022.. وجمهورها يتحسر

  • 10/20/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

روما‭ - ‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭: ‬‮«‬الجرح‭ ‬سينزف‭ ‬طويلاً‮»‬،‭ ‬بهذه‭ ‬العبارة‭ ‬لخّص‭ ‬مدرب‭ ‬منتخب‭ ‬إيطاليا‭ ‬روبرتو‭ ‬مانشيني‭ ‬إثر‭ ‬خسارة‭ ‬فريقه‭ ‬أمام‭ ‬مقدونيا‭ ‬الشمالية‭ ‬صفر‭-‬1‭ ‬في‭ ‬الملحق‭ ‬الأوروبي‭ ‬وبالتالي‭ ‬غيابه‭ ‬عن‭ ‬مونديال‭ ‬قطر‭ ‬2022،‭ ‬وذلك‭ ‬للمرّة‭ ‬الثانية‭ ‬تواليا‭ ‬بعد‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬التأهل‭ ‬للنسخة‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬عام‭ ‬2018‭. ‬وتستعد‭ ‬إيطاليا‭ ‬بأكملها‭ ‬والملايين‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬الـ«كالتشو‮»‬‭ ‬لمتابعة‭ ‬أفضل‭ ‬المنتخبات‭ ‬بحسرة‭ ‬أمام‭ ‬الشاشة‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬عذابهم‭ ‬أن‭ ‬الدوري‭ ‬الإيطالي‭ ‬متوقف‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ذاتها‭.‬ لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬يشك‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬إيطاليا‭ ‬على‭ ‬تعويض‭ ‬خيبة‭ ‬الغياب‭ ‬عن‭ ‬مونديال‭ ‬روسيا‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬60‭ ‬عاما،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نجح‭ ‬مانشيني‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬منتخب‭ ‬قوي‭ ‬قاده‭ ‬خلافا‭ ‬للتوقعات‭ ‬إلى‭ ‬إحراز‭ ‬كأس‭ ‬أوروبا‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬بالفوز‭ ‬على‭ ‬انجلترا‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬دارها‭ ‬ملعب‭ ‬ويمبلي‭ ‬بركلات‭ ‬الترجيح‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬وسيغيب‭ ‬الـ«أتزوري‮»‬،‭ ‬بطل‭ ‬العالم‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬أعوام‭ ‬1934‭ ‬و1938‭ ‬و1982‭ ‬و2006،‭ ‬عن‭ ‬مونديال‭ ‬قطر‭. ‬في‭ ‬20‭ ‬نوفمبر‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬انطلاق‭ ‬المباراة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬لمونديال‭ ‬2022‭ ‬بين‭ ‬قطر‭ ‬والاكوادور،‭ ‬تخوض‭ ‬إيطاليا‭ ‬مباراة‭ ‬ودية‭ ‬ضد‭ ‬النمسا،‭ ‬تليها‭ ‬أخرى‭ ‬ضد‭ ‬ألبانيا‭ ‬بعدها‭ ‬بأربعة‭ ‬أيام‭.‬ ووصف‭ ‬نجم‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإيطالية‭ ‬السابق‭ ‬روبرتو‭ ‬باجو‭ ‬غياب‭ ‬إيطاليا‭ ‬عن‭ ‬مونديال‭ ‬قطر‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬وصمة‭ ‬عار‮»‬،‭ ‬مؤكداً‭ ‬عدم‭ ‬تفهمه‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬منتخب‭ ‬بلاده‭ ‬على‭ ‬‮«‬مقعد‭ ‬مضمون‮»‬‭ ‬لكونه‭ ‬بطلا‭ ‬لأوروبا‭. ‬ويستعد‭ ‬أنصار‭ ‬الكرة‭ ‬الايطالية‭ ‬لعيش‭ ‬فترة‭ ‬غريبة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬حيث‭ ‬سيتوقف‭ ‬الدوري‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬منتصف‭ ‬نوفمبر‭ ‬حتى‭ ‬الأوّل‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬المقبل،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسريح‭ ‬اللاعبين‭ ‬الدوليين‭ ‬الذي‭ ‬يخوضون‭ ‬غمار‭ ‬المونديال‭.‬ ويقول‭ ‬جانلوكا‭ ‬ميلوني‭ (‬34‭ ‬عاما‭) ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أنصار‭ ‬ميلان‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬جوانب‭ ‬ملعب‭ ‬سان‭ ‬سيرو‭: ‬‮«‬نسينا‭ ‬الخيبة‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬بفضل‭ ‬ميلان‮»‬‭.‬ وأضاف‭: ‬‮«‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جداً‭ ‬عدم‭ ‬التواجد‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية،‭ ‬لأنها‭ ‬لحظة‭ ‬تجمع‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء‮»‬‭. ‬أما‭ ‬لويجي‭ ‬غاروسو‭ (‬67‭ ‬عاما‭) ‬القادم‭ ‬من‭ ‬بريشا‭ ‬ومشجع‭ ‬إنتر‭ ‬القادم‭ ‬مع‭ ‬حفيده‭ ‬البالغ‭ ‬ثمانية‭ ‬أعوام‭ ‬إلى‭ ‬الملعب‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يشاهد‭ ‬إيطاليا‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬سنتابع‭ ‬المباريات‭ ‬رغم‭ ‬الحزن‭. ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬أي‭ ‬منتخب‭ ‬سأشجع،‭ ‬ربما‭ ‬الأرجنتين‮»‬‭. ‬وأردف‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬نعشق‭ ‬‮«‬ناتسيونالي‮»‬‭. ‬ولم‭ ‬تلاحظ‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ستايج‭ ‬اب‮»‬‭ ‬للبحوث‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬والدولية،‭ ‬أي‭ ‬تراجع‭ ‬لشعبية‭ ‬‮«‬ناتسيونالي‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬رئيسها‭ ‬جوفاني‭ ‬بالاتسي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬أظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬28.3‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬مهتم‭ ‬بالمنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021‮»‬،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أجري‭ ‬على‭ ‬1800‭ ‬شخص‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬14‭ ‬و64‭ ‬عاما‭.‬ الفوز‭ ‬عام‭ ‬2026 إذا‭ ‬كنا‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬الذروة‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬بعد‭ ‬اللقب‭ ‬العالمي‭ ‬الأخير‭ (‬34‭ ‬مليوناً‭)‬،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ناتسيونالي‮»‬‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لا‭ ‬يزالان‭ ‬يتمتعان‭ ‬بنواة‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬المشجعين،‭ ‬وفقًا‭ ‬لهذا‭ ‬الخبير‭. ‬ويضيف‭ ‬بالاتسي‭: ‬‮«‬هذه‭ ‬القاعدة‭ ‬الشعبية‭ ‬تحمي‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإيطالي‭ ‬من‭ ‬صدمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبيرة‭ ‬للغاية،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ربما‭ ‬نقص‭ ‬مرتبط‭ ‬بالمكافآت‭ ‬وعقود‭ ‬الرعاية‭ ‬المحتملة‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬الأخيرة‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬جيدة‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬لبعض‭ ‬الرياضات‭ ‬الأقل‭ ‬شهرة‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التغطية‭ ‬الاعلامية‭ ‬مثل‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬أو‭ ‬الرغبي‭. ‬ستعزى‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإيطالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممثليها‭ ‬القلائل‭ ‬المتوقعين‭ ‬في‭ ‬قطر‭: ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الحكام‭ ‬والجنود‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬الحدث،‭ ‬وشركة‭ ‬السلع‭ ‬الرياضية‭ ‬‮«‬كابا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تزود‭ ‬المنتخب‭ ‬التونسي‭ ‬بلباسهم‭ ‬الرسمي‭. ‬ستتذكر‭ ‬أيضا،‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬ديسمبر،‭ ‬أن‭ ‬الكأس‭ ‬الذهبية‭ ‬الممنوحة‭ ‬للفائزين‭ ‬ولدت‭ ‬عام‭ ‬1971‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬وأنشأتها‭ ‬شركة‭ ‬برتوني‭.‬ وتقول‭ ‬فالنتينا‭ ‬لوزا‭ ‬مديرة‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬ايضا‭ ‬بصناعة‭ ‬الميداليات‭ ‬للفائزين‭: ‬‮«‬إنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬إيطاليا‭ ‬وتضمن‭ ‬تواجدها‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬التتويج،‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‮»‬‭. ‬لن‭ ‬تمرّ‭ ‬خيبة‭ ‬الأمل‭ ‬إلا‭ ‬‮«‬بالفوز‭ ‬بكأس‭ ‬العالم‭ ‬المقبلة‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2026،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬مانشيني‭ ‬بالفعل‭ ‬ملخصا‭ ‬الحالة‭ ‬الذهنية‭ ‬لبلد‭ ‬كامل‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬الثأر‭.‬        

مشاركة :